فرن شمسي يلبي حاجيات سكان الأرياف من الطاقة

فرن شمسي يلبي حاجيات سكان الأرياف من الطاقة
الثلاثاء ٠٩ مارس ٢٠٢١ - ٠٢:١٧ بتوقيت غرينتش

بعد سنوات من العمل المتواصل تمكّن فريق بحث مكون من باحثين بجامعة محمد الأول بمدينة وجدة شرق المغرب، من ابتكار فرن شمسي يمكّن للسكان استعماله في مجالات متعددة كالتدفئة والإنارة، وكذا بقية الآلات الكهربائية ذات القوة الكهربائية المتوسطة.

العالم - علوم وتكنولوجيا

ومكّن هذا الابتكار فريق البحث من الحصول على براءة اختراع من جامعة "مونس" ببلجيكا (Université de Mons, Belgique)، وبراءة اختراع من طرف المكتب الوطني للملكية الصناعية والتجارية بالمغرب تحت الرقم (1B41222AM)، كما صنف أيضا من بين أحسن الأنظمة في المؤتمر العالمي "كوب 22" المنعقد في مراكش 2016.

يقول البروفيسور خليل قاسمي المشرف على المشروع "يوفر الاختراع المقترح طباخا شمسيا (موقدا وفرنا) عالي الأداء يمكن استخدامه داخل المنازل وخارجها باستخدام الطاقة الكهروضوئية المتجددة"، من خلال الألواح الشمسية الكهروضوئية يمكن توليد حرارة بدرجة قابلة للتعديل.

وحسب دراسة التي نشرت في المجلة العلمية "جورنال أوف إنرجي ستوراج" (Journal of Energy Storage)، فإن هذا الابتكار يقدم حلا لمشكلة لجوء الناس إلى استعمال الحطب على نحو كبير وخاصة بمدينة تافوغالت بالجهة الشرقية للمغرب، وهو ما يؤثر سلبا على البيئة، حيث خلص فريق البحث إلى أن 60% من سكان البوادي بالمنطقة يستعملون الحطب، مما يشكل خطرا على البيئة.

يقول خليل قاسمي "يمكن للمستخدم تزويد منزله بالكهرباء خلال النهار (الإضاءة، الثلاجة) والطهي باستخدام هذا النظام، كما يمكن للمستخدم تخزين الطاقة في بطاريات (2 × 200 أمبير ساعة) للطهي في المساء وعندما لا يكون هناك ضوء الشمس".

ويضيف "الخلاصة أن الابتكار الذي توصلنا إليه عبارة عن فرن شمسي ذكي ومتطور يسمح بالاشتغال والتحكم عن بعد، وذلك بفضل لوحات ودوائر إلكترونية متطورة تم إدماجها في الفرن لتمكين المستعمل من التمتع بهذه المميزات".

ويوضح قاسمي أن هذا "الاختراع يهم جميع المواطنين في مطابخ المنازل والمطاعم والمقاهي باستخدام الألواح الشمسية (الكهروضوئية)، ويُمكننا من التسخين والطهي خلال الأيام المشمسة وحتى في المساء عن طريق تخزين الطاقة في البطاريات الشمسية، والآن لدينا إمكانية الطهي باستخدام الطاقة الشمسية مجانًا دون استخدام الغاز والخشب من الغابات".

وأظهرت الدراسة أن كل النتائج التي تم الحصول عليها، تظهر جدوى هذا الاختراع بأنه من خلال الألواح الشمسية (الكهروضوئية) يمكننا توليد حرارة بدرجة قابلة للتعديل وفقا لعدد الألواح الشمسية.

وسوف يتم تسليم النموذج الأولي لـ20 أسرة في القرى، وهم ممن يستغلون غابات المنطقة الشرقية بمدينة وجدة، والهدف من ذلك هو اعتماد طريقة الطهي الإيكولوجية الجديدة لحماية الغابات وبالتالي البيئة من خلال توظيف تطبيقات الطاقة المتجددة.

ويهدف فريق البحث إلى التعاون مع القطاعات الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة الشرقية من المغرب والشركاء الأجانب، من أجل تطوير وتعزيز أفران فعالة موثوقة ومنخفضة التكلفة تعمل بالطاقة الشمسية وقابلة للتكيف مع احتياجات السكان سواء في العالم القروي أو الحضري.

ويختم قاسمي حديثه بأن الهدف من هذا الابتكار هو إيجاد حل ضد اجتثات الغابات في المغرب، وحل جميع مشاكل الطهي في المناطق الريفية والحد من الآثار السلبية التي يخلفها استعمال الحطب سواء تلك المرتبطة بتلويث البيئة واجتثاث الغابات أو تلك المرتبطة بالتأثير المباشر على صحة الإنسان.