خفايا الغاء زيارة نتنياهو لأبو ظبي؟

الجمعة ١٢ مارس ٢٠٢١ - ٠٥:٣٨ بتوقيت غرينتش

اكد ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان احسان عطايا، ان الامارات وبعض الدول العربية التي وقعت مؤخراً اتفاقية التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، قد سارت ضمن ارادة الادارة الامريكية السابقة.

وقال عطايا في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان سير الدول المطبعة مع الارادة الامريكية كلها تصب في خدمة المشروع الصهيوني ومشروع نتنياهو في الانتخابات والمشروع الامريكي في المنطقة في محاولة للهيمنة عليها واستكمالاً لمشاريع الاستيلاء على مقدرات هذه الامة من خلال زرع قواعد جديدة متقدمة، ولاسيما ان التوجه والتحريض القائم في الدول المطبعة الذين يخدمون المشروع الامريكي، باعتبار ايران هي العدو وليس كيان الاحتلال الصهيوني.

واوضح عطايا، ان هدف المشروع الامريكي الصهيوني هو بناء تحالف امني باستخدام امكانيات الامارات والسعودية والتي سارت في هذا المشروع لمواجهة الجمهورية الاسلامية في ايران، ومحاولة لضرب الجيران فيما بينهم واستنزاف طاقات الدول العربية كي تكون سوقاً لاسلحتهم الحديثة والتي لا يحسن استخدامها اساسا هؤلاء العرب بل ينبغي ان تأتي قيادات وضباط ومسؤولين ومدربين امريكيين وصهاينة.

واضاف عطايا، ان هناك مسارا اخرا يجري للترويج عن بالتطبيع مع الشعوب وكيّ وعيهم، واعتبر السبب وراء ذلك نتيجة لفشلهم في تجربة كامب ديفيد ووادي عربة، بعدما رأوا ان الشعوب لم تطبع مع الكيان الصهيوني آنذاك، ولذلك فانهم يعولون على التجربة الخليجية للتطبيع الجديد يراد منه خلاله التطبيع مع الشعوب.

واشار عطايا الى انه عندما يرفع طفل عربي اماراتي علم العدو الصهيوني فيه رسالة الى عمق الوعي العربي، وبالتالي بث روح العداء للجمهورية الاسلامية في ايران وبث روح الجيرة والصداقة مع الكيان الصهيوني ليصبح مستقبلاً هو القائد لكل منطقة الشرق الاوسط كما كان مرسوماً له منذ انشاء هذا الكيان وليس احتلال فلسطين فقط.

واكد عطايا ان الامريكان والصهاينة عندما فشلوا على مستوى لبنان وغزة ذهبوا الى خيارات اخرى للتقدم على المستوى السياسي والتطبيع الاعلامي والثقافي والفني والرياضي، مشيراً الى ان كل هذه المسارات المتنوعة للتطبيع يعمل عليها الصهاينة بالتعامل مع زعامات الدول العربية التي كانت تنطق باسم فلسطين وتدعي انها تدعم فلسطين، معتبراً ان التطبيع سيكون نكالاً ووبالاً على بلادها وقد انكشفت عورتها وازيلت الاقنعة عن وجوهها واصبحت بشكل واضح مع حلف الاعداء وليسوا مع فلسطين.

من جانبه، اكد المتابع للشأن الاسرائيلي حسن حجازي ان هناك قراراً صهيونياً بان الدول المطبعة باتت تمارس دوراً في الانتخابات الداخلية للكنيست.

وقال حجازي: ان هناك قنوات صهيونية كشفت عن ذلك وكذلك بعض وسائل الاعلام التي نقلت عن مسؤولين خليجيين وسعوديين تحديداً انهم يرغبون بان يبقى بنيامين نتنياهو، حتى انه لديهم قلق في حال مغاردته منصب رئاسة الوزراء في كيان العدو نظراً للدور الذي يلعبه على مستوى ما يسمونهم مواجهة التحدي الايراني، وانه يؤدي دوراً اساسياً في داخل الادارة الامريكية وعلى مستوى العلاقات مع هذه الدول لتشكيل حلف واضح يمثل نوع من التصدي لهذا الدور على مستوى المنطقة، ويمثل قوة مؤثرة في داخل اروقة القرار في البيت الابيض من اجل التصويت دائماً على ما يسمى بالخطر الايراني ومنع اي انفتاح دولي بهذا الاتجاه نحو ايران او عودة الادارة الامريكية الى الاتفاق النووي الايراني.

واوضح حجازي، ان هناك تلاقيا ومصالح بين الدول المطبعة وبين نتنياهو التي تريد ان تقدم له الهدايا في هذا التوقيت الحساس قبيل انتخابات الكنيست من اجل اعادة انتخابه مرة اخرى، لافتاً الى ان هذا ما كان سيحصل عليه نتنياهو فيما لو تمت زيارته ابوظبي ولقائه بمحمد بن زايد والحديث ايضاً عن اللقاء بولي العهد السعودي محمد بن سلمان والتي تصب في خانة مصلحة نتنياهو الانتخابية.

وبين حجازي، الا ان هذه المسألة باتت تثير الكثير من الاسئلة لدى الصهاينة الذين يريدون التخلص من نتنياهو لما تركه من عبء كبير على السياسة العامة لكيان الاحتلال الاسرائيلي.

بدوره، رأى الكاتب السياسي من عمان موفق محادين، ان السبب الرئيسي لالغاء بنيامين نتنياهو زيارته للامارات يكمن في ان الادارة الامريكية الجديدة تبحث عن رئيس جديد لحكومة العدو غير نتنياهو الذي يمثل السياسة الصهيونية التوسعية العدوانية السياسية بلا اقنعة.

وقال محادين: ان امريكا تحضر الاجواء ربما لانتخاب منافسه بيني غانتس او غيره يكون قادراً على التضليل والنفاق والمراوغة وبعث الحياة مجدداً في اوهام التسوية، ولفت الى ان الامريكان يهيأوا العرب ايضاً لادارة جديدة في الكيان الصهيوني تضحك عليهم لمدة سنتين او اكثر، ولذلك يعتقدون ان محاولة منع نتنياهو من زيارة الامارات يمكن ان يوضع في سياق مناخات وضغوطات لاتسمح له استثمار زياراته في الانتخابات القادمة للعدو الصهيوني.

واکد محادين ان هناك محاولة من قبل الادارة الامريكية الجديدة لخلق طبعة جديدة لشرق اوسط كبير يربط بين النفط وبين العدو الصهيوني مع استنزاف المقاومة في سوريا ولبنان والعراق، خصوصا بعد فشل المؤامرة الامريكية على سوريا وصمود المقاومة.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/5483858