إنشاء قاعدة ضخمة شرق الفرات واستهداف الحشد.. خطط أمريكية جديدة في سوريا!

إنشاء قاعدة ضخمة شرق الفرات واستهداف الحشد.. خطط أمريكية جديدة في سوريا!
الأحد ٢٨ فبراير ٢٠٢١ - ٠٨:٤٤ بتوقيت غرينتش

بعد رحيل الرئيس الامريكي دونالد ترامب "الفظ" عن البيت الابيض، عدنا الى الحكم الامريكي الكلاسيكي، حيث الوجه القبيح ذاته لكنه مخفي خلف التناقضات والشعارات الكاذبة والاعتداءات تحت اسم "الانسانية" و"الديمقراطية" المزعومة.

العالم - قضية اليوم

لانقول بأن إدارة ترامب كانت أفضل لكنها كانت على الاقل صريحة بعدائها للشعوب المسلمة وابتزازها للحكومات ولاتتغنى بالديمقراطية المزيفة، ففي حين تقول إدارة بايدن بأنها غير مهتمة بالنفط السوري فهي حاليا تنشئ أكبر قاعدة لها شرق الفرات حيث المناطق السورية الغنية بالنفط والغاز.

ويعمل التحالف الامريكي الذي يدعي محاربة "داعش" على بناء أكبر قاعدة عسكرية له داخل قرية عين ديوار بريف الحسكة الخاضعة لسيطرة ميليشيات سوريا الديمقراطية “قسد”، وتفيد الانباء من هناك بأن أعمال إنشاء القاعدة تستمر بشكل متواصل على مدار الساعة بهدف تجهيزها في أقرب وقت ممكن، حيث تشير التقديرات انتهاء العمل فيها منتصف مارس القادم.

كما ان امريكا أدخلت الى القاعدة بطاريات صواريخ مضادة للطيران بالإضافة إلى صواريخ متوسطة المدى، حيث من المتوقع ان تضم قوات من جميع الدول العاملة ضمن مظلة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وبالتالي انتقال حصار الشعب السوري من خطة أمريكية الى خطة دولية غربية تحت حجة مكافحة الارهاب، وبالنتيجة منع الشعب السوري من الحصول على نفطه واستمرار سرقة ثرواته تحت غطاء دولي.

ويتزامن هذا الامر مع استهداف امريكي لمقرات الحشد الشعبي الذي يحارب "داعش" بالقرب من الحدود العراقية السورية، بحجة الرد على استهداف مطار اربيل، في حين ان الرسالة الاصلية من هذا الاعتداء هي القول بأن امريكا موجودة في هذه المنطقة من سوريا وبأنها مصرة على عدم اكتمال طريق الوصل بين محور المقاومة ايران – العراق – سوريا من جهة وعدم السماح للدولة السورية بالوصول الى حقول النفط من جهة أخرى، وربما إحياء "داعش" من جديد خاصة وأنه الغطاء الذي تتخذه القوات الامريكية كذريعة لبقائها في المنطقة، مع العلم ان "داعش" وباعتراف ترامب صنيعة أمريكية وكانت إدارة الرئيس الاسبق باراك اوباما مسؤولة مباشرة عن ايجاد هذا التنظيم.

من الواضح تماما ان الإدارة الأميركية الجديدة تخشى تعاظم قوة المقاومة العراقية، بالإضافة إلى وجود نواة للمقاومة الشعبية في الشرق السوري، من شأنها - إذا ما أصبحت اشتد عودها- أن تطوق نطاق الوجود الأميركي في سوريا. لذا، فهي تريد من خلال هذه الغارات محاولة منع ايران، وثنيها عن مواصلة دعمها للمقاومة العراقية أو التعاون مع مقاومة سورية مستقبلية ضد المصالح الأميركية في المنطقة، حيث ان إيران دعمت ومازالت تدعم سوريا عسكريا في حربها ضد الارهاب خاصة في مدينة البوكمال السورية ذات الرمزية الكبيرة حيث اعلن منها الحاج الشهيد قاسم سليماني نهاية "داعش"، هذه المدينة المحاذية لعدد من القواعد الأميركية غير الشرعية في دير الزور شرقي سوريا.

اذن ما تفعله إدارة بايدن في سوريا لا يفرق عن ما فعلته إدارة ترامب وهو الخط ذاته، الفرق بينهما في ان ترامب لم يجد حرجا في قول الحقيقة الفظة، بينما تغلف إدارة بايدن مآربها التدميرية بغطاء ألطف كذريعة محاربة الارهاب ونشر الديمقراطية وما إلى ذلك من الاكاذيب الامريكية التي عادت الى مسامعنا بعد غياب دام 4 سنوات أظهرت الحقيقة الامريكية البشعة لذا علينا ان لا ننسى هذه الحقيقة ونتعامل مع الواقع كما هو وليس كما تقصه لنا امريكا.