بایدن، اوروبا، رافايل غروسي والملف النووي الايراني 

بایدن، اوروبا، رافايل غروسي والملف النووي الايراني 
السبت ٢٠ فبراير ٢٠٢١ - ٠٩:٠٢ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالم - الخبر واعرابه

الخبر : في حين يصل المدير العام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي اليوم الى طهران ، الا ان مخرجات اجتماع وزير خارجية امريكا مع نظرائه في الترويكا الاوروبية والذي عقد قبل يومين لمناقشة الملف النووي الايراني لم يكن سوى تكرار لمخرجات الاجتماعات السابقة ، ولو اضفنا اليها تاكيدات بايدن على الاجراءات السابقة ، فلا يمكن رسم اي مستقبل واضح لهذه القضية .

الاعراب :

-زيارة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى ايران تاتي في حين ان الوكالة كانت قد زعمت بانها وجدت امورا مريبة خلال عمليات التفتيش التي قامت بها مؤخرا لموقعين نوويين ايرانيين ، وهذا يعني ان حقيبة غروسي وقبل ان تكون معبأة بحسن النوايا وبالطبع باقتراحات عملانية للخروج من الواضع الراهن ، هي اشبه بعصا يلوح بها لارعاب ايران وارغامها على الاستسلام .

-اما الاجتماع الذي عقد الخميس الماضي بين اوروبا وامريكا ايضا لم يتمخض عن شيء يستحق لفت نظر ايران ، بل ان مخرجاته لم تكن سوى الكلام البالي الذي تمخضت عنه الاجتماعات المماثلة في وقت سابق ولكن هذه المرة مشفوعا بالتهديد .

-الى جانب هذين التوجيهن فان امريكا ومن خلال سحبها لطلب تفعيل الية الزناد التي قدمتها الى الامم المتحدة من جهة ، وتوسيع النطاق الجغرافي لتنقل الدبلوماسيين الايرانيين في نيويورك من جهة اخرى وبالتالي الاعلان عن استعدادها للعودة الى الاتفاق النووي من جهة ثالثة ، تحاول كسب الراي العام الى جانبها والايحاء بانها ترمي الى تسوية القضية النووية الايرانية ولديها بعض المقترحات في هذا المجال . ولكنها في نفست الوقت وفي في ظل هذه الاجراءات الثلاثة لم تنس بان تقوم باجراءات لفرض مناخ ثنائي القطب على المجتمع الايراني .

-جميع هذه التوجهات تأتي في حين ان ايران تعتقد بان سحب طلب تفعيل الية الزناد من قبل امريكا امر لا قيمة له اساسا ، وذلك لان هذا الطلب الذي كان يتعارض مع القانون من الاساس تم تجاهله بشكل كامل من قبل المجتمع الدولي . اما تواجد الدبلوماسيين الايرانيين في امريكا للتعامل مع الامم المتحدة فهو حق بديهي ومشروع لايران جرى انتهاكه من قبل ترامب ، واخيرا فان الاعلان عن العودة الى الاتفاق النووي بدون الغاء الحظر لا قيمة له ابدا ولا يحقق مطالب وتوقعات ايران .

-الوقت يمضي كالبرق وتقترب ايران سريعا من لحظة الوداع مع البروتوكول الاضافي ومن البديهي انه ما لم يتم خلال الساعات المقبلة اتخاذ اجراءات اساسية من قبل امريكا لالغاء الحظر فان هذه المرحلة الحساسة من قانون "المبادرة الاستراتيجية لالغاء الحظر " ستدخل حيز التنفيذ ، وبالطبع فان تطبيق المراحل الاخرى لهذا القانون ستدرج على جدول الاعمال وسيتم تطبقها سريعا وبجدية تامة .