الى جان ايف لودريان.. سبب المأزق النووي انت وامثالك

الى جان ايف لودريان.. سبب المأزق النووي انت وامثالك
الأربعاء ١٧ مارس ٢٠٢١ - ٠٧:٢٦ بتوقيت غرينتش

في محاولة اسقاطية واضحة وفاضحة حاول وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، تحميل ايران مسؤولية وصول الاتفاق النووي الى ما وصل اليه الان، وذلك في الكلمة التي القاها يوم امس الثلاثاء امام مجلس الشيوخ الفرنسي، عندما قال: أن الجهود الرامية لإحياء المحادثات النووية الإيرانية تواجه صعوبات بسبب مشكلات تكتيكية والوضع الداخلي في إيران قبيل الانتخابات الرئاسية هناك في يونيو حزيران.

العالم – كشكول

أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني، رد على لو دريان في تغريدة على تويتر، بالقول: "إذا لم يتم اتخاذ إجراء فعال لرفع الحظر الجائر ، فلن يحدث شيء.. المأزق الحالي ليس تكتيكيا وداخليا، لكنه مرتبط باستراتيجية الغرب المخادعة".

رد شمخاني على لو دريان، لم يكن من باب الجدل السياسي، او من باب القاء المسؤولية على عاتق الاخرين، كما تفعل اوروبا وخاصة فرنسا وشخص لو دريان، بل من باب وضع النقاط على الحروف، فالاتفاق النووي لم يكن حدثا وقع قبل عقود طويلة ليكون بإمكان لو دريان وامثاله ، تزوير الحقائق، كما زورا كل حقائق التاريخ، حتى استعمارهم لشعوب العالم واستعبادها وسرقة ثرواتها.

لم يكن دور الاعضاء الاوروبيين في الاتفاق النووي، فرنسا وبريطانيا والمانيا، بأفضل من الدور الامريكي المخرب، بل كان مكملا له، ولولا الدور الاوروبي المتواطىء مع الدور الامريكي، لما كان الرئيس الامريكي دونالد ترامب ان يفرض كل هذا الحظر الظالم على الشعب الايراني، وما كان بامكان الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن ان يواصل سياسة ترامب، عتمادا على الدور الاوروبي الداعم والمؤيد للسياسة الامريكية ازاء ايران وخاصة سياسة الحظر الارهابية، التي شاركت فيها اوروبا وبشكل فاعل.

فرنسا التي يُحّمل وزير خارجيتها ايران مسؤولية المأزق النووي، تُعتبر بلاده من اكثر الدول الاوروبية التي حاولت ووبشتى الوسائل وضع العراقيل امام المفاوضات النووية عام 2015 من اجل سلب اي حق لايران في الحصول على التقنية النووية، وكانت من اوائل الدول الاوروبية التي انسحبت شركاتها من ايران بعد فرض ترامب الحظر على ايران، وكانت من اكثر الدول الاوروبية تعصبا لتوسيع الاتفاق النووي ليشمل البرنامج الصاروخي الايراني والدور الاقليمي لايران، ورفضت حتى عودة بايدن الى الاتفاق الحالي دون توسيعه.

فرنسا واوروبا لم تقفا موقف المتفرج من خروج ترامب من الاتفاق النووي فحسب ، بل شاركت في ممارسة الضغوط على ايران، كما فعلت امريكا، وحاولت وبنفاق صارخ، ان تظهر بمظهر المدافع عن الاتفاق النووي، في عهد ادارة ترامب، الا ان هذا الانفاق اصبح اكثر وضوحا في عهد بايدن، حث باتت اوروبا وفي مقدمتها فرنسا، تضع شروطا للعودة الى الاتفاق النووي، اكثر مما تضع امريكا.

ايران لديها تجربة مرة مع اوروبا، منذ انتصار ثورتها الاسلامية، والحرب التي فرضها الطاغية صدام على الجمهورية الاسلامية، الذي قام وبدعم اوروبي امريكي ، باستخدام السلح الكيمياوي ضد مدن وأحياء سكنية في ايران، وأهم تلك الهجمات الكيمياوية، هي التي شنها على سردشت وآبادان وخرمشهر، وأيضا ارتكابه مجزرة أهالي حلبجة في العراق، التي تمر هذه الايام ذكراها السنوية، حيث استشهد اكثر من 5000 انسان خلال ساعات، واصيب عشرات الالاف، بالاسلحة الكيمياوية التي زودته بها فرنسا والمانيا وبريطانيا وامريكا، والتي تقف اليوم في نفس الجبهة المعادية للشعب الايراني، في محاولة منهم لحرمانه من حقوقه المشروعة.