صندوق بريد عين الأسد و رسالة عراقية عاجلة.. دماؤنا ليست رخيصة

صندوق بريد عين الأسد و رسالة عراقية عاجلة.. دماؤنا ليست رخيصة
الأربعاء ٠٣ مارس ٢٠٢١ - ٠٥:٤١ بتوقيت غرينتش

اُعتبر استهداف قاعدة عين الأسد الأميركية غربي العراق صباح اليوم الاربعاء، بأكثر من عشرة صواريخ، بانه تطور أمني مهم من حيث الكم والكيف، حيث تم قصف القاعدة بصواريخ غراد لأول مرة، وبشكل مكثف، وعن قرب، حيث انطلقت الصواريخ من قاعدة اطلاق لم تبعد عن القاعدة سوى 8 كيلومترات، رغم الاستنفار الامني في جميع القواعد الأميركية.

العالم – كشكول

القصف الصاروخي لقاعدة عين الاسد، والذي اسفر عن حدوث حرائق في القاعدة ومقتل شخصين وإصابة ستة اخرين بجروح، جاء بعد اسبوع من العدوان الامريكي الغاشم على مواقع الحشد الشعبي على الحدود السورية العراقية، واسفر عن استشهاد مقاتل في الحشد واصابة اربعة اخرين بجروح، بينما كانوا يدافعون عن الاراضي من تسلل عصابات "داعش" الوهابية والبعث الصدامي.

القصف الصاروخي لقاعدة عين الاسد حمل العديد من الرسائل، التي اُرسلت بحروف واضحة للمحتل الامريكي، منها:

-فشل الرادارات الامريكية والغربية في الكشف عن مواقع الصواريخ العراقية، وفشل منظومات الدفاع الجوي الامريكي في اعتراضها، رغم عددها الكبير، واطلاقها من موقع قريب من القاعدة.

-دماء الامريكيين ليست بأغلى من دماء العراقيين، وعلى امريكا ان تدفع ثمن اراقتها دماء العراقيين ظلما، ولن يردع العراقيين عن الانتقام لدماء شهدائهم، كل العربدة والعنجهية الامريكية.

-العراق ليس ضيعة امريكية، كمشيخات الخليج الفارسي، لتنتشر في ارضه القواعد الامريكية كالسرطان، دون ان يجرؤ احد على فتح فهمه للاعتراض عليها، فالعراق رفض شعبيا وجود هذه القواعد عبر قرار البرلمان، ورفض عمليا هذا الوجود عبر فصائل المقاومة، بعد ان رفضت امريكا تنفيذ قرار البرلمان العراقي بسحب قواتها من العراق.

-في العراق رجال اشداء، لن تخيفهم لا قواعد امريكا ولا قواتها ولا طائراتها ولا صواريخها ولا جبروتها لا غطرستها ولا اجرمها. فهاهم ردوا على امريكا الصاع صاعين، بينما لم تمر سوى ايام قليلة على عدوانها الغاشم على الحشد الشعبي، حيث دكوا اكبر قاعدة امريكية في العراق بعدد كبير من الصوارخ، دون ان يرتد لهم جفن.

-ليس امام امريكا في العراق من خيار سوى خيار الرحيل وترك العراق لإهله، ولن تنفع مع العراقيين، الحرب النفسية التي تشنها امريكا واذيالها في المنطقة من صهاينة ومن عرب التطبيع، ضد فصائل المقاومة العراقية، وشيطنتها عبر وصفها ب "الميليشيا"، او ب"الجماعات الموالية لايران".

-الشعب العراقي شعب صاحب حضارة ضاربة في اعماق التاريخ، وتحتضن ارضه مراقد الانبياء والاولياء والائمة الاطهار، وفوق ربوعها اكبر حوزة علمية في التاريخ، تضم اعظم المراجع الدينية، الذين كانوا بمثابة الحصن الحصين للعراقيين في الشدائد والمحن، فمثل هذا الشعب، لا يمكن ان يرضخ امام معتد، او يستكين امام ظالم، وان الامريكيين، اخطأوا خطأ حسيما، حينما تجاهلوا هذه الخصائص العراقية الفريدة، ومنوا لنفسهم بالبقاء في العراق وبناء قواعد عسكرية فيه، وكأنه بلد يعيش على هامش التاريخ، وليس في قلبه.