لماذا نتوقّع احتمال فشل إدانته في مُحاكمة مجلس الشيوخ اليوم؟

لماذا نتوقّع احتمال فشل إدانته في مُحاكمة مجلس الشيوخ اليوم؟
الثلاثاء ٠٩ فبراير ٢٠٢١ - ٠٨:٠١ بتوقيت غرينتش

من المقرر أن تبدأ اليوم،الثلاثاء، في مجلس الشيوخ الأمريكي محاكمة دونالد ترامب، الرئيس السابق، بتهمة التحريض على العنف، والوقوف خلف اقتحام مبنى مجلس النواب.

العالم - الامريكيتان

وكتبت صحيفة "رأي اليوم" في افتتاحيتها انه من غير المتوقع أن تخرج هذه المحاكمة التي يقف خلفها النواب الديمقراطيون بأي قرار إدانة، لأن خصومهم من الحزب الجمهوري لن يصوت معظمهم ضد رئيسهم السابق، حسب معظم التوقعات.

الأمر الذي إذا تأكد يعني إزالة العقبة الأكبر في طريق عودة ترامب إلى خوض انتخابات الرئاسة المُقبلة عام 2024.

لا نعتقد أن بيات ترامب الشتوي في منتجعه في فلوريدا سيطول، ليس بسبب القضايا العديدة المطروحة أمام المحاكم ضده، وأبرزها تهربه الضريبي والمبالغة في قيمة أُصوله للحصول على قروض "غير قانونية" من المصارف، وتقديم محاميه السابق مايكل كوهين مبالغ مالية ضخمة لشراء صمت سيدتين أقامتا علاقات جنسية معه، وإنما أيضا لإشباع نزعته بالانتقام لإخراجه بطريقة مهينة من البيت الأبيض، مهما كان الثمن.

ترامب يتفاوض حاليا مع شركة تواصل اجتماعي "بارلر" لنشر تغريداته بعد إغلاق "تويتر" لحسابه، ويتردد أن هذه الشركة عرضت عليه 40 بالمئة من أسهمها مجانا مقابل الانضمام إليها، أو الانضمام إلى موقع آخر يحمل اسم "غاب" يستخدمه أنصاره بكثرة هذه الأيام.

ويتفاوض في الوقت نفسه، أي ترامب وممثلوه، للدخول في شراكة في محطات تلفزة تفسح له مجالا لبث آرائه عبر شاشاتها، أو تأسيس محطة خاصة به.

وربما لهذا السبب، إلى جانب أسباب أُخرى، قرر الرئيس الجديد جو بايدن وقف تلقيه، أي ترامب، ملف المعلومات الاستخبارية الحساسة أُسوة بالرؤساء الأمريكيين السابقين، وفق التقليد الدستوري المُتبع.

ترامب الذي يتباهى بحصوله على أصوات 74 مليون ناخب امريكي، ومُتابعة 90 مليونا آخرين لحسابه على "التويتر" قبل إغلاقه، يتطلع إلى العودة لواجهة الأحداث مُجددا، من بوابة عنصرية بيضاء، حتى لو أدى ذلك إلى خلق اضطرابات وصدامات أمنية، وتفتيت الاتحاد الفيدرالي الأمريكي، وهذا غير مستبعد على أي حال.

الرئيس الجديد بايدن ورث تركة ثقيلة، وربما ستكون الأربع سنوات المقبلة من ولايته حافلة بالاضطرابات، وهناك مؤشرات على تعبئة عنصرية بيضاء لآلاف العنصريين في ميليشيات، تنتظر الضوء الأخضر لبدء التحرك وبذر بذور الفوضى والعنف.. واللُه أعلم.