جو بايدن وريث الإرث السيء الكبير الذي تركه ترامب

الخميس ٢١ يناير ٢٠٢١ - ٠٧:١٧ بتوقيت غرينتش

أكد أستاذ العلاقات الدولية د.علي فضل الله أن الرئيس الأميركي المغادر دونالد ترامب قد ترك إرثا عاليا للرئيس الجديد جو بايدن،

مشددا على أن بايدن وفريقه وكذلك النخبة الحاكمة في واشنطن ستحاول أن تستوعب حالة الاحتقان والتفكك من خلال خطوات تكون القرارات الجديدة جزءا منها، والتيي تعد بمثابة مصالحة مع الخارج.
وفي حوار مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث رأى علي فضل الله أن قنابل الداخل الأميركي بدأت تنفجر في الخارج عكس ما كان المناضل الأميركي مارتين لوثركينغ قد قاله، مبينا أن الدليل على ذلك هو خطاب جو بايدن في حفل التنصيب، والذي فيه دلالة على أزمة.
وأكد أن المهمة الرئيسية بناء على خطاب بايدن الافتتاحي هو تسكين الداخل والاهتمام بالشؤون الداخلية للولايات المتحدة.
وأضاف أن بايدن قبل مجيئه أعلن وبشكل علني أنه سوف يتخذ قرارات تتمثل بقطيعة مع مرحلة ماضية أو قطيعة مع خطوات قام بها ترامب أضرت بمصلحة الولايات المتحدة.
وفيما لفت إلى وجود أزمة ثقة كبيرة بالولايات المتحدة، قال إن بايدن وفريقه وكذلك النخبة الحاكمة في واشنطن ستحاول أن تستوعب حالة الاحتقان والتفكك من خلال خطوات تكون القرارات الجديدة جزءا منها، وهي بمثابة مصالحة مع الخارج.
وفي جانب آخر من اللقاء أشار علي فضل الله إلى أن الفريق الذي يحيط بجو بايدن مميز من خلال الإرث التاريخي والدبلوماسي الذي يتمتع به، وأوضح قائلا: منه تعيين ويليام بيرنز على رأس السي آي أي، خاصة أن بيرنز معني تماما بالمنطقة ويعرف الشرق الأوسط وغرب آسيا بشكل جيد، وكان له دور بالقنوات السرية في التفاوض مع إيران قبل بدء التفاوض النووي.
وأضاف أن تعيين بيرنز له دلالة كبيرة لعلها تدلل على أن بايدن ربما متجه نحو التفاوض أكثر من غيره، وقال إن الأوراق على طاولة التفاوض عالية، وقال: ترامب ترك إرثا عاليا لبايدن، خاصة بخصوص بعض الدول المهمة وذات القرار المستقل في المنطقة كإيران، حيث كانت متنبهة لهذا الأمر، بأن السقف العالي الذي غادر به ترامب لا يجب أن يكون سقفا أساسيا للتفاوض مع إيران في مرحلة قادمة.
وأكد فضل الله أن المناورات التي أجرتها إيران في الأيام الماضية كانت ذات طابع هجومي كبير جدا، وقال: كانت الرسائل فيها عالية النبرة، لم يكن مقصودا بها ردع ترامب عن القيام بخطوة أخيرة قبل أيام من رحيله فقط بل فيها جزء من الإشارات المرسلة إلى الحكومة القادمة والفريق القادم في واشنطن أن هناك خطوط حمر لإيران يجب احترامها.
من جانبه قال الباحث بالشؤون الأميركية د.عماد عبدالهادي أن ليس من السهولة لبايدن أن يرأب الصدع والانقسام في المجتمع الأميركي والذي لم ينتهي بانتهاء الانتخابات، كما لا يمكن لبايدن تجاوز حالة الواقع السياسي الأميركي الناتج عن حكم ترامب.
و وصف عماد عبدالهادي خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن الافتتاحي بأنه خطاب توحيدي تصالحي، لافتا إلى أن بايدن تجنب تماما الحديث عن انتصار مرشح على آخر وقال إنما الديموقراطية هي التي انتصرت.
كما نوه إلى أن بايدن ليس رجل حرب لكنه رجل صلب جدا، وقال إن الخطاب الذي ألقاه بحفل التنصيب مفعم بالإحالات والإشارات الدينية في المقام الأول "وأعتقد أن ذلك يتناقض مع أجندته الأساسية، لأنه سوف يواجه المسحيين المتطرفين المحافظين."
وأشار إلى أن أميركا منقسمة اليوم بشكل حاد وسافر جدا، وليس من السهولة بمكان أن يرأب بايدن هذا الصدع، كما سوف لن ينتهي هذا الانقسام بانتهاء الانتخابات.
وفي إشارة إلى مقولة ترامب "سنعود" رأى عماد عبدالهادي أن: ترامب إنما هو ظاهرة وليس مجرد رئيس، ترامب كان في الواقع السياسي الأميركي سحابة صيف بالمعنى المجازي لكنه ليس سحابة صيف عابرة، فهو ظاهرة شعبوية قومجية تتردد أصداءها في بلدان أخرى.
وأكد أن علاقة أوروبا بالولايات المتحدة استراتييجية رغم ما فعله ترامب من ممارسات حمقاء قال إنها لم تؤثر على عمق العلاقة عبر الأطلسي، مضيفا: بايدن يرث ترامب ولا يرث أوباما، ولا أحد يتوقع أنه سوف يرث إرث أوباما.. هناك حالة معينة في الواقع السياسي الأميركي نتيجة حكم ترامب لا يمكن لبايدن أن يتجاوزها وهي طلبات ترامب من أوروبا ودول الخليج وجنوب شرق آسيا.
وشدد د.عماد عبدالهادي: حينما تحدث آنتوني بلينكين عن إيران وقال نريد أن نصل إلى اتفاق جديد يشمل البرنامج الصاروخي.. فهذا ما ترفضه إيران تماما، وهذه هي نقطة ساقطة لا تصلح لكي تكون بداية.
وأضاف أن: كم العقوبات الرهيبة التي فرضها ترامب أيضا لا يستطيع بايدن أن يرفعها بين ليلة وضحاها ومن دون أن يكون هناك مقابل، وهو ما تطالب به إيران حيث تقول إرفع العقوبات أولا وعد إلى الاتفاق لأنكم انتم الذين خرجتم منه.. فنحن أمام حائط مسدود.
وبالشأن السوري لفت إلى أن الرئيس الأسبق أوباما كان قد اتهم من قبل وزراء دفاعه والخارجية أن ليس لديه سياسة في سوريا، وأضاف: فالحديث عن سياسة جديدة لبايدن في سوريا لا محل لها من الإعراب.. سوريا قد لا تشغل الحيز الكبير من اهتمام إدارة بايدن من بين القضايا الخارجية الأخرى الأكثر تعقيدا منها العلاقة مع روسيا والصين وإيران.. فلا يمكن لترامب أن يتجاوز إرث ترامب بسهولة خاصة في المسألة الإيرانية.
هذا و وصف الباحث السياسي عيسى الأيوبي الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن بأنه وريث الإرث السيء الكبير الذي تركه ترامب للمجتمع الأميركي، مؤكدا أن على بايدن إعادة نسج العلاقات التي خربها ترامب وعلى طابع جديد، بعد اسستحالة العودة إلى مرحلة أوباما أو ما قبلها.
وفي معرض كلامه تحدث عيسى الأيوبي عن الإرث السيء الكبير الذي تركه ترامب للمجتمع الأميركي، وقال: على بايدن إذا أراد أن ينتصر ويربح المعركة أن يعالج هذا الجرح الكبير.
ولفت أنه ولذلك كان تركيز باديين الكبير في خطابه بحفل التنصيب على القيم الأميركية والديموقراطية ووحدة الأميركيين، مؤكدا أنه خطاب بايدن كان موجها للداخل.
وشدد على أن: الوضع العالمي اليوم معقد جدا جدا لأنه من صنيعة ترامب وسياسته التي بدأها بإعلان الخصومة مع كل العالم ولم يترك صديقا للولايات المتحدة أو حليفا لها إلا إسرائيل وبعض الدول العربية التي طبعت مؤخرا، هذا فيما لا تشكل الدول شرق أوسطية لا تشكل وزنا في السياسة الدولية عموما.
وأضاف أن ترامب قد خسر أوروبا وروسيا والصين وغيرها، وقال: بالتأكيد على بايدن إعادة نسج العلاقات التي خربها ترامب وعلى طابع جديد، فهو لا يستطيع العودة إلى مرحلة أوباما أو ما قبلها.
ونوه إلى أن إصلاح الخلل الكبير الذي أحدثه ترامب تنتظره أوروبا، وأشار إلى أن أوروبا تنتظر منه مبادرات لرأب الصدع في العلاقات على ضفتي الأطلسي.
ورأى أن تغييرا واضحا جذريا يوجد في النهج السياسي وطريقة التعامل لدى بايدن مع، مضيفا أن هناك ملفات لا يمكن لبايدن أن يطويها وهناك ملفات يستطيع تغييرها بشكل جذري.
وبشأن الموضوع الفلسطييني نوه الأيوبي أن بايدن أعلن هو ومن حوله أنهم مع حل الدولتين بغض النظر عن كون القدس عاصمة لإسرائيل أو لا، وأن العودة للمفاوضت الفلسطيينية الإسرائيلية يتبناها بايدن وفريقه بشكل واضح.
وفي الموضوع اليمن قال إن بايدن ومنذ البداية لم يكن راضيا على مسار ما يجري في اليمن، مؤكدا لابد له من إعادة النظر في الموقف الأميركي من حرب اليمن.
وفي الملف الإيراني قال إن بايدن ورغم أضافته موضوع السلاح البالستي وهو واضح أنه يتحدث للداخل وللرأي العام الأميركي لكن الخبراء الأوروبيين يعتقدون أن بايدن سوف يلتحق بـ5+1 من جديد للعودة إلى بعض التعديلات البسيطة في الملف، وأشار إلى أن التفاوض سيطول كثيرا لكن النهج بالتعامل مع إيران سيتغير.
وفيما أشار إلى أن نهج ترامب العام وسياسته العامة مختلفان كثيرا عن ترامب، لكنه قال إن تغييرا جذريا لما فعله ترامب يعود للدولة العميقة للولايات المتحدة وليس للرئيس فقط، مضيفا: ما سوف تتغير هي طريقة معالجة الملفات والأزمات وليس في أهداف ومصالح الولايات المتحدة.
ورأى أن بايدن سيعود إلى العلافات الجيدة والتحالفية مع أوروبا خاصة بعد خروج بريطانيا، وأضاف بشأن العلاقات الأميركية الروسية قال: هناك حوار طويل وملفات معقدة، أهمها الملف السوري، لذلك أي علاقة جيدة مع روسيا لا بد أن تمر بدمشق.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/5400021