المعارض السعودي: إنهاء العدوان على اليمن سيغيّر خارطة المنطقة

المعارض السعودي: إنهاء العدوان على اليمن سيغيّر خارطة المنطقة
الخميس ١١ فبراير ٢٠٢١ - ٠٥:١٠ بتوقيت غرينتش

يبدو أن اليمن وإنهاء العدوان بقيادة السعودية عليه، يترجم بعدة نقاط مع تدخل التطورات التي تحدثها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بعد وقف دعم العمليات العسكرية ضد اليمنيين والإقرار بالدور الفعلي في ارتكاب جرائم الحرب ضد الشعب الأعزل بشكل مباشر أو غير مباشر. ووسط تسارع الأحداث يبدو أن خلافات سياسية ستطفو على السطح مقابل تبدلت بالمشهد العام على الساحة اليمنية.

العالم-اليمن

عضو الهيئة القيادية في حركة “خلاص” دكتور حمزة الحسن نبه إلى أن العدوان السعودي على اليمن أحدث هزّة ومنعطفاً كبيراً في المنطقة، لذا فإن فشل العدوان وتوقف الحرب، ستكون له آثار أكبر من شن الحرب نفسها، ملخصا التأثيرات المترتبة على توقف العدوان بعدة نقاط رئيسية، وتتبلور باتجاهات عدة، ويبدو أن أولها التأثير على طبيعة العلاقة بين الرياض وأبو ظبي، إذ لا يستبعد “احتمالية فكّ

العلاقات المتميزة الآن بين السعودية والإمارات أو بين المحمدين (محمد بن سلمان ومحمد بن زايد)، وانشغالهما بهزيمتهما”.

وفي سلسلة تغريدات عبر منصة “تويتر”، توقع دكتور الحسن “أن تضعف العلاقات السعودية المصرية، والإماراتية المصرية، وقد تتحرر مصر من الهيمنة السعودية وتمارس دورا أكثر استقلالية عن السياسة الخارجية السعودية التي ستنكفيء على نفسها. وهذا سيزيد السعودية ضعفا في الإقليم، وقد يغيّر شكل العلاقات الإقليمية، بل خارطة الشرق الأوسط”، ويضيف “أن الهزيمة السعودية ستؤدي إلى مزيد من التقارب بين الرياض وتل أبيب، تعويضاً عن خسارة الكيانين معاً، مقابل نهوض كبير للدورين التركي والإيراني”، ومن غير المستبعد أن “تسبب الهزيمة انكفاءً للرياض على نفسها، وانشغالا بداخلها (دولة عادية)، وربما تتفادى الرياض أي صراعات أخرى وتمشي جنب الحيط”.

وبين النقاط التي أشار لها الباحث السياسي تتبلور في “انتهاء حكومة الفنادق للأبد. لم يهتم آل سعود بإنعاش قيادة الدنبوع إلا من أجل استمرار الحرب، فالنفخ في الجثة المحنطة، لم يكن حباً فيها، وإنما استدامة لمشروعية الحرب. منذ ستوكهولم، أصبحت “الشرعية” في خبر كان. لم تعد “الممثل الوحيد” للشعب اليمني ولا حتى العشرين بعد المائة”، كما أن “انتهاء الحرب سيدمر حزب التجمع اليمني للإصلاح “الإخوان”، وسيقضي على مستقبله السياسي، ما لم يقم بانعطافة حادّة في مواقفه تجاه صنعاء، وما أظنه فاعلا، خاصة وأن ما تبقى من وقت قد شارف على الانتهاء. لن يستطيع العمل في الجنوب وفي الشمال. رهاناته كانت عمياء مبنية على جهل وعناد”.

وحول الجنوب اليمني، يرى دكتور الحسن أن “انتهاء الحرب في اليمن، يعني ـ على الأرجح ـ نهاية حلم استقلال الجنوب اليمني، لأن طاولة المفاوضات لن تمنح صكاً بذلك، وقوى العدوان لن تكون لها القدرة على فرض انفصال الجنوب عن الشمال مع تغطية سياسية للدولة “الحلم”! لا أفق منظور لدولة مستقلة في الجنوب، بل إلى “فيدرالية” دستورية”.

كما يشدد على أن “انتهاء العدوان على اليمن، يجعل من السعودية والإمارات غير قادرتين على تثمير نتائج المفاوضات لصالح حلفائهما سواء في الجنوب أو الشمال؛ وذلك لأسباب تتعلق بالتشرذم السياسي الذي لحق بهما، وتفكك عرى الأحزاب الكبرى، ويرجح أن تخلق نتائج الحرب تكتلات سياسية في غير صالح السعودية”، فيما سيمنح إيقاف الحرب في اليمن بما يخلقه من مناخ، “فرصة للمعارضة المُسعودة للعمل. وفرصة أخرى لآل سعود للتراجع، وتخفيف القبضة الأمنية، ذلك أن مبررات القمع والاستفراد والديكتاتورية إنما جاءت في كثير من جوانبها باسم الحرب، أو لأن البلد في وضع حرب وأن العالم يتكالب على المهلكة”.

*مرآة الجزيرة