حينما تتصيد الاحزاب اللبنانية بالماء العكر.. هل يستجيب لها الشارع؟

حينما تتصيد الاحزاب اللبنانية بالماء العكر.. هل يستجيب لها الشارع؟
الأربعاء ١٠ مارس ٢٠٢١ - ٠٩:٠٥ بتوقيت غرينتش

يبدو المشهد اللبناني في ظل حركة الشارع واختلاط العناوين المعيشية السياسية، والاعلان عن يوم للغضب تلو الاخر الى ان ذهبت الامور المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية والنواب، فإلى أين يذهب لبنان؟

العالم- ما رأيكم

يرى مراقبون سياسيون انه كانت هناك حركة شعبية عفوية من اناس غاضبين على الوضع المعيشي في لبنان والفساد الذي ينخر بالمؤسسات، غير ان الاحزاب السياسية ركبت موجة هذا الحراك الشعبي منذ بداية انطلاقه.

ولفتوا الى ان الذي حصل هو ان ما يسمى بشعار "يوم الغضب" انما هو تحريك سياسي بدليل ان الشعارات التي رفعت خصوصا ان الاحتجاجات التي جرت في مناطق خاصة جغرافية معروفة بانه كان يتم تحريك فيها الشارع اللبناني كحزب الكتائب وتيار المستقبل والقوات اللبنانية وفي مناطق اخرى بعض المستقلين الذين انضووا تحت البطرياك اضافة الى قوى يسارية.

واعتبروا، العنوان الاساسي لحراك الشارع بأنه قد اصبح سياسيا وطغى على المطلب المعيشي بسبب الغلاء والجوع وارتفاع سعر الدولار، ولكن بات منظموا الحراك يسألون أين الناس لماذا لم يلتفوا حولهم، واكدوا، ان المحرضين على الحراك يجب عليهم ان يسألوا انفسهم اولاً بانهم خرجوا لدفع الشعب الى التظاهر الذي يجب ان يكون له برنامج وقيادة.

واوضحوا، المحرضين على حراك الشارع قد احبطوا وملّوا وانكشفوا للعالم بان هناك حركة سياسية لعبت على الحراك الشعبي وباتت تجييش له.

كما اعتبروا، بان ما تم رفعه من شعارات في الحراك الاخير تطالب باستقالة رئيس الجمهورية والنواب، لا يخدم المطالب الشعبية التي بدأت في اول الحراك الذي خرج للمطالبة باصلاح الوضع المعيشي، ودعوا بانه يجب الانتباه الى ان المطالب بهذا الشعار من وراءه؟ وماذا يريد؟ وكشفوا ان المطالب اصبحت سياسية بحتة ويجب التركيز على المطالب الاساسية والاولية التي خرج من اجلها الشارع.

في السياق ذاته، اكد مسؤولون في التيار الوطني الحر، ان الناس في لبنان غاضبون ويتألمون من الوضع المعيشي لكنهم لم ينزلوا الى الشارع مؤخراً لانهم احسوا بأنهم قد وقعوا في الفخ في المرة الاولى ولايريدون ان يقعوا مرة ثانية.

وشددوا على ان هناك وعياً عن المواطنين اللبنانيين بان الاحزاب السياسية لم تعد قادرة على ان تأخذ المواطنين الغاضبين دروعاً بشرية، واوضحوا ان الاحزاب السياسية لم تعد قادرة على التستر تحت غطاء الشعب وايضاً غير قادرة على اقناع الشعب بانها تنزل الى الشارع من اجلهم من اجل تحقيق مطالبهم.

ولفتوا الى ان عناوين حراك الشارع هذه المرة تختلف تماماً منذ بداية الحراك الشعبي في 17 تشرين الثاني/ اكتوبر عام 2019، بعدها ركبت الاحزاب والسياسيون الموجة، واكدوا ان ما يجري اليوم هناك فقط احزابا وليس حركة شعبية تعبر عن حقيقة عن غضبه عن الملفات المعيشية.

ورأوا ان الشعب لن ينجر الى ما اعتبروه بمحاولة انقلاب على رئيس الجمهورية والنواب ومحاولات الاصلاح والتدقيق الجنائي، وان ما يجري مؤخراً هو احياء للطبقة السياسية الفاسدة التي استمرت منذ التسعين وحتى اليوم.

واضافوا ان الشعب يرفض هذا ويريد ان يثور على الطبقة التي اوصلتهم الى هذه الحالة وبالتالي لا يجمع مع حراك الشارع مع هذه الطبقة السياسية ذاتها، ولعل الارقام تكشف حسب المعلومات الامنية بان عدد الذين نزلوا الى كل شوارع لبنان لا يتعدى 380 شخص في كل نقاط قطع الطرقات والتجمعات اللبنانية، معتبرين ان عدد 380 ليست حركة شعبية ولا احتجاجية انما مجموعة مرتزقة يدفعون لهم المال لقطع الطرقات ولم ينجحوا بجذب الناس اليهم.

ما رأيكم..

  • من يقف خلف الاصوات المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية والنواب كحل للازمة؟
  • ماذا يعني وصف البعض لما يحصل بالحركة المشبوهة وتأخذ البلاد للفوضى؟
  • هل هناك حقاً مجموعة مرتزقة يدفع لها المال لقطع الطرقات، ولكنها لم تنجح بجذب الناس؟