"إسرائيل" والتحالف مع عرب التطبيع.. غارق يتشبث بطوق نجاة مثقوب

الأربعاء ٠٣ مارس ٢٠٢١ - ٠٧:٤٣ بتوقيت غرينتش

خلال زيارته لمعبر بين فلسطين المحتلة وغزة، كشف وزير الحرب الاسرائيلي بيني غانتس عن محاولات لتشكيل تحالف عسكري امني بين كيانه وبين الدول العربية في الخليج الفارسي، في إطار التقارب المدعوم من الولايات المتحدة، لمواجهة ما أسماه "التهديد الإيراني لأمن المنطقة".

العالم يقال ان

ما كشف عنه غانتس ليس مفاجئا للمراقبين، فالعلاقة الوثيقة والمتشعبة بين بعض الانظمة العربية في الخليج الفارسي والكيان الاسرائيلي ، هي علاقات قديمة، وان الاتفاقات والتحالفات التي اشار اليها غانتس جرى تناولها منذ وقت طويل ولكن من تحت الطاولة، فدول مثل السعودية والامارات والبحرين، كانت ومازالت تمشي في الركاب الإسرائيلي، وكان لابد ان تنتقل هذه العلاقة من السر الى العلن يوما.

ان بعض الانظمة العربية في الخليج الفارسي، التي تم فرضها على شعوب المنطقة، من قبل المستعمر البريطاني، هي انظمة وظيفية، تنحصر وظيفتها الاولى في حماية المصالح الغربية في المنطقة وعلى رأس هذه المصالح "اسرائيل"، ويبرز مدى التزام هذه الانظمة بوظيفتها، التي حددها لها السيد الغربي، بتضحيتها بكل شيء، بدءا من مصلحة شعوبها، واقتصادياتها الهشة ، ومرورا بسيادتها الظاهرية وإستقرار مجتمعاتها، وانتهاء بشعاراتها عن الاخوة العربية والاسلامية وعلاقات الجيرة والوحدة الجغرافية.

اذا كان من مصلحة الكيان الاسرائيلي، الذي يستشعر خطرا وجوديا من الجمهورية الاسلامية في ايران ومحور المقاومة، ان يؤلب العالم كله ضد ايران ومحور المقاومة، تُرى ما هي مصلحة السعودية والامارات والبحرين ، من وراء تشكيل تحالف عسكري وامني مع "اسرائيل"؟، ماهي مصلحة شعوب هذه الدول في معاداة ايران، الدول الجارة المسلمة والمسالمة والتي تربطها معهم اواصر تاريخية ودينية وجغرافية واجتماعية متجذرة؟. لماذا تعرض هذه الانظمة مصالح شعوبها للخطر ، وهي تضع بلدانها في جبهة واحدة مع نظام مجرم عنصري يهدد امن المنطقة برمتها، وبشكل عملي وعلني، عبر العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري والعراقي وجميع شعوب المنطقة؟.

من الواضح ان الإجابة على جميع هذه الاسئلة هو لا مصلحة للشعوب فيما تفعله انظمتها، فشعوب المنطقة هي شعوب عربية واسلامية، لا يمكن ان ترى مصالحها في اطار مصالح "اسرائيل" المعتدية والغاصبة والمجرمة والعنصرية. كما انها لم ولن تعرض امنها واستقرارها للخطر من اجل "امن واستقرار اسرائيل". فكل ما تفعله انظمة السعودية والامارات والبحرين، يأتي في اطار الوظائف التي أنيطت اليها منذ تأسيسها. فهذه الانظمة لو كانت حرة وتمتلك قرارها ، لما جازفت في استعداء جارتها المسلمة ايران بهذا الشكل الوقح، وهي تعلم علم اليقين انها لا تقوى امام اي منازلة عسكرية في حال وقعت لا سمح الله.

ان التحالف العسكري والامني المعلن مع عدو الامتين العربية والاسلامية، لا يمكن تبريره بسخافات الانظمة الخليجية المطبعة، كـ"التهديد الايراني"، بل يمكن تبريره فقط، بوظيفة هذه الانظمة العميلة، التي جندت كل امكانياتها من اجل الوقوف الى جانب "اسرائيل" التي تمر هذه الايام، بأضعف مراحل عمرها المشؤوم، بفضل قوة محور المقاومة، الذي بات يضيق الخناق عليها من جهاتها الاربع، فلم تجد ناصرا!!، الا في الانظمة الرجعية والقبلية المتخلفة في الخليج الفارسي، عسى ولعل ان تستخدمهم كورقة ضغط ضد ايران ومحور المقاومة، فكان حال "اسرائيل" والانظمة البائسة في السعودية والامارات والبحرين، كحال الغارق الذي يتشبث بطوق نجاة مثقوب!.