مستخلص الشاي الأخضر يغيّر ملامح الأطفال المصابين بمتلازمة داون

مستخلص الشاي الأخضر يغيّر ملامح الأطفال المصابين بمتلازمة داون
السبت ٠٦ مارس ٢٠٢١ - ٠٨:٤١ بتوقيت غرينتش

حددت مجموعة علماء دولية تأثير مكمل الشاي الأخضر في تركيبة وجه الأطفال المصابين بمتلازمة داون، واتضح أن مقدار الجرعة يحدد هذه التغيرات،: المعتدلة تحسن الملامح والزائدة تزيد تشوهها.

العالم - منوعات
تشير مجلة Scientific Reports، إلى أن متلازمة داون- هي مرض وراثي، حيث يوجد في كل خلية من خلايا جسم الإنسان 46 كروموسوما، في حين في خلايا المصابين بمتلازمة داون هي 47، وهذه الخاصية تؤثر في تطورهم الجسدي والفكري. لأن الكروموسومات تحتوي على جينات تحدد عمل جميع أنظمة الجسم، وعند وجود الكروموسوم الإضافي، يغير مسار تطور جسم الإنسان. فمثلا أحد جينات DYRK1A الذي يغير الكروموسوم الإضافي نشاطه، يتحكم بتكوين بنية الدماغ. وتغير نشاطه يحدد الملامح الخارجية الخاصة وسلوك المصابين بمتلازمة داون.

وكان العلماء على علم بأن مادة epigallocatechin gallate (EGCG)، أحد مكونات الشاي الأخضر، تكبح نشاط الجين DYRK1A. وكشفت دراسات سابقة أن هذه المادة يمكنها تحسين القدرة على التفكير لدى الشباب المصابين بمتلازمة داون. لذلك قررت المجموعة العلمية الدولية التي ترأسها علماء من إسبانيا وبلجيكا، تحديد ما إذا كانت هذه المادة قادرة على إحداث تغيرات في تطور ملامح الوجه عند المصابين بمتلازمة داون.

وأجرى الباحثون الاختبارات الأولى على الفئران المخبرية، حيث أضافوا مستخلص الشاي الأخضر في ماء شرب إناث الفئران الحوامل (السليمة والمصابة بمتلازمة داون)، وراقبوا تطور المظهر الخارجي لصغارها. واكتشفوا، أن إضافة هذه المادة بكميات معتدلة حسّنت ملامح 60% من صغار الفئران المصابين بمتلازمة داون وأصبح من الصعب تمييزهم عن الأصحاء. ولكن عند إضافة جرعات كبيرة أدت إلى تغييرات في ملامح حتى الفئران السليمة.

وبعد ذلك، أجرى الباحثون دراسة استقصائية بمشاركة الناس، حيث صمموا نماذج مجسمة 3D بوجوه 287 طفلا أعمارهم 0-18 عاما، تم فرزهم إلى ثلاث مجموعات. الأولى سليمة، والثانية يعاني أفرادها من متلازمة داون ولكنهم لا يحصلون على مستخلص الشاي الأخضر، والثالثة أفرادها مصابون ويحصلون على مستخلص الشاي الأخضر. وهؤلاء استخدموا هذا المستخلص بأنفسهم، دون وصفة طبية.

وقد ظهر من مقارنة جميع هذه الأوجه، أن ملامح وجوه الأطفال الذين أعمارهم 0-3 أعوام، ولم يحصلوا على مستخلص الشاي الأخضر، تختلف عن الأطفال الأصحاء بنسبة 57%. أما الأطفال الذين حصلوا على المستخلص فنسبة الاختلاف كانت 25%. ويشير الباحثون، إلى أنه لم يلاحظ أي تحسن من تناول مستخلص الشاي الأخضر بين المراهقين، حيث بقيت نسبة الاختلاف 50%.

واستنتج الباحثون من ذلك، أن مستخلص الشاي الأخضر يؤثر فقط في المراحل الأولى للحياة، عندما تنمو جمجمة الطفل ووجهه بنشاط.

ويشير العلماء، إلى أنه على الرغم من إمكانية اعتبار هذه النتائج مشجعة، إلا أنها دراسة أولية. لذلك لا بد من إجراء المزيد من التجارب، للحصول على بيانات أوسع لفهم وتحديد الجرعة اللازمة. كما يجب إجراء اختبارات سريرية بمشاركة عدد كبير من المتطوعين، يتناولون مستخلص الشاي الأخضر تحت إشراف الأطباء.