اتفاق قسد - دمشق.. نهاية لصالح السوريين وكسر للمخطط الامريكي

اتفاق قسد - دمشق.. نهاية لصالح السوريين وكسر للمخطط الامريكي
الثلاثاء ٠٢ فبراير ٢٠٢١ - ٠٦:٣٧ بتوقيت غرينتش

خبر تناقلته وسائل الاعلام بكثافة؛ ليشكل نهاية مهمة للاهالي الذين عانوا من حصار قسد لمناطق سيطرة الدولة السورية في الحسكة والقامشلي حيث تم التوصل لاتفاق  بموجبه  فكت "قسد" حصارها عن مناطق سيطرة الدولة في المدينتين بوساطة روسية بعد اجتماعات تمت خارج محافظة الحسكة.

العالم - كشكول

في التحركات الأولية علمت قناة العالم من مصادر خاصة أن جماعة قسد أعادت وصل التيار الكهربائي إلى مناطق سيطرة الدولة السورية في الرقة، وكذلك فتح طريق حيي "طي و حلكو"، والأمر ذاته بالنسبة لمركز مدينة الحسكة التي كانت تتعرض لحصار مفروض من قبل قسد.
وبالمقابل دخلت صهاريج محملة بالوقود الى منطقتي تل رفعت والشيخ مقصود في ريف حلب الشمالي، الاتفاق الزم قوات الأسايش الكردية بإطلاق سراح موقوفين من عناصر الجهات المختصة، كانت قد اختطفتهم في وقت سابق، وهو ما تحقق خلال ساعات من اعلان الاتفاق، كل ذلك جاء بالتزامن مع جولة ميدانية للجنرال فاليري قائد القوات الروسية في المنطقة للوقوف على حال الموقف على الأرض والتأكد من فك الحصار وفق المتفق عليه.
الاتفاق بين الحكومة السورية من جهة وقسد من جهة ثانية ابرم بعد عدة لقاءات واجتماعات جرت في محافظة حلب برعاية روسية لإنهاء الحصار الذي كانت قد فرضته على مدينتي الحسكة والقامشلي، وقد كللت بالنجاح.
الاجتماعات وصف بحسب مطلعين انها اتسمت بالهدوء وتبلورت عنها نتائج ومخرجات ضرورية لإنهاء التوتر الحاصل في الجزيرة.
بعيد الكشف عن مضامين الاتفاق والإعلان عن تفاصيله وصف بالإيجابي، نظراً لأنه أولاً أتاح انهاء معاناة المواطنين في الحسكة والقامشلي وسائر المناطق المحاصرة، وثانياً لأن أية نوايا مستترة وغير معلنة لإنهاء معالم السيادة السورية في المدينتين قد باءت بالفشل، كما ان المساعي التي هدفت الى ليّ ذراع المواطنين لإخراجهم او إحراجهم تجاه دولتهم قد باءت بالفشل هي الأخرى.
ليتضح أنّ هذه الازمة يجب ان تدفع القوى الانعزالية وقوى الامر الواقع في المنطقة الى الاستفادة من دروسها، ومن أبرزها أن التداخل والانصهار الديمغرافي والاقتصادي الراسخ بين ابناء الوطن الواحد لا يمكن فصمه بقرار سياسي أو عسكري، كما أن الدعوات الانعزالية المرتبطة بقوى خارجية ومحتلة هي دعوات تفتقر الى التبصر وبعد النظر، وهي غير محسوبة وغير قابلة للحياة لا على المدى القريب ولا البعيد.
فمن المؤكد أنّ هذا الاتفاق يمثل دفعة الى الأمام لأي جهد يسعى لرأب الصدع الذي يريد الاحتلال الامريكي أن يزيد شقه اتساعاً، والهدف الأمريكي من حيث النتيجة هو جعل مواطني هذه المناطق، من السوريين الكرد والعرب على حد سواء، وقوداً لمشروع جيوبوليتيكي يخدم الكيان الاسرائيلي وحده على حساب دماء وارواح الجميع.
من الممكن لمثل هذا الاتفاق، اذا صدقت النوايا مستقبلاً، ان يكون فاتحة لمرحلة من التفاهمات اللاحقة التي يجب ان تبنى أولاً وأخيراً على احترام السيادة والوحدة الوطنية والجغرافية للوطن السوري، ورفض الارتهان لقوى الاحتلال والتدخل الخارجي، وهو أمر قد لا يوجد ما يدفع للتفاؤل بشأنه في ظل ما نشهده من تبعية متجذرة للاحتلال على حساب مصلحة الوطن والمواطن، وفي ظل المساهمة الكاملة والشراكة التامة للقوى الانعزالية في حرب الحصار والتجويع وسرقة الثروات التي يمارسها الاحتلال الامريكي في الداخل، والحصار الامريكي - الغربي متعدد الاوجه من الخارج.

كلمات دليلية :