كلام سوليفان عن إقتراب إيران من "القنبلة النووية".. إياك أعني واسمعي يا جارة

كلام سوليفان عن إقتراب إيران من
السبت ٣٠ يناير ٢٠٢١ - ٠٦:٢٣ بتوقيت غرينتش

قبل ايام قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان: ان "إيران باتت أقرب لإنتاج قنبلة نووية خلال السنوات الأربع الماضية"،.كلام سوليفان هذا، تحول الى ذريعة لدى المتصيدين في المياه العكرة، من يمين امريكي متطرف وصهاينة وعرب التطبيع من اذيال "اسرائيل"، الذين اخذوا بتضخيم ما ذهب اليه سوليفان رغم ان الجميع يعلم ومن ضمنهم سوليفان نفسه، ان ايران ابعد ما تكون عن القنبلة المزعومة، كما كانت في السابق.

العالم – كشكول

ما لم يقله الجميع ولم يشر اليه احد من الذين ضخموا كلام سوليفان، هو ان كلام الاخير جاء في اطار نقاش بينه وبين اعضاء ادارة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، وكان من ضمنهم مستشار ترامب للامن القومي، حول السياسة التي اتبعها الاخير مع ايران، والتي اعتبرها سوليفان بانها فاشلة، خاصة بعد انسحابه من الاتفاق النووي، الامر الذي جعل ايران "تقترب من القنبلة النووي".

من الواضح ان سوليفان كان بصدد اثبات فشل سياسة ادارة ترامب، اكثر منه في صدد اثبات ان "ايران تقترب من القنبلة النووية"، فكلامه كان من باب "اياك اعني واسمعي ياجارة"، كما كانت اشارته واضحة في ذلك عندما اكد ان: "هناك فروقا في التعامل مع إيران بين إدارتي بايدن وترامب". لاسيما ان اغلب اعضاء ادارة بايدن الجديدة، كانوا اعضاء في ادارة الرئيس السابق باراك اوباما، وشاركوا في صياغة الاتفاق النووي، الذي اعتبر حينها بانه اكبر انتصار للدبلوماسية الدولية، فيما قلل ترامب وفريقه من شأن الاتفاق وانسحبوا منه، بضغوط "اسرائيلية" ، وبأموال سعودية.

من الواضح ان استنباط شلة الحاقدين والمغرضين والصهاينة من كلام سوليفان عن "القنبلة النووية الايرانية"، يكذبه كلام المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، عندما ردت على سؤال بشأن إمكانية لقاء الرئيس الأميركي بنظيره الإيراني، بالقول "سيتم بحث هذا الأمر"، وان "أي خطوة باتجاه إيران والاتفاق النووي ستكون بالتنسيق مع شركائنا وحلفائنا"، الامر الذي يؤكد ان ما قاله سوليفان عن "القنبلة" كان فقط لافحام اعضاء ادارة ترامب.

وفي ذات السياق ، سياق تكذيب استنباط شلة المأزومين من كلام سوليفان، جاءت تصريحات مسؤول في الخارجية الأميركية، التي اعلن فيها ان روبرت مالي، الذي يعتبر احد مهندسي الاتفاق النووي الإيراني ،والذي تم تعيينه مبعوثا خاصا إلى إيران، سيعمل مع شركاء واشنطن، من اجل التعامل مع موضوع الاتفاق النووي.

المعروف ان مالي، هو اكثر شخصية ايرانية على اططلاع كامل بأن ايران لم تغادر الاتفاق النووي لكي تعود اليه، وان الذي غادر الاتفاق هو امريكا، واذا كان يريد بعث الحياة الى الاتفاق النووي ، عليه ان يتخذ الخطوة الاولى، وهي خطوة رفع الحظر الامريكي الاحادي الجانب عن ايران، وعندها ستعود ايران ، عن سياسة تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي، فإيران ما كانت لتتخذ تلك الاجراءات لولا انسحاب امريكا، وغدر الاوروبيين.