تدهور الليرة السورية واللبنانية والدينار العراقي.. من يمنع تحسن اقتصاد هؤلاء؟

تدهور الليرة السورية واللبنانية والدينار العراقي.. من يمنع تحسن اقتصاد هؤلاء؟
الأربعاء ٠٣ مارس ٢٠٢١ - ٠٩:٣٠ بتوقيت غرينتش

لم تقم قائمة للاقتصاد العراقي بعد غزو العراق على يد امريكا عام 2003، وقد يرجع البعض السبب الى التحاصص السياسي وغياب منظومة المحاسبة وهو بالفعل له دوره، لكن حتى أشرف الناس في العالم لن يتمكن من فعل شيء للاقتصاد العراقي مع استمرار المنع الامريكي لتحسن اقتصاد هذا البلد، وكذلك الامر بالنسبة للاقتصاد السوري واللبناني واليمني والسوداني وغيرهم.

العالم - كشكول
قالها وزراء عراقيون، امريكا تمنعنا من تحسين اقتصادنا، تحول دون حصولنا على استثمارات صينية وايرانية وكورية وتركية و..و.. وتحتجز مئات المليارات من أموال العراق، وتمنع عنه القروض وتعرقل حتى المشاريع الخدمية والانمائية، وهذا طبيعي فهي لاتريد عراقيا قويا بل تريد عراقا هزيلا مشغولا بمشاكله الداخلية والسياسية وبعيدا عن الاستقرار.

كذلك الامر في سوريا التي هبطت ليرتها خلال السنوات الماضية وخاصة هذا الاسبوع الى مستويات كبيرة مقابل العملات الاجنبية، تحاصر امريكا ومعها الغرب سوريا اقتصاديا وتمنع عنها حتى شراء القمح والمحروقات وتحرمها من المساعدات الانسانية، وتمنعها من الوصول الى ثرواتها النفطية والغازية، بل وقالها ترامب علانية عندما كان رئيسا لأمريكا، نحن في سوريا من أجل النفط ولا يهمنا السوريون (كما زعمت ادارة اوباما وتزعم حاليا ادارة بايدن) وداعش أوجدتها إدارة اوباما الذي كان بايدن نائبه، بل ومنع ترامب السوريين حتى من دخول امريكا ايا كانوا لاجئين او غير لاجئين.

واما لبنان فقد منعت بنوكه المرتبطة بالنظام الغربي والامريكي الاموال عن المودعين، وبعضهم لديه الملايين من الدولارات في هذه البنوك، وشمل قانون عقوبات "قيصر" الامريكي على سوريا حال اللبنانيين بل وأكثر، وتبتز امريكا لبنان لصالح الكيان الاسرائيلي وترسيم الحدود البحرية، وتحاصر المقاومة الاسلامية في لبنان (حزب الله)، وتدس السفيرة الامريكية في بيروت السم بين الفرق السياسية اللبنانية وتعرقل تشكيل حكومة في هذا البلد الذي شهد ويلات التدخلات الغربية على مدى تاريخه.

كذلك اليمن يتم تمزيقه وحصار شعبه ما شكل أعظم كارثة انسانية عرفها التاريخ، كل هذا برعاية غربية وامريكية وحتى اممية.

وان كانت السياسة الامريكية اليوم تتبع العقاب الجماعي للشعوب والحكومات التي تعارضها او تقف في وجهها او تهدد مصالحها الاستعمارية في منطقتنا، فماذا عن السودان الذي وافق على التطبيع ونزل تحت رغبة إدارة ترامب لماذا مازال يعاني صفوف الخبز وغياب الخدمات، وماذا عن جنوب السودان الغني بالنفط والذي انفصل برعاية الدول الاستعمارية لماذا يغيب عن الاستقرار وتستمر ظروفه الاجتماعية السيئة؟!

ما يهم امريكا بقاء شعوبنا جائعة واستمرار استغلالها وسرقة ثرواتها، لايطيق الامريكي وجود دولة قوية في منطقة غنية بالثروات، لايطيق وجود حكومة مستقرة يدعمها شعبها. منذ 42 عاما عندما ثار الشعب الايراني على الشاه الطاغية وطرد المستعمر الامريكي وعلا صوته بالحق، بدأت امريكا معاقبة هذا الشعب بدءا من احتجاز امواله وفرض حظر اقتصادي وصولا الى العمليات الارهابية وقتل قادته السياسيين الى شن حروب بالوكالة وحظره تسليحيا وبعدها قتل علمائه وممارسة اقصى انواع الضغوط الاقتصادية، هذه هي امريكا وهذا مخططها في المنطقة.