العالم – كشكول
نفس الحكومات المتهمة من قبل شعوبها ومن منظمات حقوق الانسان في العلم، بالتورط بالعدوان السعودي الاماراتي على الشعب اليمني، وفي خلق اكبر مأساة انسانية في العلم، وهي الحكومات الامريكية والفرنسية والبريطانية والالمانية، هي التي سارعت الى "التنديد المدفوع الثمن"، بالهجوم الصاروخي المزعوم الذي استهدف العاصمة السعودية الرياض، واقامت الدنيا ولم تقعدها.
وزارة الخارجية الأميركية قالت في بيان، إنها تقوم بجمع مزيد من المعلومات عن الهجوم، الذي يبدو أنه كان محاولة لاستهداف المدنيين!!، وانها، اي امريكا، ستساعد السعودية في التصدي للهجمات على أراضيها، ومحاسبة من يحاول تقويض استقرارها!!.فمثل هذه الهجمات تتعارض مع القانون الدولي!!.
اما المتحدث باسم الخارجية البريطانية، فأعلن إن بريطانيا وألمانيا وفرنسا تدين بشدة الهجمات، معتبرا انتشار واستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة بانها تقوض أمن المنطقة واستقرارها!!. مجددا إلتزام هذه الدول بأمن السعودية وسلامة أراضيها!!.
اللافت ان الحكومات الغربية تعلم انها تُنافق ، وان نفاقها واضح فاضح، وتعلم ان الصاروخ اليمني ليس سوى مسرحية سيئة من اخراج ولي العهد السعودي المأزوم إبن سلمان، لاستعطاف الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن. وللابقاء على ابواب مصانع الاسلحة الغربية مفتوحة امامه، والظهور بمظهر الضحية بعد ان اخذ الراي العام العالمي يتحرك لوقف عدوانه على اليمن، وما تخصيص اليوم، 25 كانون الثاني يناير كـ"يوم عالمي لوقف الحرب ضد اليمن" الا جانبا من هذا التحرك. كما جاءت مسرحية الصاروخ الهزيلة للتأثير على قرار ادارة بايدن، بإعادة النظر بقرار تصنيف حركة أنصار الله "منظمة إرهابية". وكذلك للتشويش على تداعيات القرار الذي تعمل على اتخاذه مديرة المخابرات الوطنية الامريكية الجديدة أفريل هاينز، برفع السرية عن التقرير الذي حمل ابن سلمان مسؤولية قتل الصحفي جمال خاشقجي .
كنا نتمنى ان يقرأ قادة الدول الغربية، التي تدعي الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان، البيان الصادر عن 300 منظمة دولية، بمناسبة "اليوم العالمي ضد الحرب على اليمن"، ليقفوا على عمق الفاجعة الانسانية الكبرى التي يشهدها اليمن، بـ"فضل" اسلحتهم التي يتنافسون على تزويدها للسعودية، وبـ"فضل" دعمهم وانخراطهم في العدوان على اليمن، وبـ"فضل" نفاقهم وجشعهم، لا ان يتسابقوا ويتنافسوا على "إدانات" دفعت السعودية ثمنها مسبقا ، من خلال صفقات الاسلحة، التي اشترت ما تبقى في داخلهم من ضمير انساني، هذا لو كان هناك بقايا ضمير.