لن تفرش اي سجادة حمراء لغروسي في طهران  

لن تفرش اي سجادة حمراء لغروسي في طهران  
الأربعاء ١٧ فبراير ٢٠٢١ - ٠٦:٢٧ بتوقيت غرينتش

في حين ان المدير العالم للوكالة الدولية للطاقة الذرية يزمع القيام بزيارة الى طهران السبت المقبل لمناقشة القرارات التي اتخذتها الجمهورية الاسلامية الايرانية في اطار المبادرة الاستراتيجية لالغاء الحظر ، يعقد وزراء خارجية التروكا الاوروبية غدا اجتماعا مع وزير الخارجية الامريكي الجديد لمناقشة الملف النووي الايراني . ومن الطبيعي ان تشكل مخرجات هذا الاجتماع خارطة طريق غروسي خلال زيارته لطهران .

العالم - كشكول

الجمهورية الاسلامية اثبتت حسن نواياها للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الزيارة التي قام بها الى ايران قبل عدة اشهر ، وابدتت اقصى درجات التعاون معه ، ولكن هذا التعاون ليس لم يساعد في حل المشاكل العالقة فحسب بل انه كشف عن ان موقف اوروبا وامريكا فيما يخص القضية النووية الايرانية وبدل ان يكون مبنيا على اسس منطقية نابع من العناد المشفوع بالاطماع . وفي غضون ذلك فانه لم نشهد من امريكا خلال العامين وعدة اشهر الاخيرة سوى الاصرار على تراجع ايران عن مواقفها . هذا فضلا عن ان ايران لم تتلقى اي مؤشرات خلال الاسابيع الاخيرة ، اي بعد وصول جو بايدن الى سدة الحكم ولم تشهد اتخاذ اي خطوات سوى الرسائل والاجراءات التي اتخذها ترامب سابقا . كما ان الجانب الاوروبي وخلال السنوات التي عرفت بسنوات "الاتفاق النووي بلا امريكا" تنصل عن الوفاء بالتزاماته حيال ايران واثبت عمليا بانه مجرد تابع وذيل للسياسات الامريكية ويفتقد لاي استقلالية في القرار .

والان حيث وصلت المبادرة الاستراتيجية لالغاء الحظر الى مراحلها الحساسة وهي مرحلة توديع "البروتوكول الاضافي" والتي ستتم خلال الايام القادمة ، نرى ان وزراء خارجية الترويكا الاوروبية وامريكا يعقدون اجتماعا طارءا فيما يستعد غروسي لشد الرحال الى ايران . وياتي ذلك في حين ان قائد الثورة الاسلامية وفي جانب من الخطاب الذي القاه اليوم ورغم ان الغالبية العظمى كانت تتوقع بان يخصص حيزا كبيرا منه للقضية النووية اكتفى بذكر بضع كلمات فقط . وفي فقرته الاخيرة من الخطاب حدد ما يجب على امريكا واوروبا والوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تقوم به حيث قال : اليوم اريد ان اقول جملة واحدة وهي اننا سمعنا الكثير من الوعود التي تم نكثها لاحقا ، الكلمات والوعود غير مجدية، هذه المرة نريد تنفيذا للوعود، إذا رأينا تحركًا من الطرف الآخر، فسنعمل أيضا، الجمهورية الاسلامية لن تقتنع هذه المرة بالكلمات والوعود كما كانت في الماضي.

ولكن ايجاز قائد الثورة الاسلامية لتصريحاته بهذا الخصوص في هذه الكلمات فقط يحمل في طياته عدة رسائل . اولا ، ان القضية النووية الايرانية والموقف الغربي والامريكي منها لا تتعدى كونها قضية مثل سائر القضايا التي تواجهها البلاد لا اكثر ولا اقل ، وفي الواقع انها لا تشكل قضية محورية للجمهورية الاسلامية . ثانيا ، ان السياسة الجديدة المعلنة من قبل ايران اي "المبادرة الاستراتيجية لالغاء الحظر" لارجعة عنها ، والخيار الوحيد لتقليل تداعياتها او تغييرها هو الموقف العملي المتبادل . ثالثا ، ان الحظر وخلافا للتوقعات الامريكية والغربية باء بالفشل ولم يحقق النتائج التي كانت ترجوها امريكا واوروبا ، وبالتالي فان مواقف الجمهورية الاسلامية الايرانية هي مواقف عملانية وليس من طبعها ان تكرر كلامها .

ختاما ينبغي القول ان مفهوم هذه الرسائل التي ضمنها القائد في خطابه اليوم تتلخص في ان الخيار الوحيد اما يتمثل في الخطوة العملانية التي سيتمخض عنها اجتماع وزراء خارجية الدول الاربع غدا ، او ان تستحوذ اقتراحات جديدة على جانب من مساحة حقيبة غروسي التي سيحملها معه الى طهران . ولا ننسى التذكير بانه لم يبقى الكثير لموعد الـ 23 من فبراير .