اقفال لبنان الشامل يدخل يومه الخامس مع ارتفاع في عدد المصابين

اقفال لبنان الشامل يدخل يومه الخامس مع ارتفاع في عدد المصابين
الإثنين ١٨ يناير ٢٠٢١ - ١٠:٠٦ بتوقيت غرينتش

مع مرور اربعة ايام على الاقفال الشامل في لبنان لمواجهة فيروس كورونا الطرقات في بيروت و كل المناطق شبه خالية من الناس قابلها اكتظاظ في المستشفيات بسبب ارتفاع عدد المصابين بهذة الوباء القاتل.

العالم-لبنان
و حسب بعض المصادر الطبية اليوم الاثنين هذا الواقع المرير يُنبئ ‏بالأسوأ إذا لم يتغلب الوعي وينعكس التزاماً تاماً بمنع التفلت المجتمعي وبالتالي الحد من الضغط الهائل على النظام ‏الصحي المهدد بالإنهيار الكليّ، وعندها لن يبقى هناك قدرة على مواجهة الجائحة التي دخلت في سباق الوقت بانتظار ‏وصول اللقاحات‎.‎

و بحسب هذا المصادر أن الطاقة ‏الإستيعابية للمستشفيات أصبحت فوق الحد الأقصى، والعديد منها بدا يتجه الى إقفال أبواب الطوارئ، كاشفا أن ‏بعض المستشفيات الخاصة بدأت تفكر جديا بفتح أقسام جديدة لكورونا بهدف زيادة عدد الأسرّة، وتحويل قسم من ‏الأسرّة العادية الى مجهزّة بأجهزة العناية الفائقة‎. ‎

وإذ لفت المصادر الى أن المشكلة ليست بعدد الأسرّة العادية، بل هي في أسرّة العناية المشددة التي امتلأت بالكامل، فيما ‏المطلوب المزيد منها وأن تكون مجهزة تجهيزا كاملا، أوضح انه إذا أعطت وزارة الصحة المساعدات المطلوبة في ‏هذا الصدد قد يحل جزء من المشكلة‎.‎

‎ ‎من جهة أخرى جددت مصادر في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي دعوة المواطنين ‏لضرورة الإلتزام بقرار الإقفال حرصا على سلامتهم وحمايتهم من الآثار السلبية التي تصيبهم جراء التقاطهم العدوى. ‏وشددت على ملاحقة المخالفين .

و كتبت صحيفة الاخبار اللبنانية اليوم ومع انفلات المؤشرات ووصول أعداد الإصابات إلى حدّ يتخطّى قدرة المستشفيات على استيعابها، لم يعد من المجدي مقارنة النموذج اللبناني بأيّ نموذج آخر. لا إيطالي ولا إسباني ولا غيرهما. إذ تنفرد البلاد اليوم بنموذجها. والفرادة، هنا، تكمن في 3 عوامل أساسية: ضعف النظام الصحي الاستشفائي الحكومي، ونأي معظم المستشفيات الخاصة بنفسها عن مواجهة الفيروس الذي بات في مرحلة حرجة من التفشي المجتمعي، واستهتار الناس.

في الشق الأول، لم تقم السلطات المعنية خلال الإقفالات الثلاثة التي سبقت الإقفال الحالي بـإسعاف القطاع الاستشفائي الحكومي. وفي الشق الثاني، وقفت معظم المستشفيات الخاصة متفرجة على ما يجري، وجلّ ما كانت تفعله هو التهرّب والتحايل (...) ومن المخجل هنا أن هناك مستشفيات خصّصت سريراً واحداً أو سريرين لمرضى كورونا، وأن مستشفيات كبرى ترفض استقبال أي مريض كورونا، إلا إذا دفع مبالغ مغرية، كما حصل مع مستشفى مخصص للأغنياء والميسورين، على ما يؤكّد رئيس الهيئة الوطنية الصحية إسماعيل سكرية. لذلك، لا تقارنونا بالنموذج الإيطالي، يشدّد سكرية.

اليوم، المصابون بالآلاف. وفيما مؤشر الفحوص الإيجابية يتعدّى الـ 20%، أعلنت نقابة أصحاب المستشفيات الخاصة الوصول إلى القدرة الاستيعابية القصوى، إذ لم تعد هناك أسرّة عناية فائقة لا للمصابين بكورونا ولا لغيرهم من المرضى العاديين»، على ما يقول النقيب سليمان هارون، مضيفاً إن الكثير من المستشفيات «وصلت نسبة الإشغال فيها إلى مئة في المئة». وطلبت مستشفيات كثيرة من الصليب الأحمر وغيره من هيئات الإغاثة عدم إحضار أي مصاب، لعدم وجود أمكنة حتى في مدخل الطوارئ.

الكارثة هنا لا تطال المصابين بفيروس كورونا حصراً، بل أيضاً المرضى العاديين وأصحاب الأمراض المزمنة والسرطانية ممن يتابعون علاجات شبه يومية. إذ إن هؤلاء باتوا اليوم غير قادرين على إيجاد أسرّة في المستشفيات بسبب اكتظاظها بمصابي «كورونا». والمشكلة هنا، بحسب وزير الصحة السابق الدكتور محمد جواد خليفة، هي «الإقامة الطويلة لمرضى فيروس كورونا في العنايات الفائقة».

وهو ما يؤكده المدير العام لمستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية، الدكتور حسن وزني، لافتاً إلى أن «الإقامة الطويلة لمرضى كورونا خلقت إرباكاً، إذ إننا مضطرّون إلى انتظار انتهاء فترة علاج المصاب، وهذه غالباً ما تصل إلى أسبوعين، وفي بعض الحالات الحرجة جداً قد تصل الى 50 يوماً!