شاهد.. الجار الذي لعب بمستقبل جاره ووضعه على كف عفريت؟

الخميس ٢٨ يناير ٢٠٢١ - ٠٤:١٠ بتوقيت غرينتش

حلم بالتغيير؛ فُسّر حربا على أرض الواقع، صدحت حناجر اليمنيين بإسقاط سلطة حكمتهم لعقود بيد من حديد عام الفين وأحد عشر، إلا أن عشر سنوات كانت كفيلة بإغراق البلد الفقير في مستنقع حرب دامية دفعته إلى حافة المجاعة.

العالم- خاص بالعالم

كانت انتفاضة الشباب اليمني مشبعة بالعفوية والتحركات السلمية؛ جمعت في ساحاتها كل فئات المجتمع ومكوناته لمناهضة الظلم والاستبداد وبناء يمن جديد في إطار الشراكة التي لا تستثني أحدا؛ هدفت أيضا إلى انهاء تصدعات متصلة بغياب فرص التمثيل واللامساواة الاجتماعية والسياسية والفقر والفساد وصراع الهويات.. لكنها هذه أحلام ذهبت أدراج الرياح.

فلا يخفى على المتابع للشأن اليمني؛ الدور السعودي كلاعب أساسي رئيسي ومتحكم في ملف اليمن السعيد؛ فقد هزت الثورة أركان العرش الملكي وشكلت قلقا للنظام السعودي الذي شعر بأنها قد تخرج اليمن من إدارته؛ فتحركت سريعا لاعاقة تحقيق دولة يمنية حقيقة وتقويض تحقيق الوحدة اليمنية.

وبعد بلوغ الأحداث ذروتها في اذار مارس عام الفين وخمسة عشر فرضت السعودية حصارا خانقا على اليمن وقامت القوات السعودية والدول المتحالفة معها بالتدخل عسكريا في البلاد.

في مقابل ذلك دقت منظمات حقوقية ناقوس الخطر لتحرك الضمير العالمي؛ ووقعت نحو ثلاثمئة منظمة دولية بيانا يطالب المجتمع الدولي بسرعة إنهاء العدوان السعودي الإماراتي المدعوم غربيا على اليمن؛ وانطلقت تظاهرات وفعاليات حاشدة في عدد من عواصم العالم دعت إلى وقف الحرب الكونية على اليمن.

ما زال كابوس الحرب مخيما؛ ولا يزال مستقبل اليمنيين على كف عفريت؛ بعد أن أودى العدوان بحياة أكثر من مئة ألف شخص وتسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم.. الكارثة من صنع الإنسان وينبغي للمجتمع الدولي انهاؤها.