الى الفصائل الفلسطينية .. (جيل التغيير الفلسطيني ) لن يقبل بالمصطلحات البالية

الى الفصائل الفلسطينية .. (جيل التغيير الفلسطيني ) لن يقبل بالمصطلحات البالية
الأربعاء ٢٤ فبراير ٢٠٢١ - ٠٥:٥٢ بتوقيت غرينتش

لا احد من الفلسطينيين على مدار السبعين عاما ونيف كان ينتظر ان يتحرك العرب لنجدته، ولكن في اسوء كوابيس الفلسطينيين لم يتوقع احد منهم ان يرى هذا الانهيار العربي وحالة التهاوي التي بدأتها الامارات نحو التطييع المجاني مع الاحتلال ، الشعور الفلسطيني بالوحدة في المواجهة كان حاضرا دائما لكن الشعور بطعنة الخنجر العربي وهو يمزق الاحشاء كان جديدا وقاسيا ومؤلما جدا ، الانتفاضة الفلسطينية نحو الوحدة الداخلية والقرار الفلسطيني بالتوجه الى الانتخابات وتجديد الشرعية باعتقادي كان احد اثار حالة الخذلان العربية . 

العالم - قضية اليوم

المرحلة الجديدة في الاراضي الفلسطينية هي ابعد من فكرة انتخابات تشريعية ورئاسية وما سينتج عنهما وانما هي مرحلة تغيير حقيقية لحقبة امتدت منذ اتفاق اوسلو وحتى اليوم وسيتفاجأ الساسة بان خيار الشارع الفلسطيني سيتجه من جديد الى من يقدم مشروعا عنوانه المواجهة بعيدا عن الشعارات الرنانة والاسطونات المشروخة ،من يقدم مشروعا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا متكاملا يكرس الصمود فوق الارض والثبات في المعركة واعادة تشكيل المقاومة وفق الظروف الملائمة دون تحوير او تغيير لمفاهيمها، لان فكرة المقاومة بالنسبة للشارع الفلسطيني فكرة واحدة وان تعددت اساليبها ، فالمقاومة تعني المواجهة والتحدي وفرض الامر الواقع على المحتل واعادة بناء الذات بهدف الاستمرار ، وقد تختلف الاساليب والادوات في المواجهة ، لكن العنوان العريض الذي سيؤكده الفلسطينييون في هذه الانتخابات ان مشروعهم في ظل الخذلان العربي هو المقاومة وعليه فمن سيرفع شعارها قولا وفعلا سيحظى بالصوت الفلسطيني .

الدليل لما سبق ان كافة الفصائل الفلسطينية التي ستتسابق الى صوت المواطن الفلسطيني سترفع شعار المقاومة وستتباهى بتاريخها المقاوم بما في ذلك حركة فتح التي تقود السلطة الفلسطينية والتي ستسعى الى جذب الجمهور اليها بكلمة (اول الرصاص ،اول الحجارة ) وستتناسى الحركة في معركتها الانتخابية المساومة والمهادنة والتفاوض لان هذه المصطلحات ستكون منبوذة لدى الشارع الذي ما ان يخير حتى يتجه نحو الرؤية المناقضة للتسوية ، لقناعته الراسخة ان طريق التسوية لن توصل الى سلام وانما الى استسلام وتنازل عن كافة الثوابت التي رسخها في تاريخه المعاصر .

على الفصائل الفلسطينية ان تقرأ الشارع الفلسطيني وما طرأ عليه من متغيرات خلال عقد ونيف و أن تقرا اكثر مليون فلسطيني من الجيل الجديد الذي سينتخب للمرة الاولى هذا الجيل الذي شهد ثلاثة حروب على قطاع غزة وانتفض في العام ٢٠١٥ وواجه الاحتلال الاسرائيلي على نقاط التماس بالحجارة والزجاجات الفارغة وهو الجيل الذي لم يعد يتلقى الاخبار من وسائل الاعلام التقليدية وماعاد يستطيع احد ان يغبنه اوً ان يدلس عليه هذا الجيل سيكون علامة فارقة في هذه الانتخابات وسيتحدث للمرة الاولى عن افكاره وتطلعاته وعن مشروعه التحرري ، والتاريخ الفلسطيني اثبت ان كل جيل فلسطيني يفوق من سبقه في ارتباطه بالارض واستعداده للتضحية من اجلها وعليه فان المتنافسين على مقاعد البرلمان الجديد ان يعيدوا صياغة برامجهم السياسية كي يقبلها هذا الجيل الذي غالبا ما سيحمل لقب (جيل التغيير الفلسطيني )

فارس الصرفندي