ايران تحدد مصير الانتخابات الاسرائيلية

ايران تحدد مصير الانتخابات الاسرائيلية
الخميس ٢٥ فبراير ٢٠٢١ - ١٠:٤٥ بتوقيت غرينتش

مهما نقترب من موعد الانتخابات الاسرائيلية تتصاعد وتيرة التهديدات التي يطلقها المسؤولين الصهاينة ضد ايران .

العالم كشكول

كل محلل ومتابع للشأن الاسرائيلي في هذه الايام ، يمكنه ان يعرف وبقليل من الدقة التأمل ان العامل الرئيسي الذي يتم التركيز عليه في المنافسات الانتخابية الاسرائيلية خلال هذه الايام ، هو التركيز على ايران والمزاعم التي تطلق بشان الخطرات التي تهدد وجودية هذا الكيان من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية . وفي هذا البين فان وصول جو بايدن الى سدة الحكم في امريكا وخلافاته مع نتنياهو من جهة وزيادة تعقيد الملف النووي الايراني من جهة اخرى ، زادا من دوافع منافسي نتنياهو لكي يركزوا ويؤكدوا كما يفعل هو لعدم التخلف عن ركب منافسهم اليميني المتطرف في مناسفة التاكيد والتركيز على خطر النووي الايراني .

سابقا وفي الانتخابات الماضية ، كان هناك شعار ومفهوم يتم التركيز عليه بشكل لافت في الاوساط الانتخابية الاسرائيلية ويتم تداوله على الألسن بكثرة وهو "قاسم سليماني" ، وفي الانتخابات المرتقبة لكيان الاحتلال فقد تم تبديل المفهوم السابق بشعار ومفهوم التركيز على "ايران النووية والصاروخية المقتدرة" .

بيتي غانتس منافس نتنياهو ووزير الحرب الصهيوني الحالي ، والذي تم خداعه من قبل نتنياهو وخسر اللعبة السياسية ، قال بالامس "اننا مستعدون دائما لاي عملية ضد ايران . ان إيران تتقدم بسرعة بكافة مجالات البرنامج النووي ، وتكدس العديد من الأدوات، وتقوم بتخصيب اليورانيوم ونصب المئات من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة ، الكثير من جهود إيران لا يمكن التراجع عنها" . غانتس الذي يحترق شوقا لتولي منصب رئاسة الوزراء في هذه المرحلة ، يحاول من خلال اطلاق ثمل هذه التصريحات المعادية لايران ، اقناع المستوطنين في الاراضي المحتلة بالتصوبت له ، وهذا يعني ان غانتس يعترف صراحة بان نتنياهو فشل في التصدي لايران النووية . ولاجل التعويض عن هذا الفشل ، يجب على "اسرائيل" اختبار سياسي وسياسة جديدة .

ان تكون هناك اي حظوظ لغانتس بالفوز في المنافسة التي يواجها ويتولى منصب رئاسة الوزراء امر مستبعد ، نظرا للاصطفافات الانتخاباتية في الكيان الاسرائيلي وكذلك استطلاعات الراي ، ولكن تركيزه اللافت هذا على ايران وخطراتها ، فلربما يأتي بهدف لفت انتباه الغرب لنفسه والتظاهر بانه اكثر فاعلية وانقيادا من نتنياهو للغرب ، وبالطلبع في التصدي لايران او على الاقل الحيلولة دون اعتلاء نتنياهو لكرسي رئاسة الوزراء ثانية ، خاصة ان لقاحات كورونا اعطت دفعة وزحما لنتنياهو ، فضلا عن ان جلسات محاكمته في قضايا الفساد والرشوة تم تأجيلها الى ما بعد الانتخابات . كل من يتمادى اكثر باستعراض عضلاته امام ايران في الكيان الاسرائيلي تزداد حظوظه لاعتلاء كرسي رئاسة الوزراء . المناخ الذي يسود الكيان الاسرائيلي امني مئة بالمئة .