"إذا عادت إيران سنعود".. ما سر تغابي بلينكن؟

الإثنين ٠١ فبراير ٢٠٢١ - ٠٦:١٤ بتوقيت غرينتش

منذ ان تسلم منصب وزير الخارجية في امريكا، ما انفك أنتوني بلينكن يردد عبارة ان أمريكا "مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي إذا عادت إيران"، بينما يعلم الجميع وفي مقدمتهم بلينكن نفسه، ان ايران لم تخرج من الاتفاق لتعود اليه، وان الطرف الوحيد الذي خرج من الاتفاق النووي هو امريكا، وكل ما فعلته ايران هو تقليص التزاماتها، على امل دفع باقي الاطراف الاخرى في الاتفاق بالالتزام بتعهداتها، بعد ان منحت طهران هذه الاطراف مهلة اكثر من عام.

العالم كشكول

الجديد الذي اضافه بلينكن على عبارته السابقة هو ان "إيران ربما تكون على بُعد أسابيع من امتلاك مواد لسلاح نووي في حال واصلت خرق الاتفاق النووي"، وجديد بلينكن هذا، يكشف ان الرجل يتغابى، كما كشفت عبارته "المأثورة" السابقة هذا عن التغابي. فاذا كانت ايران "على بعد اسابيع فقط من الحصول على مواد لسلاح نووي"، كما يزعم بلينكن، فلماذا لم يحتل الاتفاق النووي، كما كان يتوقع سابقا، اي اولوية في برنامج الرئيس الامريكي جو بايدن، الذي طالما اكد خلال حملته الانتخابية على نيته العودة الى الاتفاق النووي في حال فاز بالانتخابات؟!.

اليوم يتحدث بايدن عن كل شيء، عن كورونا، واتفاقية المناخ ، وعن استئناف المساعدات للاونروا، وعن الابقاء على القوات لامريكية في افغانستان، وعن ..، الا الاتفاق النووي، رغم اهميته وخطورته. فاذا كان كلام بلينكن عن" المواد الخاصة بالسلاح النووي" صحيحا، فلماذا كل هذا التجاهل من قبل بايدن؟!!، الا يكشف هذا تقاسما للادوار بين اعضاء ادارة بايدن، من اجل ممارسة لعبة في غاية الغباء مع ايران، لابتزازها ودفعها لتقديم تنازلات، اعتقادا منهم بامكانية الحصول على هذه التنازلات وهي تحت عقوبات ترامب، رغم ان ترامب وفريقه، خرجوا من البيت الابيض وهم يجرون وراءهم اذيال الخيبة، دون ان تقدم ايران ادنى تنازل.

على بلينكن ، ان يكف عن سياسة التغابي، وفتح حساب على عقوبات ترامب، وتقاسم الادوار مع بايدن، وعليه ان يتخذ خطوات عملية لاعادة امريكا الى الاتفاق النووي، عبر رفع الحظر، وتعويض ايران عن الخسائر التي الحقها بها الحظر الظالم. فإيران لم تعد تثق بالكلام المجرد غير المقرون بالعمل، فقد ولى زمن "احترام" التوقيع الامريكي، حتى لو كان توقيع بايدن.