هل تباطأت عمليات تحرير مأرب اليمنية ؟

هل تباطأت عمليات تحرير مأرب اليمنية ؟
السبت ٠٦ مارس ٢٠٢١ - ٠٤:٣٥ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالم الخبر واعرابه

الخبر : في حين كانت وسائل الاعلام تتناقل يوميا اخبارا عن قيام حركة انصار الله بهجمات صاروخية وبواسطة طائرات مسيرة على السعودية ، نشاهد بان الاخبار التي يتم تناقلها حاليا عن معارك مأرب لم تعد كما كانت خلال الاسابيع الاخيرة .

الاعراب :

-قلة الاخبار المنقولة عن مأرب لا تعني بالضرورة فتور هذه الجبهة ، بل انها تكشف عن حساسية الاشتباكات الجارية في هذه الجبهة المصيرية . السعودية والرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي يعرفان جيدا ان سقوط مأرب يعني نهايتهما في اليمن ، لذلك فانهما من جهة القيا بكل ثقلهما ووجها عدتهما وعتادهما الى هذه المنطقة ، بل ولم يتوانيا عن طلب العون من جماعة "داعش" وتنظيم القاعدة الارهابيين ، كل ذلك من اجل الصمود امام قوات انصار الله الى حين حصول مخرج وانفراج دبلوماسي .

-في المقابل فان انصار الله وانطلاقا من نظرتها الانسانية من جهة والحذر الذي تتحلى به في عملية تحرير مأرب ، تحاول ان تقلل من حجم الاضرار بقدار ما يمكن لكي لا تستلم ارضا محروقة ، لذلك فانها تقوم بادارة الحرب في هذه المنطقة بكل هدوء وبرؤية منطقية .

-في هذا البيان فان كلا من امريكا وغريفيث وبعض الدول الغربية تبذل ما بوسعها لاقناع حركة انصار الله بقبول وقف اطلاق النار والتفاوض . ما تصر عليه هذه الجماعة هو الفصل بين مسالة مأرب ومصير الحرب في اليمن ، هذا في حين ان انصار الله وكما في السابق تشدد على عدم فصل مسالة مارب عن العدوان الذي يشن على اليمن ، وفي نفس الوقت ترى ان الضمان الوحيد للتفاوض ووقف اطلاق النار يتمثل برفع الحصار وفتح الموانيء وبالطبع مطار صنعاء .

-في مثل هذه الظروف فان تصاعد وتيرة الهجمات الصاروخية على السعودية تهدف الى ايصال رسالة للطرف المقابل مفادها "ان مصير مأرب ليس بمنأى عن رفع الحصار والقبول بشروط انصار الله " .

-المؤشرات تشير الى ان السعودية لا خيار امامها سوى الاذعان لشروط انصار الله ، فاما يجب ان ترضخ لهذه الشروط وتجلب الخزي والعار لنفسها امام العالم وان تعترف بكيان جديد وحكومة مستقلة على حدودها ، او كما ترى تواصل حربها العبثية على اليمن ، وحينذاك ستذوق طعم الهزيمة وبالطبع ستجني ذات النتائج بعد طردها من اليمن .

-في الواقع ان اتخاذ القرار في هذه الظروف صعب جدا على نظام سلمانكو . نتيجة الحرب في مأرب وتحريرها من قبل انصار الله ، ليس فقط سيعود بكمّ هائل من الثروات الالهية الطبيعية على الجزء الشمالي من اليمن وانصار الله ، بل وفي ضوء هذا الانجاز سيتم تقويض عملية تحرك وتنقّل السعوديين بسهولة في البحر الاحمر وكذلك مضيق باب المندب . طبعا السعودية لا يخفى عليها ايضا مدى كراهية الجنوبيين لها والذي يتربصونها على مسافة قريبة من باب المندب .