هل اقترب شهر عسل الاتراك مع الوهابيين والمعادين للاخوان والصهاينة ؟

هل اقترب شهر عسل الاتراك مع الوهابيين والمعادين للاخوان والصهاينة ؟
السبت ١٣ مارس ٢٠٢١ - ٠٦:٤٧ بتوقيت غرينتش

تركيا ولفترة ليست ببعيدة كانت تتشدق بحملها للواء العالم الاسلامي في الدفاع عن القضية الفلسطينية وتقدم نفسها على انها قبلة آمال الفكر الاخواني وفي نفس الوقت تعتبر النظام السعودي الوهابي بانه الدّ اعدائها، ولكن يبدو انها وخلال الاونة الاخيرة بدأت تبتعد تدريجيا عن هذه الشعارات التي كانت ترفعها سابقا .

العالم كشكول

الاعلان عن رغبة تركيا باقامة علاقات مع مصر التي تعد العدو الاول للاخوان المسلمين ، وتناغمها مع السياسات السعودية لاسيما بشأن ازمة اليمن وبالتالي تاكيد المسؤولين الاتراك على ضرورة الاستفادة من العلاقات والتقارب مع الكيان الصهيوني باتت من الامور التي تلفت الانظار بشكل صارخ خلال هذه الايام .

اماطة اللثام عن السياسات التركية الجديدة بشأن المنطقة وفيما يخص القضايا آنفة الذكر ، حدت بالبعض الى الاعتقاد بان دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن الاخوان وبالطبع العداء مع مصر والسعودية و"اسرائيل" كانت مجرد غطاء استغلته تركيا لتحقيق مآربها وضمان مصالحها .

المراقبون الذين اعتمدوا هذا التحليل يعتقدون بان هناك تحديات جادة تعترض العلاقات التركية مع كل من مصر والسعودية و"اسرائيل" وان هناك تساؤلات عدة تثار في هذا المجال منها ، لو افترضنا جدلا بان تركيا عززت دورها في ازمة اليمن ، هل ستسكت الامارات حيال هذا الامر؟ وهل سترضى السعودية بتواجد الاتراك على الاراضي اليمنية وفي فنائها الخلفي ؟ وهل هذا التناغم والتقارب سيأخذ ابعادا اوسع من بيع الطائرات المسيرة وتقديم المساعدات العسكرية الى السعودية؟ ام ان مدة هذا التقارب ستقتصر على تسوية هواجس السعودية في مأرب وانقاذها من مستنقع اليمن فقط ؟.

المحللون والمراقبون يرون بان الجمع بين الفكر والتوجه الاخواني مع التوجه المعادي لهذا الفكر والذي يعتمده النظام المصري امر مستحيل ، ولذلك فان هذا التقارب سيكون مرحليا ويختص بايام وحدة وعزلة تركيا على عهد بايدن ، وبالتالي فان التعامل بين تركيا ومصر سيقتصر على الساحة الليبية فقط . طبعا هؤلاء المحللون ولاجل تفسير السلوك الغريب لتعاطي انقرة مع الكيان الصهيوني يفضلون تقديم هذا الامر على انه نابع من الروح البراغماتية لاردوغان .

بعيدا عن التحليلات ووجهات النظر السابقة ، ما يتسم بالاهمية حاليا هو ان المنطقة مقبلة على تغييرات ميدانية في ضوء الحقائق الميدانية الجديدة ، وبالطبع يمكن القول باننا سنشهد في المستقبل القريب اصطفافات جديدة بين ثلاثة توجهات هي محور المقاومة ، الائتلاف الاخواني القطري التركي وبالتالي المحور العبري العربي مع الاخذ بنظر الاعتبار ان التقارب مع الكيان الصهيوني سيكون احد عناصره الاساسية . في ضوء هذه الظروف يبدو انه حان الوقت لنشهد تغييرات على صعيد الشعارات والتكتيكات وكذلك الاستراتيجيات التي يعتمدها بعض اللاعبين الاقليميين .