ترامب على أبواب المحاكمة.. هل تفتح أمامه أم تبقى مغلقة؟

ترامب على أبواب المحاكمة.. هل تفتح أمامه أم تبقى مغلقة؟
الثلاثاء ٢٦ يناير ٢٠٢١ - ٠٣:٤٦ بتوقيت غرينتش

لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية، تنطلق في البلاد الخطوات الاولى لعزل رئيس سابق ومحاكمته أمام مجلس الشيوخ، بتهم تتعلق بخرقه لقسمه الدستوري والتحريض على العنف، وكذلك تعريض المؤسسات الحكومية في البلاد للخطر.

العالم - يقال أن

دونالد ترامب الذي ذهب كأسلافه من الرؤساء، إلا أن أفعاله لا تزال محل جدل داخل الولايات المتحدة وخارجها، فمن العلاقات الخارجية التي أوصلها إلى أضيق مستوى، وكاد أن يجعل من امريكا بلدا معزولا، وباتت تعاني خلال السنوات الاخيرة شحّا في الدعم من أقرب مقربيها الغربيين، وعزلة سياسية ونفورا دوليا على مستوى المنظمات والمجتمعات الدولية، لولا بعض الدول الاقليمية التي تعاني عقدة النقص في ذواتها، وترى في ترامب وسياسته خلاصا لها، وهي في الحقيقة مكملا لارهابها الاقليمي والدول.

لم تتخلص امريكا من لعنة السياسة الترامبية بعد، لا سيما بعد اشعاله الشارع الامريكي، وما اذكاه نيران الفتنة والتفرقة المجتمعية في الداخل؛ كل هذا أجبر مجلس النواب ذو الاغلبية الديمقراطية، إلى توجيه لائحة اتهام ضد الرئيس السابق، بمجموعة من التهم ذكرنا بعضها آنفا، اضافة الى التهمة الاساس والتي قسمت ظهر البعير وهي التحريض على اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير كانون الثاني الجاري، ما اثار غضب وحفيظة الديمقراطيين في المبنى بغرفتيه الشيوخ والنواب، اضافة الى بعض الجمهوريين ايضا.

كما لا يبدو أن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي- الخصم السياسي الاقوى للرئيس السابق ترامب- لا يبدو أنها في صدد التراجع عن اجراءات محاكمة ترامب، بل وتحاول جاهدة منعه من أي وظيفة او منصب فيدرالي عام، وهو أمر ممكن فعلا في حال تمت محاكمته فعلا امام مجلس الشيوخ، إلا أن الامر لا يزال يحتاج إلى اقناع على الاقل 17 سيناتورا جمهوريا اضافة الى جميع السناتورات الديمقراطيين في الشيوخ، وهو أمر على ما يبدو بعيد المنال امام الديمقراطيين، بسبب الدعم الخفي الذي يحظى به ترامب من بعض اقطاب الدولة العميقة في اميركا إلى الان.

ليس بعيدا على احد الكم الهائل من الخدمات التي قدمها ترامب لمؤسسات الظل الاميركية، على مستوى العالم، وليس فقط في منطقتنا، ليس اولها اطلاق قطار التطبيع العربي الخياني مع الكيان الصهيوني، وربيب الصهيونية العالمية في المنطقة، ولا اخرها اعمال الحد الاقصى من الحظر على طهران وحلفائها من دمشق إلى بيروت وبغداد واخيرا صنعاء، التي تواجه آله الحرب السعودية- الاماراتية بمباركة اميركية وحماية غربية مطلقة، وهي بالمناسبة ليست خدمات مجانية، نظرا لعقلية وشخصية ترامب الاقتصادية، فهي على ما يبدو كانت خطوات محسوبة بدقة، قد تمنحه فرصة امام محاولات محاكمته.

الخدمات التي قدمها ترامب للدولة الامريكية العميقة، لا بد ان تمنحه شيئا من الحصانة القانونية في امريكا، وهو امر طبيعي ومنطقي جدا لرجل اعمال، يرى في جميع خطواته مصلحة شخصية ومنفعة محتملة في المستقبلين القريب والبعيد، وهو ما يضع معوقات كبيرة امام محاكمة ترامب، وهو ما نراه واقعا رغم التحشيد الديمراطي ضد شخص ترامب، ولكن السياسة الترامبية هي من ستبقى مسيطرة على الوضع العام في البلاد، خصوصا بعد الدعم الشعبي الكبير الذي اظهره انصاره في الشارع، والحفاظ على الدعم الرسمي على مستوى الشيوخ الامريكي، بعد تصريحات عدد من السيناتورات الجمهوريين دعما لترامب، وانتقادا لمحاولات عزله ومحاكمته.