الولايات المتحدة اولا..

لا سيناريو غير عودة واشنطن للاتفاق النووي والتزام جميع الاطراف به

لا سيناريو غير عودة واشنطن للاتفاق النووي والتزام جميع الاطراف به
الثلاثاء ٠٢ فبراير ٢٠٢١ - ٠٤:٤٠ بتوقيت غرينتش

أعلنت ايران اليوم نصب 696 جهازا للطرد المركزي من جيل IR2M بسعة 4 أضعاف الجيل السابق بمنشأة نطنز وتم ضخ غاز هيغزا فلورايد اليورانيوم بألاجهزة.

العالم - يقال ان

عن اي تنازلات تتحدث الولايات المتحدة الاميركية وهل ايران دولة تابعة لتعطي لتطيع وتعطي التنازلات دون حساب وكتاب؟ وهي التي وصلت مرحلة من العلم على يد خبرائها المحليين وبامتياز لم يسبق له مثيل، باتت تعتمد على امكانياتها الذاتية حتى في المجال النووي.

ايران التي لم تخرج من الاتفاق النووي وخرجت منه الولايات المتحدة اثر الاعلان الخائب للرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الذي رحل عن البيت الابيض غير مأسوف عليه حتى من اقرب اتباعه الجمهوريين المقربين له ومنه متحطما منكسرا ولم يحقق أدنى آماله وأدنى ما أملت عليه الآلة الاسرائيلية في امعان الضغط على ايران لتجريدها من اركان قوتها وبكافة مجالات العلوم الحيوية العلمية والاقتصادية وحتى العسكرية الدفاعية.

الضغوط الاميركية فشلت في ابتزاز ايران وجرها الى مستوى الدول التابعة التي لا تملك سوى النفط والمال والاعلام الهابط البعيد عن الاخلاق والمنطق والحنكة السياسية وذلك ليس كل شيء في المفهوم الحضاري للدول المتطورة.

فشل ترامب في ابتزاز ايران ضمن اطار البرنامج النووي والحظر الذي فرضه عليها، وقد اعلنت اليوم ومن منطلق الشموخ الوطني والاقتدار العلمي بالاعتماد على النفس والطاقات الذاتية الوطنية التقدم خطوة مضاعفة الى الامام بنصبها هذا العدد من اجهزة الطرد المركزي التي تقارب السبعمائة جهاز من جيل IR2M بسعة 4 أضعاف الجيل السابق بمنشأة نطنز وتم ضخ غاز هيغزا فلورايد اليورانيوم بألاجهزة.

الاعلان الايراني جاء على لسان سفير ومندوب ايران الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كاظم غريب آبادي، الذي اشار في تغريدة على صفحته الشخصية في تويتر الى تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة في منشأتي نطنز وفوردو.

غريب ابادي تشكر في تغريدته على صفحته الشخصية في تويتر من العلماء الايرانيين النوويين الدؤوبين، واوضح انه تم تركيب سلسلتين من 348 جهاز طرد مركزي IR2m بسعة تقارب أربع مرات أكبر من النوع IR1 في نطنز ويعملان حاليا بـ( غاز) UF6، مضيفا انه تم البدء بتركيب سلسلتين من أجهزة الطرد المركزي IR6 في فوردو، وانه سيتم تركيب المزيد من اجهزة الطرد المركزي الجديدة، وان الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تزال قادرة على التحقق من الانشطة النووية، وهي على علم بالتقدم المخطط له في هذا المجال.

تطورات متسارعة سبقها إعلان الاتحاد الاوربي انه يبحث مع الجانب الاميركي رفع اجراءات الحظر التي فرضت على ايران من جانب واحد، موضحا انه على اتصال مع جميع الاطراف المشاركة في الاتفاق النووي وادارة بايدن لاعادة الاتفاق الى مساره الصحيح.

وكان وزير الخارجية الايرانية دعا بروكسل الى التوسط بين طهران وواشنطن لإنقاذ الاتفاق، وجاء في تصريحات أدلى بها ظريف لشبكة "سي.ان.ان" الأميركية أنه يمكن أن تكون هناك آلية إما لعودة متزامنة للبلدين إلى الاتفاق، وإما تنسيق ما يمكن القيام به.

وفيما جددت طهران رفضها للتصريحات الأميركية الأخيرة بشأن الاتفاق النووي، وشددت على ضرورة اتخاذ خطوات عملية، اقترح ظريف أن يحدد وزير خارجية الاتحاد الوربي جوزيب بوريل التدابير التي يجب أن تتخذها كلا من واشنطن وطهران، فيما قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي ان الأولوية الان هي عودة واشنطن للاتفاق النووي مع طهران، التي اكدت انها سترد بما يتناسب مع أي خطوة أمريكية للعودة إلى الاتفاق.

واشنطن اولا

ذلك ما اكده ظريف في مقابلته الحصرية مع شبكة (سي إن إن) مساء امس الاثنين، موضحا انه "من الواجب عودة حكومة الولايات إلى الاتفاق النووي وستكون إيران مستعدة للرد الفوري [على هذه الخطوة]"، وان "الوقت لا يهم ، والسؤال هو ما إذا كانت الولايات المتحدة - [الادارة الجديدة] - تريد متابعة السياسات الفاشلة لإدارة ترامب ام لا.

قال رئيس السلك الدبلوماسي الإيراني: "كما قلنا ، يتعين على الولايات المتحدة أن تظهر حسن نيتها ". لقد أثبتنا نحن الان بالفعل حسن نيتنا. إذا ابتعدنا عن حدود الاتفاقية ، فذلك لأن الولايات المتحدة حاولت فرض حرب اقتصادية شاملة على إيران. فاليوقفوا ذلك وسنعود إلى الالتزام الكامل".

وأجاب وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الايرانية في جزء آخر من المقابلة ، على سؤال "كريستين أمانبور" الذي قال إن قرار مجلس الشورى الإسلامي الإيراني سيشكل انتهاكا لالتزامات إيران في الاتفاق النووي إذا ما تم تنفيذه، قائلا "ان هذه الاجراءات لن تكون انتهاكا لتعهداتنا بل ستكون جزءا من خفض التزاماتنا ؛ لأن هذه التزامات كانت طوعية قطعناها على أنفسنا، فمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يخرجوا بل ستكون عمليات التفتيش للوكالة محدودة، لأن إيران، كما تعلمون، تخضع حاليًا لأشد آليات إشراف الوكالة الدولية صرامة في أي مكان في العالم. الوكالة الدولية للطاقة الذرية فتشت ايران مرارا وسنعمل على الحد من ذلك".

انه الاقتدار المستقل المتحرر من كل املاءات الغرب المستكبر الذي يسعى لان تكون دول المنطقة تابعة ذليلة تستجدى االخبز وأذل سبل العيش الرخيص كما هو حال الكثير من بلدان المنطقة التي اضطرها الحال الرديء للتطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي وذلك اخر ما تملكه من حلول هي محترقة اساسا قبل اشهارها.

لقد اعلنتها ايران مرارا وتكرارا وبكل صراحة وشفافية ووضوح تام أنه لن يكون هناك مفاوضات جديدة حول الاتفاق النووي، ولن تنضم دولا جديدة الى المفاوضات (في اشارة الى التصريحات التي أطلقها الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون بضرورة اشراك السعودية في المفاوضات النووية) وليس هناك الا سيناريو واحد هو عودة الولايات المتحدة الأميركية الى الاتفاق والتزام جميع الأعضاء بما فيهم فرنسا بما جاء في لااتفاق.

السيد ابو ايمان