الدبلوماسي البائس.. أليس حبل الكذب قصير يا.. بومبيو؟

الدبلوماسي البائس.. أليس حبل الكذب قصير يا.. بومبيو؟
الثلاثاء ١٢ يناير ٢٠٢١ - ٠٦:٤٩ بتوقيت غرينتش

أطلق وزير خارجية اميركا مايك بومبيو قبل قليل مزاعم مضحكة تشير الى ان قئلها يخلو من اي لياقة دبلوماسية ولا يتمتع بأى مستوى من الذكاء السياسي ولن يرقى للفطنة والحنكة الواعية.. التي يجب ان يتمتع بها أدنى مسؤول دبلوماسي على مستوى وزير خارجية لاي بلد صغير ولو في جزيرة صغيرة في بقعة نائية ما على الكرة الارضية.

العالم - كشكول

كيف سيكون الحال اذا ما عرفنا ان المتحدث هو وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية ويمثل قمة الدبلوماسية الخارجية للولايات المتحدة الاميركية التي تزعم انها ذات حجم كبير خصوصا على مستوى السياسة الخارجية الدولية والاممية وليست على مستوى هزيل من الرؤى المؤسسة لخارطة سياسة العالم.

تخرصات الوزير الاميركي انما جاءت على نمط من الهذر المذموم في الكلام وكأنما يخاطب من خلاله مجموعة من المستطرقين الغوغائيين من انصار رئيسه ترامب في "كوفي شوب" وسط احدى غابات الولايت المتحدة.

تنظيم القاعدة اختيار ارهابي "سعواميركي" بامتياز

رغم نفي ايران المكرر وجود أي عناصر من هذا التنظيم الارهابي على أراضيها، زعم بومبيو، ان جماعة القاعدة الارهابية أصبح لديها مقر جديد في ايران، وان القاعدة لديها علاقات مع إيران منذ 3 عقود، وأن عضو القاعدة أبو محمد المصري قُتل في آب/أغسطس الماضي في العاصمة الإيرانية طهران، مدعيا ان طهران تسمح لجماعة القاعدة بالتواصل بحرية مع الخارج وسفر اعضائها، كما زعم ايضا ان ايران ساعدت في التخطيط لهجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001.

عيب وعار عليك.. الا تعرف ان الكذب حبله قصير؟..

العالم باجمعه يعرف خلفيات احداث 11 ايلول/سبتمبر ومجرياتها وتداعياتها وعلى يدِ مَنْ مِنَ الارهابيين تم توقيتها والتحضير لها وتنفيذها.. ولو تتبعنا خيوطها لوجدناها ترجع الى البيت الابيض نفسه، فكل اعضاء هذه الجماعة الارهابية قدموا من الدولة التي رعت الارهاب في العراق واليمن وسوريا وقبلها جندت المتطرفين في افغانستان لاخراج الجيش الاحمر منها ولمصلحة الولايات المتحدة الاميركية، وهي دولة ذات حظوة لديكم لما تتمتع به من ثراء البترودولار الذي سال لعاب حاكم البيت الابيض له فغض النظر عن الارهاب الدموي الذي تمارسه هذه الدولة حتى مع مواطنيها اثر حادثة تنشير خاشقجي في سفارتها باسطنبول.

هنا.. لا نجد وصفا يليق بهذا الوزير البائس افضل من وصف وزير خارجية ايران السيد محمد جواد ظريف الذي قال في رده على تصريح بومبيو بوصفه بأنه ينهي حياته المهنية الكارثية بشكل مثير للشفقة وبمزيد من الأكاذيب.

وفي تغريدة على صفحته في تويتر رد ظريف على تصريحات لبومبيو اتهم فيها إيران بدعم الإرهاب وبمساعدة القاعدة في هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر وقال إن أرهابيي الحادي عشر من أيلول/سبتمبر كانوا من دول مقربة من واشنطن لا من إيران.

بومبيو يقع في تناقض مع الدبلوماسية الاميركية

ربما يجهل هذا الدبلوماسي المسكين ان حكومة بلاده في إداراتها الرئاسية السابقة اتهمت تنظيم القاعدة الارهابي وتحديدا 19 من عناصره و"غالبيتهم من السعوديين" (الدولة الحلوب المفضلة للادارة الحالية المنتهية ولايتها للرئيس الاميركي دونالد ترامب)، بتنفيذ هجمات أيلول/سبتمبر على مركز التجارة العالمي في نيويورك وعلى مقر وزارة الدفاع "البنتاغون" في واشنطن؟، ولا يسعنا هنا الا ان نقول "إن كنت تدري يابومبيو فتلك مصية، وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم".

المصيبة انه يعترف انه "كذاب غشاش سارق" ويريد من العالم ان يصدقه..

لا غرابة يابومبيو في الاكاذيب التي أطلقتها والتي ستنهي بها مشوارك الدبلوماسي الذي بلغته بالكذب والخداع والغش والسرقة.. وانت من اعترف بذلك بعظمة لسانك يوم قلت في تصريح أدليت به عام 2019، تطرقت خلاله الى عملك على رأس وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) في العامين 2017 و2018، أقرّيت خلاله حينها بالقول "لقد كذبنا، لقد غششنا، ولقد سرقنا".

ستخرج عن قريب من البيت الابيض خالي الوفاض أنت وصاحبك.. والى طي النسيان.. سوف لن يذكركما احد بخير لما اقترفته اياديكم الدموية من اجرام وارهاب بحق الانسانية..

مشوار المنبوذية ابتدأ منذ اللحظة..

يقال ان رحلة بومبيو الاوروبية التي كانت مقررة غدا الاربعاء الغيت بعد رفض وزير خارجية لوكسمبورغ ومسؤول رفيع بالاتحاد الاوروبي الالتقاء به. كما ألغت وزارة خارجيته آخر رحلة له الى بلجيكا بعد ان طُلب عدم تصوير لقائه مع نظيره البلجيكي.

جاء ذلك في وقت اصبح فيه رئيسه الجمهوري المنتهية ولايته دونالد ترامب مهددا بإطلاق إجراءات عزل بحقه.

وكان من المقرر أن يكون مايك بومبيو في بروكسل يومي الأربعاء والخميس للقاء نظيرته البلجيكية صوفي فيلميس والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من أجل "تأكيد الأهمية الدائمة لهذه الشراكة عبر الأطلسي" والتي غالبا ما كان يزعزعها الرئيس ترامب على مدى السنوات الأربع الماضية.

السيد ابو ايمان

كلمات دليلية :