وشهد شاهد من اهلها.. الامريكان فشلوا في سوريا

وشهد شاهد من اهلها.. الامريكان فشلوا في سوريا
الثلاثاء ٠٢ فبراير ٢٠٢١ - ٠٩:٤١ بتوقيت غرينتش

نقلت وسائل الاعلام تصريحات المسؤول الأمريكي والأممي السابق جيفري فيلتمان، التي اعترف فيها بفشل السياسة الأمريكية في سوريا في تحقيق اي نتائج ملموسة وان الرئيس السوري بشار الأسد بات اليوم أقوى عسكريا.

العالم - كشكول

أتت تصريحات فيلتمان لتؤكد القراءات السابقة بفشل سياسات امريكا في عهد إدارتي ترامب وأوباما، فرغم لجوء امريكا الى اسلوب الحرب بالوكالة عن طريق تقديم الدعم اللامحدود للجماعات الارهابية لشن حرب كونية على سوريا بهدف تحقيق مصالحها وسرقة ثروات سوريا، لكنها لم تستطع تحقيق هدفها بل واجهت صمود الجيش السوري والشعب الملتف حول قيادته. اذا تمكن الجيش السوري من استعادة أكثر من 80 بالمئة من الأراضي السورية لسيطرته، والأهم من ذلك أنه ما زال متماسكا ومواليا لقيادتيه السياسية والعسكرية، رغم عشر سنوات من الحرب المتواصلة.

فيلتمان في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط" اعتبر ان "تهديد البقاء لحكم الأسد، لم يعد عسكريا، بل بسبب تراجع الوضع الاقتصادي"، مضيفا أن "التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبنيوية ستخلق كثيرا من المشاكل التي لا يمكن لدمشق التعامل معها" حسب تعبيره، داعيا إلى اختبار مقاربة جديدة تقوم على اتخاذ الرئيس السوري بشار الأسد خطوات ملموسة ومحددة وشفافة لا يمكن العودة عنها في شأن الإصلاح السياسي، مقابل إقدام واشنطن على أمور بينها تخفيف العقوبات على دمشق.

ما يكشف عن ان العقوبات الاقتصادية هي السلاح الذي تلوح به امريكا في وجه الشعب السوري بعد فشلها عسكريا، وهو ما دفعها لاقرار قانون قيصر الذي تم بموافقة الحزبين الديمقراطي والجمهوري والذي يهدف لخنق سوريا اقتصاديا ومنع إعادة إعمارها لكن كل ذلك لم يؤد إلى النتائج المرجوة وذلك لان سياسة الخنق الاقتصادي لم تنجح في تغيير الأنظمة بل أعطت نتائج عكسية تماما، من حيث تعزيز صمود البلاد وتطوير البدائل العسكرية والاقتصادية، وكسر الحصار من خلال فتح افاق اقتصادية جديدة، وبذلك تكون امريكا فرضت على نفسها العزلة من خلال خلق فريق قوي منافس لها وهو ما تمثل في حلفاء سوريا الذين وفروا لها الدعم الاقتصادي والعسكري.

ومن المؤكد أن الإدارة الجديدة لن تستطيع أن تحبط من عزيمة الشعب السوري في الصمود ورفض الإملاءات الخارجية، وبالتالي فان الخيارات الأمريكية باتت محصورة اما في الاستمرار في نهج الاسلاف الفاشل أو اللجوء الى عملية سياسية دبلوماسية يسمح فيها بإشراك الحكومة السورية في مجموعة من الخطوات الملموسة والعملية مقابل تعديلات في العقوبات. والاجدر من كل ذلك هو ان تلجأ الادارة الامريكية الجديدة الى تغيير جذري في توجهاتها تجاه سوريا لأن خيار الرضوخ والاستسلام غير مطروح مطلقا.