هل يُعيد الجيش "جن الفوضى" في أمريكا الى قمقمه؟

هل يُعيد الجيش
الأربعاء ١٣ يناير ٢٠٢١ - ٠٢:٥٠ بتوقيت غرينتش

بعد مرور اسبوع على الهجوم الذي نفذته ميليشيا ترامب على مبنى الكونغرس الامريكي، كسر الجيش الامريكي صمته عبر إصدار هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، اليوم الثلاثاء، رسالة نادرة لأفراد الجيش، يعلنون فيها أن أعمال الشغب العنيفة التي وقعت الأسبوع الماضي كانت هجوما على العملية الدستورية الأمريكية، وانتهاكا للقانون.

العالم – كشكول

وجاء في الرسالة، ان "الحقوق المتعلقة بحرية التعبير والتجمع لا تعطي أحدا الحق في اللجوء إلى العنف والفتنة والعصيان.. وان أي عمل لتعطيل العملية الدستورية لا يتعارض مع تقاليدنا وقيمنا واليمين فحسب، وإنما يتعارض أيضا مع القانون".

يبدو ان الرسالة جاءت تحت ضغط بعض أفراد الجيش، الذين اعربوا في أحاديث خاصة عن قلقهم؛ لأن كبار القادة لم يقدموا توجها في أعقاب الهجوم على "الديمقراطية الأمريكية" . كما كثر الحديث عن وجود عدد كبير من المنتسبين للجيش بين ميليشيا ترامب التي اقتحمت الكونغرس. وهو ما كشفته الرسالة عندما اعلنت ان الجيش "يعمل مع مكتب التحقيقات الاتحادي لمعرفة ما إذا كان من بين المهاجمين أفراد حاليون في الجيش"!!.

اللافت ايضا ان الرسالة كشفت عن شيء في غاية الخطورة، وهو وجود تخوف في قيادة الجيش من وجود عناصر متطرفة وعنصرية داخل الجيش تتبع اوامر ترامب، وذلك عندما تساءلت الرسالة عن :"ما إذا كانت هناك حاجة لتدقيق إضافي في نحو عشرة آلاف من أفراد الخدمة السرية وقوات الحرس الوطني، الذين سيتولون مهمة تأمين حفل تنصيب بايدن"!!..

ما كشف عنه مكتب التحقيقات الفدرالي الامريكي، عن وجود مؤشرات واضحة عن تحركات لميليشيات مسلحة متطرفة عنصرية ، تستعد للتوجه الى واشنطن قبل حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، للسيطرة على مراكز حكومية حساسة، وما افرزه اقتحام ميليشيا ترامب للكونغرس، والسلوكيات العنيفة التي ابرزتها الجماعات العنصرية، التي كانت تنوي قتل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي والاعضاء الديمقراطيين في الكونغرس، وكذلك الكشف عن شاحنة محملة بالاسلحة والمتفجرات، وكذلك الكشف عن قنابل موقوتة في المنطقة المحيطة بالكونغرس، وكذلك اغلاق 70 الف حساب للجماعات المتطرفة في امريكا، كل ذلك يؤكد اذا ما اضفنا اليها، رسالة الجيش، واصرار ترامب على موقفه الرافض لنتائج الانتخابات، وتحريضه الواضح والصارخ لميليشاته العنصرية لضرب اسس الدولة الامريكية، ووقوف اغلب اعضاء الحزب الجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ الى جانبه، تؤكد بما لا يقبل الشك، ان "جن الفوضى" الذي اخرجه ترامب من قمقمه ، لن يكون بمقدور الجيش اعادته اليه، خاصة لو عرفنا ان 75 مليون امريكي منحوا اصواتهم لترامب، هم جزء اصيل من الجسد العنصري الذي قام عليه المجتمع الامريكي.

كلمات دليلية :