لقاء البابا وآية الله السيستاني..الرسائل والمآلات

لقاء البابا وآية الله السيستاني..الرسائل والمآلات
الإثنين ٠٨ مارس ٢٠٢١ - ٠٧:١٢ بتوقيت غرينتش

حين فتح بيت متواضع وخال من اي شكليات رسمية ابوابه في مدينة النجف الاشرف امام زعيم الكاثوليكيين في العالم ، قبل واكثر من كل شيء صدم البابا لبساطته . استقبله المرجع الديني اية الله السيستاني بابا الفاتيكان وتداول معه الحديث لكي يوجه رسالة للعالم من خلال وسائل الاعلام التي كانت تركز على هذا اللقاء مفادها، ان الاسلام هو دين السلام والحوار والمنطق والمحبة . 

العالم - كشكول

المرجع السيستاني كان يفضل بالا يتم استغلال هذا اللقاء ابدا لا من الناحية السياسية ولا الاعلامية ، ومن هذا المنطلق ارسل سماحته ممثله لاستقبلال بابا الفاتيكان الى المطار بدون اي تكلف ، وفي نفس الوقت لم يحضر اي شخص في المحادثات التي جرت بين الزعيمين الدينيين . اما الصور والفيديوهات التي تم نشرها وبثها وتظهر حضور بعض الشخصيات المسيحية في اللقاء انما تعود لما بعد اللقاء والتي تم التقاطها بناء على طلب من البابا لتكون ذكرى من العالم الاسلامي .

ثلثا وقت اللقاء مضى في تبيين اية الله السيستاني لرؤيته وتوجهاته والثلث المتبقي استغله البابا لطرج وجهات نظره . النقطة المهمة في هذا اللقاء هي تاكيد المرجعية السيستاني على القضية الفلسطينية . تلك القضية التي كان يخشى عليها بان تفقد مكانتها واهميتها نظرا للسباق المحموم الذي تقوم بعض الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني . في الواقع ان الموقف الذي ابداه المرجع السيستاني كان بمثابه ضخ دماء جديدة في عروق القضية الفلسطينية،ولذلك نرى بان تصريحاته لقيت حفاوة وترحيبا وتبجيلا من قبل المسلمين لاسيما من ايران.

لقد انتقد اية الله السيستاني الظلم والاحتلال والحظر والفقر الذي يفرض على العالم ، والتي لا يخفى على احد من يقوم بها، ليؤكد ضرورة عمل الزعماء الدينيين على تسوية جميع اوجه المعاناة هذه في ضوء تاثيرهم على اتباعهم ومخاطبيهم .

في الواقع ان المرجع السيستاني كان قد اثبت عمليا للعالم اجمع اثر اصداره لفتوى الجهاد الكفائي للكفاح ضد تنظيم "داعش" الارهابي، اهمية وضرورة مساهمة زعماء الاديان الالهية في الشؤون الاجتماعية والسياسية، والان حان الدور لبابا الفاتيكان لكي يستثمر مكانته المعنوية لرفع الظلم والفقر والاحتلال و ... ويكشف عن مدى تاثيره على اتباعه ومحاطبيه. ربما سر عدم ترحيب المرجع السيستاني باصدار اي بيان مشترك في ختام هذا اللقاء يعود الى وحدة افعال واقوال سماحته .