ماذا لو تحالف دحلان مع القدوه في مواجهة اللجنة المركزية

ماذا لو تحالف دحلان مع القدوه في مواجهة اللجنة المركزية
الأربعاء ١٧ مارس ٢٠٢١ - ٠٤:٠٦ بتوقيت غرينتش

الجمر الذي يتقد تحت الرماد في حركة فتح اصبح الان فوق السطح والصراع لم يعد خفيا والكل بات يعمل بشكل علني في مواجهة الاخر ،

العالم - قضية اليوم

اللجنة المركزية لحركة فتح بقيادة محمود عباس عليها اليوم مواجهة خصمين من داخلها وهما محمد دحلان الذي اطلق على تياره التيار الاصلاحي وناصر القدوة الذي اطلق على تياره التيار الديمقراطي والاصلاحيين والديمقراطيين سيحاولون خلال الاسابيع المقبلة ان يثبتوا انهم النقيض لقيادة حركة فتح وانهم يملكون برنامجا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا متقدما قادر على ان يكون البديل للبرنامج الذي ستطرحه مركزية فتح ، لكن ماذا لدى تيار دحلان وماذا لدى تيار القدوة ، اما دحلان فواضح تماما انه يعتمد على ارث خمسة عشر عاما تركته حركة فتح في قطاع غزة بعد الانقسام ، فالرجل على مدار عقد من الزمان طرح نفسه المنقذ لحركة فتح في القطاع، ومما لاشك فيه ان تيار دحلان يملك تاييدا كبيرا في قطاع غزة ولذلك اختار قادة التيار الانطلاق من غزة مع بداية المعركة الانتخابية ، كذلك فان دحلان سيحاول ان يصل الى اصوات ابناء حركة فتح في الضفة الغربية من خلال بعض الشخصيات الفتحاوية التي على خلاف مع قيادة فتح برئاسة عباس وهؤلاء سيصوتون لصالح تيار دحلان ليس حبا في الرجل ولكن نكاية في في عباس ومن حوله ، دحلان استطاع على مدار عشرة اعوام ان يجذب اليه بعض قيادات فتح في الضفة لكن هؤلاء ليسوا مؤثرين للدرجة التي يستطيعون ان يواجهوا مركزية حركة فتح .

اما ناصر القدوه فما طرحه يختلف عن محمد دحلان فالرجل لم ينطلق في صراعه مع عباس من الصراع الشخصي الذي انطلق منه دحلان وانما انطلق من خلاف على نظام سياسي وصفه بالفاسد والمختل ولذلك طرح الرجل في لقاءاته سواء مع الصحفيين او مع من انضموا الي تياره بانه يسعى الى اعادة صياغة النظام السياسي الفلسطيني من جديد متهما رئاسة السلطة الفلسطينية بالاستفراد بالقرار واضاعة الحقوق الفلسطينية نتيجة اتباع نهج سياسي خاطىء ادى الى خسارات على الساحة السياسية الداخلية و في المعترك الدولي ، القدوة كما يقول من حوله لن يعتمد على اصوات ابناء حركة فتح الغاضبين على قيادتها الحالية وانما على اصوات الفلسطينيين الذين لم يجدوا في الفصائل الفلسطينية ضالتهم المنشودة خاصة فيما يتعلق بالصراع مع الاحتلال او في الواقع الاقتصادي المتردي وعليه فالرجل قد يكون مقنعا بوصفه دبلوماسي مخضرم وصاحب تاريخ سياسي طويل ، لذلك عمد القدوة بعكس دحلان الى جذب مستقلين واعلاميين واقتصاديين حوله ولم يقتصر على ابناء حركة فتح ، البعض يحاول ان يروج للقدوة كبديل لمحمود عباس في المرحلة المقبلة لكن ذلك يعتمد على قدرته في حسم معركة الصناديق نحو المجلس التشريعي المقبل .

اللجنة المركزية لحركة فتح طريقها نحو المجلس التشريعي الفلسطيني ليست مفروشة بالورود وعليها الان ان تبدا بالعمل على تغيير سياستها وان تجمع ما تبقى من شتات فتح عبر استبعاد الوجوه غير المقبوله للشارع الفلسطيني وارضاء القطاعات المهمشة في الحركة وجذب قيادات تاريخية مؤثرة من جديد اليها وهذه القيادات اما ابتعدت عن الساحة السياسية اختياريا او تم اقصاءها ، انتصار تيار اللجنة المركزية لحركة فتح لن يكون سهلا وفي حال لم تستطع قائمة اللجنة المركزية ان تواجه دحلان والقدوه وان تتفوق عليهما فهذا يعني انها لا تملك السيطرة على قاعدة حركة فتح وساعتها سيكون عليها ان تغادر مقاعد القيادة وان تترك الدفة لمن اختارهم الشارع الفلسطيني ، لكن ماذا لو اعلن تياري دحلان والقدوه في اللحظات الاخيرة التحالف ماذا سيكون موقف قيادة حركة فتح ؟

فارس الصرفندي