تعذر أي عملية سياسية في اليمن في ظل تواصل العدوان

الخميس ١٨ فبراير ٢٠٢١ - ٠٤:٣٣ بتوقيت غرينتش

أكد الناشط الحقوقي والسياسي اليمني ماهر الشامي أن واشنطن تريد تقديم نفسها كوسيط في اليمن رغم أنها هي التي بدأت العدوان وذلك من أجل التنصل من المسؤولية القانونية وإلقاء التهمة على الآخرين.

وفي حديث لقناة العالم لبرامج "مع الحدث" وصف ماهر الشامي الحرب على اليمن بأنها أميركية المشروع والأهداف، وبين أن: خيار الإدارة الأميركية السابقة كان الخيار العسكري، ولم تكن تؤمن بأي مفاوضات سياسية.

وقال إنه ورغم أن الإدارة في صنعاء كانت يدها مفتوحة لأي خيار سياسي لإحلال السلام في اليمن وقدمت عدة مبادرات لكن الإدارة الأميركية كانت حريصة كل الحرص على أن يستمر المسار العسكري وأن تغرق السعودية والإمارات ودول التحالف في المعارك العبثية التي تحصل في اليمن، خدمة للمشروع الأميركي.

وأضاف: بالنسبة للإدارة الجديدة نعتقد أن النهج الأميركي لم يتغير لكن الاستراتيجية والأسلوب تغيرا، حيث وصل الأميركي إلى أن الخيار العسكري غير مجد ويعطي هذا الخيار فرصة للجيش واللجان الشعبية للتوسع أكثر، وهذا ما لاحضناه في محافظة مأرب.

وأكد أن الأميركي لا يريد الاعتراف بأنه هزم في اليمن ويريد خلط الأوراق، موضحا: فهو لديه مشروع في المنطقة ويريد أن يستفيد مما يحدث في المنطقة.

وأشار إلى أن الأميركي يريد الآن أن يقدم نفسه كوسيط رغم أن العدوان بدأ من واشنطن، وقال إن الأميركي ومن خلال ذلك يريد أن يتنصل من المسؤولية القانونية، مبينا: هو يعلم أنه تورط بجرائم حرب، ويرمي من خلال الوساطة أن يرمي التهمة على الآخرين، لكن لا يمكن أن ينطلي هذا على الشعب اليمني.

وقال ماهر الشامي: من خلال تجربتنا مع الأميركي نعلم أن الذي يدير المشروع في المنطقة هو الأميركي، والشعب اليمني يقتل بالسلاح الأميركي، ولولا الدعم الأميركي لما استمرت السعودية بارتكاب أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني.

وأوضح أن النظام الأميركي يرى أن موازين القوى قد تغيرت ولا يمكنه تحقيق الانتصار عسكريا، وخلص إلى القول: لذلك فإن ما عجزت الإدارة الأميركية عن تحقيقه من خلال المسار العسكري في اليمن تريد أن تحققه في المجال السياسي.

إتهم الخبير العسكري اليمني اللواء عبدالله الجفري الرئيس الأميركي الجديد بأنه يمارس الخداع السياسي لتحقيق انتصارات، مؤكدا أنه لا يمكن أن تتم أي عملية سياسية في اليمن في ظل تواصل العدوان والحصار على اليمن.

وقال الجفري إن: ما نسمعه من تصريحات من الرئيس الأميركي جو بايدن تصب في سياق الكذب والخداع السياسي والمغالطة التي سمعناها طوال الـ6 أعوام، فأميركا هي من أعلنت العدوان على اليمن ولا تريد لليمن أن يكون حرا مستقلا.

وأشار إلى أن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن يريد أن يحقق أي انتصارات في الوقت الذي فشل فيه سلفه ترامب، وأضاف أنهم يتبادلون الأدوار، فيما يدرك الشعب اليمني أن الاستراتيجية الأميركية يقودها اللوبي الصهيوني.

وقال الجفري: حيث يتحدث بايدن أنه سيسعى في إطار الجانب الدبلوماسي ومن أجل جوانب إنسانية فليس لذلك من مصداقية، وحين يتحدث عن وقف لإطلاق النار فهو لا يتحدث عن وقف العدوان ورفع الحصار.

وشدد على أنه لا يمكن أن تتم أي عملية سياسية في اليمن في ظل أن طيران التحالف ما زال يحوم على سماء اليمن ولا زالت الجبهات مشتعلة فيها.

وأضاف أن بايدن شعر بخطورة الأمور عندما تقدم الأبطال من الجيش واللجان الشعبية وتمكنوا من الوصول إلى تخوم مدينة مأرب.

وأوضح أنه وعندما تحرك المجاهدون بدأ الأميركان بتحريك المياه الراكدة من خلال الملف الإنساني وإطلاق عدد من الأسرى والمعتقلين، مبينا: هم دائما ما يمارسون الخداع السياسي ويريدون أن يحققوا من خلال ذلك مكاسب وانتصارات.

ووصف الجفري السعودية والإمارات بأنها أدوات رخيصة لتنفيذ المشروع الأميركي والبريطاني، وقال: لهم أطماع في اليمن منذ ستينيات القرن الماضي، فهم أتوا من أجل السيطرة على الممرات المائية والمنافذ البحرية، حتى يستطيعوا أن يحققوا أهدافهم وأطماعهم الاقتصادية.

أكد الخبير في الشؤون الدولية د.محمد حيدر أن الإدارة الأميركية الجديدة اتخذت خطوات إيجابية تجاه اليمن رغم أن هذه الخطوات لم تحقق شيئا على أرض الواقع، مشددا على أن المبادرات والسياسة الجديدة لن تعفي واشنطن من مسؤوليتها الأساسية في كل الجرائم التي ارتكبت في اليمن.

ولفت محمد حيدر إلى بداية ظهور لملامح السياسية الخارجية الأميركية، منها خطوات إيجابية من الإدارة الجديدة تجاه ملف اليمن، وقال إن هذه الخطوات وإن لم تحقق شيئا على أرض الواقع لكن يمكن أن تكون بداية إيجابية في هذا السياق.

ونوه إلى أن واشنطن لم ترفع اسم حركة أنصارالله من قائمة المؤسسات الإرهابية بسبب أعمال إنسانية كما يقول البعض، وأوضح: إن كان هناك عمل إنساني فيجب أن يتم وقف الحصار وترك الشعب اليمني يتصرف بحريته وبطريقته، فهذه الخطوة ليست إنسانية فيما يكون الحصار باق.

وأشار إلى أنه وبالنسبة لليمنيين فإنهم تهمهم المبادرة العملية ويجب أن تكون هناك الإجراءات العملية تجاه اليمن، موضحا أن: المسألة لا تتعلق فقط بأنصار الله بل باليمن كبلد، ويجب أن تصب المسألة بصالح اليمن، ويجب أن يشعر المواطن اليمني في كافة أرجاء اليمن بهذه المبادرة، إذا كانت حقيقة.

وفي جانب آخر من اللقاء أكد الخبير في الشؤون الدولية د.محمد حيدر أن: "رفع الحصار عن اليمن ووقف الأعمال القتالية هو الأسلوب الحقيقي وبالدرجة الأولى."

وشدد على أن محاولة الطرف الأميركي الآن إبعاد نفسه عن المشكلة الأساسية في اليمن أمر لم ينطلي على أحد، منوها إلى أن تلزيم الملف إلى البريطانيين يمكن أن يزيد المسألة تعقيدا، ومحذرا من أن واشنطن تحاول تبرئة نفسها من كل الجرائم التي ارتكبت في اليمن.

ولفت إلى أنه عندما يعلن بايدن وقف التعاون العسكري المشترك مع السعودية فإن هذا يعني أن واشنطن كانت ضالعة في كل الأحداث التي وقعت في اليمن.

وقال محمد حيدر: كما هو معروف أنه لا يقصف أي هدف في اليمن إلا بعد موافقة الأميركيين، لأن معظم المعلومات تأتي عن طريق الاستخبارات العسكرية التي تجمعها القوات الأميركية المتواجدة في البحر الأحمر وفي السعودية.

وشدد على أن مسؤولية أساسية تتحملها الإدارة الأميركية في هذه الجرائم، ولن يعفيها إن كانت لها مبادرات وسياسة جديدة تجاه اليمن.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/5447093