'طلاق' سياسي بالإتفاق بين تيار البرغوثي ومجموعة القدوة

'طلاق' سياسي بالإتفاق بين تيار البرغوثي ومجموعة القدوة
الأحد ٠٧ مارس ٢٠٢١ - ٠٥:٣٧ بتوقيت غرينتش

في السياق الفلسطيني يبدو أن اخفاق الحوار والاتفاق على آليات تعاون محددة وواضحة عشية انتخابات التشريعي بين التيار الفتحاوي الذي يقوده القيادي الاسير مروان البرغوثي والقيادي الفتحاوي النخبوي ناصر القدوة أعاد خلط الاوراق الفتحاوية والانتخابية.

العالم - فلسطين

وساهم في إعادة تمحور التداعيات والنتائج وتنميط بعض انواع واصناف الاتصالات الجديدة خصوصا داخل التيارات المنقسمة والمتصارعة في حركة فتح في الوقت الذي تقدم فيه القائمة التي تطلق على نفسها اسم حركة فتح الشرعية المشهد بعد تناقضات المثيرة التي حصلت بين البرغوثي او على محور البرغوثي –القدوة.

ويبدو ان مجموعة البرغوثي أبلغت ناصر القدوة بصفة رسمية مؤخرا بانها لا تستطيع التحالف علنا معه باي شكل من الاشكال وعلى اساس وجود احتمال تدخلات خارجية من دول عربية وخليجية في الحملة الساعية لتكربس القائمة التي يقودها القدوة خصوصا وان الاخير يعلن وقد اعلن بانه لا يعارض امكانية ضم مرشحين مقربين من تيار القيادي المفصول محمد دحلان في انتخابات التشريعي من حيث المبدأ.

وبالتالي شرطه الوحيد- اي القدوة- هو عدم ضم قيادات رسمية من تبار دحلان لكن التعاون الانتخابي والميداني قائم.

ويعني ذلك ان الاصطفافات اصبحت اكثر وضوحا فالقدوة لا يوجد حسب خبراء حركة فتح امامه خيار الا سيناريو التعاون في الميدان والدوائر الانتخابية مع تيار دحلان بعد حالة”طلاق” سياسية مع تيار البرغوثي.

وبالمقابل انكشف انتخابيا ظهر المجموعة التي تؤيد الاسير مروان البرغوثي فاخفاق الحوارات التحالفية مع مجموعة القدوة قضى وانهى اي امكانية لتاسيس قائمة مرشحين مشتركة بين الجناحينمما يعني وعلى حد تعبير فتحاوي عريق ان جناح البرغوثي سيبحث عن حالة زواج بالمقابل تكتيكية مع قائمة فتح الشرعية بمظلة رئيس السلطة الفلسطينية عباس.

وبالتالي حصل تطور لافت للانظار على تراكم اخفاق التوافق بين البرغوثي والقدوة حيث تقدمت الاتصالات بين البرغوثي من داخل سجنه والقيادات المقربة منه والمحسوبة عليه وبين المجموعة التي يمثلها الوزير حسين الشيخ والذي سبق له ان قابل البرغوثي في السجن.

الاسابيع الثلاثة الماضية شهدت نموا في إتصالات التنسيق بين مجموعة البرغوثي ومجموعة حسين الشيخ فالاتصالات الهاتفية مع البرغوثي شخصيا زاد معدلها وتم تشكيل لجنة تتألف من ٣ اشخاص من مجموعة البرغوثي لاقامة حوارات على اساس امكانية التفاهم لاحقا على مواجهة انتخابات بقائمة موحدة في التشريع مع حسين الشيخ.

ويعني ذلك ان ابتعاد القدوة عن البرغوثي ساهم في تقريب مجموعة الاخير من حسين الشيخ وبالتالي من القائمة التي يدعمها ويعتبرها تمثل الشرعية رئيس السلطة محمود عباس.

والهدوء سيد الموقف الان بين تياري الشيخ والبرغوثي

ومجموعة البرغوثي لم تعد تعلن انها لن تترشح ضمن قائمة بدعمها رئيس السلطة محمود عباس لكن التشاور على بعض التفاصيل وتلك المتعلقة بحجم المقاعد من الترشيحات التي سيوافق عباس على منحها لممثلي جناح البرغوثي حيث يطمح ب١٥ مقعدا على الاقل في عدة مناطق من ١٣٠ مرشحا يفترض ان يخوضوا المعركة تخت لافتة حركة شرعية فتح ودعم الرئيس عباس.

لكن مجموعة البرغوثي في السياق تبدو زاهدة بعدد المقاعد ومعنية اليوم بالتحالف الميداني قدر الامكان ودون دفع كلف سياسية مع قائمة الشرعية الفتحاوية التي يدعمها عباس وامكانية تأسيس مساحات للتفاهم والتشاور هنا زادت مع ابتعاد القدوة عن محور البرغوثي واقترابه ضمن وحدة مصير مع التيار الدحلاني.

اما التكتيك الاساسي بالنسبة لمجموعة البرغوثي فهو التركيز على تأجيل الكلام عن خوض البرغوثي لانتخابات الرئاسة ومنافسة رئيس السلطة عباس في هذه المرحلة والعمل ضمن برنامج مرحلي يبدأ بالتشاور مع حسين الشيخ وغيره من مجموعة عباس على اساس الانتخابات التشريعية على ان ينتقل الحوار حول انتخابات الرئاسة لاحقا عبر القوى التي ستدخل المجلس التشريعي باسم الجناحين وهي خطوة اصبحت صرورة متلازمة لتيار البرغوثي في هذه المرحلة.

وعلى أساس التباين الكامل مع مجموعة دحلان التي يبدو انها تفكر الان بكتلة صلبة في المجلس التشريعي المقبل تشتبك مع التفاصيل بدورها من باب الشرعية وتسعى لدعم قائمة مرشحي ناصر القدوة.

*رأي اليوم