لا غرابة في تخصيب ايران لليورانيوم بنسبة 60%

لا غرابة في تخصيب ايران لليورانيوم بنسبة 60%
الإثنين ٢٢ فبراير ٢٠٢١ - ٠٥:٥٨ بتوقيت غرينتش

في حين ان الاتفاق الجديد بين الحكومة الايرانية والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية واجه معارضة نواب مجلس الشورى الاسلامي ، حيث انهم استنبطوا منه بان الحكومة لم تنفذ قانون " المبادرة الاستراتيجية لالغاء الحظر" فيما يخص تعليق العمل الطوعي بالبروتوكول الاضافي بدقة ، صرح قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي اليوم في كلمة له بان "الحكومة ترى نفسها ملزمة بتنفيذ القانون ويجب تنفيذ هذا القانون الجيد بدقة متناهية .  

العالم كشكول

من منظار سماحته ما حدث اليوم بين النخبة السياسية ووسائل الاعلام الايرانية هو مجرد اختلاف في الرؤى لا اكثر ولا اقل، الاختلاف في الرؤي الذي لا يجب تجاهله من جهة ولا تضخيمه اكثر من اللازم من جهة اخرى . بعبارة اخرى ، هذه المسالة تعني ان على الحكومة اقناع النواب وسائر المعارضين للقرار الاخير الذي اتخذته على صعيد تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وفي نفس الوقت يجب ان يتحلى الجانبان باليقظة لكي لا ينشغلا بالقضايا الهامشية ويغفلا عن القضية الاساسية .

اللافتة التي كانت خلف قائد الثورة الاسلامية في كلمته التي كان يلقيها اليوم باعضاء مجلس خبراء القيادة ازدانت بحديث عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام ينصح فيه بان يكون الانسان حذرا من كيد الاعداء "كن من عدوك على اشد الحذر" . الترجمة العصرية لهذا الحديث يمكننا ان نجدها في هذه الفقرة من كلمة قائد الثورة الاسلامية والتي اكد فيها قائلا : نحن عازمون على امتلاك قدرات نووية تتناسب مع احتياجات البلاد، وبالتالي لن يكون مستوى التخصيب في ايران 20 بالمائة وسنعمل حسبما تقتضيه حاجة البلاد، فعلى سبيل المثال، قد نقوم برفع التخصيب الى 60 في المائة لمحركات الدفع النووي أو في فعاليات أخرى".

كلمة قائد الثورة الاسلامية اليوم حسمت الامر بشأن موقف ايران اليوم وغدا وفي قابل الايام ، حول البرنامج النووي حيث صرح سماحته : لو كانت ايران عازمة على امتلاك الاسلحة النووية لما كان بامكان نتنياهو ومن هو اكبر منه ان يحول دون ذلك .

في الواقع ان هناك مسالة اساسية يتجاهلها الغرب عن عمد فيما يخص القدرات النووية للجمهورية الاسلامية وهي ان المسافة التي يرى بانها تفصل ايران عن امتلاك السلاح النووي ويتخذها ذريعة لنشر الايرانوفوبيا في العالم هي مجرد "مسافة ايديولوجية" من منظار ايران وليس اكثر .