سجون "تحرير الشام" كما يرويها شقيق قيادي سابق

سجون
السبت ٢٧ فبراير ٢٠٢١ - ١٠:٠٢ بتوقيت غرينتش

تعتقل "هيئة تحرير الشام" الارهابية في أحد سجونها القيادي السابق في الجماعات المسلحة "يوسف الرحال" الملقب بـ"أبو مالك" منذ أكثر من عامين بتهمة خطف عدة أشخاص لأخذ فديات من ذويهم وهي التهمة التي نفاها.

العالم - سوريا

وكانت الهيئة المذكورة قد اعتقلت القيادي في الجماعات المسلحة "الرحال" من منزله في قرية "معرشمارين" التابعة لـ"معرة النعمان" بتاريخ 2019/1/22 .

وتم زجه في سجن "العقاب" التابع للهيئة بداية -كما يروي شقيقه الدكتور خالد "الرحال" لموقع "زمان الوصل"، مضيفاً أن سجن "العقاب" هو عبارة عن مغاور محفورة في الجبل كان مقراً لـ"جمال معروف" قبل أن تخصصه "هيئة تحرير الشام" الارهابية سجناً لها، وتم نقله فيما بعد إلى سجن إدلب وبعدها بفترة تم اعتقال الرحال ليجتمع مع شقيقه في السجن المذكور.

وتم إطلاق سراح د. "الرحال" أما "يوسف" فبقي في السجن وتمكن من الهرب مع ابن شقيقته، مستفيدا من حالة الفوضى التي احدثتها الاشتباكات وعمليات القصف التي وقعت في المنطقة، وواجه الرحال خلال هروبه صعوبة جراء التعذيب الذي تعرض له والذي أعاقه عن الركض والتخفي، فتم القبض عليه بالقرب من السجن مع ابن شقيقته الذي لم يقبل أن يتركه بمفرده.

وعلى اثر ذلك نقلت "هيئة تحرير الشام" الرحال الى عدة سجون ومنها سجن "سرمدا"، حيث وضع بين مساجين منتمين إلى تنظيم "داعش"، وأخبروا المساجين أنه قتل أحد رفاقهم في التنظيم.

وعانى الرحال طوال تلك المدة أقسى أنواع العذاب والضرب والإهانات على يد السجانين والمساجين، وكشف سجين عراقي أنه شهد تعذيب الرحال وسمع صرخاته بإذنه على يد الجهاز الأمني في الهيئة الذي ذهب ضحاياه الكثير من المعتقلين.

وكان هذا التعذيب يجبر أي معتقل مهما بلغ من الصلابة على الإقرار بأي تهمة أياً كانت للخلاص من ذلك التعذيب الجهنمي، مضيفاً أنه سمع من معتقلين عن قيام المحققين بتسجيل مقاطع مصورة لهم وهم يقرون بما يملى عليهم بغية نشر تلك المقاطع فيما بعد تحسباً لتهدئة الرأي العام في حال إثارته أحكامهم الجائرة، كما حصل مع الرحال إذ حاول المحققون انتزاع اعترافات منه بعد تعذيب أدى لتلف في أعصاب قدمه اليمنى وكسر إصبعين في يديه، ثم قاموا بتسجيل مقطع فيديو يعترف فيه قسراً بدوره في خطف عدد من الأشخاص.

وروى "الرحال" أن شقيقه كان حينها في زنزانة منفردة، فطلب منه المحققون الاعتراف بأمره عناصر من جماعته (6 عناصر) بخطف عدة أشخاص لأخذ فديات منهم، وعندما أنكر ورفض تم تعذيبه في غرفة قريبة من زنزانته، وفي رمضان عام 2019 أي بعد 6 أشهر من اعتقاله أخذوا منه اعترافات مصورة تضمنت كل ما أملوه عليه.

وأشار شقيق الرحال إلى أن تهمة شقيقه أنه من "المحتطبين" وهو مصطلح من قاموس الهيئة يعني خطف أشخاص أو تجار مخدرات وأخذ فديات لإطلاق سراحهم، علماً أن هذا العمل كان ولا يزال من اختصاص الهيئة وهناك -كما يقول- عشرات الأمثلة.

وعبّر "الرحال" عن اعتقاده بأن اعتقال "أبو مالك" تم بشكل كيدي ودون اتهام مؤكد من قبل القياديين في الهيئة "أبو صلاح" و"مظهر الويس" بهدف تبييض صفحة الهيئة الاجرامية.

و"يوسف الرحال" من مواليد 1983 "معرشمارين" التابعة لـ"معرة النعمان" في الريف الشرقي ولديه 5 أبناء 3 ذكور و2 بنات، وكان بحسب شقيقه يعمل مربياً للأغنام وفي تجارة المحاصيل والمعيل الوحيد لأسرته ولم ير ابنه الأصغر الذي ولد خلال اعتقاله.

كلمات دليلية :