مشروع الضم والبكاء على أطلال ترامب 

مشروع الضم والبكاء على أطلال ترامب 
الثلاثاء ٠٩ مارس ٢٠٢١ - ٠٣:٢٧ بتوقيت غرينتش

على الرغم من الإعلان عن وقف تنفيذ مخطط الضم في أعقاب التوقيع على ما أطلق عليه كيان الاحتلال  “اتفاقات إبراهام” أو بمعنى أدق اتفاقيات الخيانة العربية فإن الواقع يشير إلى غير ذلك،

العالم - قضية اليوم

فرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو" أكد أن الضم قد تم تأجيله وليس وقفه ، وما يحدث على أرض الواقع يشير إلى ذلك أو إلى الرغبة في ذلك ، فمحاولات الضم لم تتوقف حيث اتبعت سلطات الاحتلال في الأشهر الأخيرة سياسة الأمر الواقع من خلال فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة واصدار قرارات ببناء الآلاف من المستوطنات ومع ذلك فهذا لا يشفي حقد المستوطنين وطمعهم في اغتصاب المزيد من الأرض الفلسطينية فهم لازالوا يضغطون للإسراع في تنفيذ الضم بشكل رسمي وليس بشكل غير مباشر كما يحدث الآن ، وربما هذه الضغوط دفعت وزير الاستيطان الإسرائيلي تساحي هنغبي للقول أن "إسرائيل" ستفرض سيادتها على مستوطنات الضفة الغربية ولكنه لم يكشف عن جدول زمني لهذه الخطوة وخلال قراءة سريعة للتصريح فهو قد يُنظر له من زاويتين ، الأولى : أنه يأتي في ذات الاطار النظري للدعاية الانتخابية وتخفيف الضغوط على بنيامين نتنياهو وبيع الأوهام للمستوطنين ، والثانية أنه لرمي العصا أمام الراعي في إشارة للإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن والتي يدرك الاسرائيليون أنها لن تتحمس لفكرة الضم كما كان ترامب ، ولذلك فهم بهذه التصريحات يريدون التأكيد أمام بايدن أن الضم مطلب هام لن يتنازلوا عنه مع علمهم أنه لن يقدم ذات الدعم الذي قدمه ترامب لفكرة الضم لاسيما بعد معارضة الديمقراطيين لمخطط الضم بشكل صريح، عندما قام أغلبية من الديمقراطيين في كل من مجلسي النواب والشيوخ، بمن فيهم جو “بايدن”، بمعارضة الضم .. وعلى الرغم من هذا الموقف الأمريكي إلا أن تاريخ العلاقات الأمريكية الاسرائيلة لا تدفع الفلسطينيين للتفاؤل لذلك يرى الفلسطينيون ضرورة أخذ التصريحات الأخيرة للوزير الاسرائيلي على محمل الجد، وعدم الرهان الفاشل على الرباعية الدولية، والوعود الأميركية .. وطالما أن هناك مقاومة فلسطينية وشعب مستيقظ ويدرك حجم المؤامرات من حوله سيبقى أي مشروع استعماري مجرد أوهام حتى وإن بدا أنه يتم تطبيقه على الأرض فالتاريخ يشهد أن سياسة الأمر الواقع لم تجدي نفعاً مع الفلسطينيين ، وإرادتهم قادرة على تغيير المعادلة وقلب الطاولة على رأس قادة الاحتلال ، والعالم كله يدرك ذلك ويدرك أن للفلسطينيين مناصرين وداعمين وقادة رحلوا ولازال دعمهم باقٍ لفلسطين وشعبها ولعل الزيارة الأخيرة من البابا فرانسيس بابا الفاتيكان للعراق وكلمات المرجع الديني السيد علي السيستاني لهو تأكيد على نصرة فلسطين وبقاء قدسها في قلب كل المسلمين بمختلف الطوائف والمذاهب بل إن الكلمات التي وثقتها الأجواء الفلسطينية للبابا فرانسيس حينما حلقت به طائرة الفاتيكان وهو في طريقه للعراق لهي دليل على أن القاصي والداني ، المسلم والمسيحي ، الكل يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية ويعرف أن خلفها شعب لا يرضى بأن تقبل أراضيها القسمة إلا على نفسها فقط .

إسراء البحيصي