شاهد ذكرى الهجوم الكيميائي على مدينة حلبجة.. من زوّد صدام به؟

الثلاثاء ١٦ مارس ٢٠٢١ - ٠٧:٢٨ بتوقيت غرينتش

مجزرة يندى لها الجبين وتقشعر منها الابدان وتدمع بسببها العيون. مجزرة مضى عليها ثلاثة وثلاثين عاما ارتكبها النظام الصدامي البائد في شمال العراق.

العالم- خاص بالعالم

ابادة تعتبر من ابشع الابادات الجماعية في التاريخ المعاصر حيث قتل خمسة آلاف انسان من اهالي مدينة حلبجة الكردية في هجوم كيميائي استمر خمس ساعات بواسطة الطيران الذي قصف رجالاً ونساء وأطفالاً بمزيج من غاز الخردل وغاز الأعصاب توبان وغاز السارين.

وبعد كل هذه السنوات لا تزال معاناة الناجين تذكّرهم كلّ يوم بالمأساة، وهم ينتظرون من دون جدوى، تحقيق العدالة.

بين هؤلاء هاوكار صابر الذي يعجز عن التنفس بدون جهاز أكسجين. كان صابر في الثالثة من العمر عندما أصيب بالقصف الكيميائي وفقد ثلاثةً من أفراد عائلته في السادس عشر آذار/مارس الف وتسعمئة وثمانية وثمانين.

وينتظر هاوكار بفارغ الصبر تحسن الوضع الوبائي الذي سببه فيروس كورونا ليتمكن من السفر إلى ايران لغرض التداوي.

ويعد هاوكار واحدا من بين اربعمئة وستة وثمانين مصاباً يعيشون في وضع صحي صعب يعانون من تداعيات المأساة على ما يقول لقمان عبد القادر رئيس جمعية القصف الكيمياوي لحلبجة الواقعة على بعد 250 كيلومترا شمال بغداد.

واوضح عبدالقادر: "قبل انتشار فيروس كورونا كان بعض الناجين يرسلون إلى إيران للعلاج. بشكل عام صعوبة وضع الناجين هو بسبب عدم وضع برامج صحية لإنقاذ المصابين من قبل حكومة كردستان والحكومة العراقية، عبر إرسال من حالتهم سيئة إلى دول أوروبية لتلقي العلاج. الناجون يعانون من ضيق التنفس وضعف في النظر".

وكانت سويبه محمد البالغة من العمر ستين عاماً إحدى الشاهدات في المحكمة الجنائية العليا ضد علي حسن المجيد الملقب بـ"علي كيمياوي" والذي كان له اليد الطولى في ارتكاب الجريمة ضد سكان حلبجة.

أعدم الرجل بعد أربع سنوات من محاكمته على خلفية جرائم عديدة من ضمنها مجزرة حلبجة، لكن ذلك لم يغير حياة سويبه التي فقدت خمسة من أولادها في القصف، وكذلك نظرها.

وقالت سويبه: "وعدني المسؤولون منذ سنين أن أتلقى العلاج في الخارج، لكي أفتح عيوني في آخر أيام عمري وألقي نظرة على أولادي الباقين، لكن لم يفوا بوعودهم".

هذا ولازالت الحياة مستمرة في المدينة المنكوبة حيث يسعى سكانها إلى تحقيق العدالة من خلال ملاحقة الأشخاص الذين دعموا صدام حسين لارتكاب المجزرة برفع دعاوى قضائية في محكمة محلية ضد شركات أوروبية ومسؤولين غربيين، ساعدوا نظام حزب البعث السابق وزودوه بالاسلحة الكيميائية.