تمهيداً للتطبيع الرسمي..

رغم عيوبها.. وفد عسكري صهيوني للرياض لنصب القبة الحديدية

رغم عيوبها.. وفد عسكري صهيوني للرياض لنصب القبة الحديدية
الجمعة ١٩ مارس ٢٠٢١ - ٠٨:١١ بتوقيت غرينتش

يزور وفد عسكري صهيوني هذه الأيام، العاصمة السعودية الرياض، لتعزيز التحالف العسكري ونصب القبة الحديدية وتوطيد العلاقات تمهيدا للتطبيع الرسمي.

العالم- السعودية

وبحسب صحيفة الأخبار اللبنانية، فإن وفد عسكري صهيوني يزور الرياض لنصب القبة الحديدية الإسرائيلية في أنحاء المملكة؛ بذريعة مواجهة صواريخ القوات اليمنية المشتركة.

وقالت الصحيفة اللبنانية إنه على ما يبدو أن ما بشر به مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، جاريد كوشنر. ومِن بعده بنيامين نتنياهو. من اتّفاقات تطبيع جديدة مع أطراف عربية. ليس مجرّد تمنّيات.

وأضافت الصحيفة: بحسب آخر الأنباء الواردة من إسرائيل، فإن العلاقة بين الأخيرة والسعودية تنتقل إلى طورٍ أكثر تقدُّماً. مع تكفُّل تل أبيب برعاية تامّة ومباشرة من الحليف الأميركي. بنصب منظومة القبة الحديدية في المملكة.

وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك لصد الصواريخ والمسيرات اليمنية. وبمعزل عن مدى فاعلية المنظومة الصهيونية التي انكشفت عيوبها خلال السنوات الماضية. فإن هذه الخطوة تفتح الباب على تطوّرات دراماتيكية في العلاقة السعودية الإسرائيلية التي لا تزال إلى الآن مِن خلْف الستار.

الرقابة العسكرية الإسرائيلية

وترفض الرقابة العسكرية في كيان الاحتلال الاسرائيلي، السماح بكشف الدولة الخليجية التي نقلت إليها منظومة القبّة الحديدية لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، عبر الحليف الأميركي.

ووفق الصحيفة، فإذا كانت دوافع الرفض مفهومة، فلن يستعصي تقدير اسم الدولة المعنيّة السعودية. وتابعت: لا تَخرج الأخبار المقتضبة حول نقل المنظومة عن السياقات العامّة لمرحلة تظهير التطبيع بين أنظمة عربية وإسرائيل.

علماً أن السعودية، تحديداً، لم تصل إلى هذه المرحلة بعد، كما فعل غيرها، وإن كانت هي مَن حثّتهم على ذلك.

وأكملت: تأخرها ليس مرتبطاً بالقضية الفلسطينية كما يدّعي البعض، بل بالتوقيت الأمثل داخلياً وخارجياً، خصوصاً على وقْع المتغيِّر الأميركي في البيت الأبيض. ولذا، فهي لا تزال تمتنع، إلى اليوم، عن تظهير ما هو قائم ومُفعّل على أرض الواقع بينها وبين كيان الاحتلال، علماً أنها السبّاقة إلى طلب العلاقة مع الأخيرة”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة، فإن في السعودية الآن وفد من شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية “رفائيل”. وذلك بهدف بحث ما يمكن الشركةَ فعله لتأمين دفاعات ضدّ الصواريخ اليمنية الدقيقة المُوجَّهة والطائرات المسيّرة. التي للمفارقة تشغل بال كيان الاحتلال نفسه.

وحسب الصحيفة، فإن ذلك يأتي بشكل خاص لأن المنظومات الدفاعية الإسرائيلية لم توضع بعد في اختبار عملي لمواجهتها.

مرحلة نهائية

وبحسب الإعلام العبري، فإن العمل على تنصيب منظومتَين من “القبة الحديدية” الإسرائيلية في السعودية يدخل مراحله الأخيرة، ما يفسر وجود وفد رفيع من “رافائيل” هناك..

وتابعت: سواءً تمّ تأكيد التنصيب رسمياً أم لم يتمّ، فالمرجّح أن تعمد إسرائيل لاحقاً، كما هي العادة، إلى إطلاق التسريبات المُوجَّهة. خصوصاً أن الأهمّ، في هذه الحالة، بالنسبة إليها، هو الكشف عن أن سلاحها بات جزءاً من حائط الدفاع عن النظام السعودي، لا واقع الدفاع نفسه وتبعاته المباشرة.

ودأبت تل أبيب، على مر السنوات الماضية، على الإعلان عن تعديلات على القبة الحديدية، أملت من خلالها تذليل عقبات صعبة جداً. خصوصاً لناحية قدرة المنظومة على مواجهة الطائرات المُسيّرة. وكذلك رشقات كبيرة من الصواريخ الدقيقة التوجيه.

وتشير الصحيفة إلى أن إسرائيل تحرص سواء لأغراض معنوية داخلية أو تجارية خارجية، على إخفاء عيوب المنظومة. مستدركةً: لكن تتبُّع أداء الأخيرة كان كفيلاً بكشف أهمّ تلك العيوب. ولا سيما في المواجهات مع فصائل المقاومة في قطاع غزة. على الرغم من أن القدرات الكمّية والنوعية لتلك الفصائل، لناحية الصواريخ والطائرات المُسيّرة، محدودة إذا ما قيست بجبهات أخرى.

وأكملت الصحيفة: “مع ذلك، ليس لدى تل أبيب ما تفعله، في مواجهة القدرات الصاروخية المعادية، سوى التمسُّك باستراتيجية تعزيز ردعها عبر التهديد المستمر. وتظهير الاستعدادات العسكرية بشكل دائم، ومن بينها “القبّة الحديدية”.

وقائع التطبيع

وحسب الصحيفة، فإن المصادر العبرية تلفت إلى نقل القبة لدولة خليجية. وتوجه وفد من “رافائيل” إلى السعودية، أعقبا الضربات الأخيرة التي تلقّتها المملكة من اليمن.

واللافت أن الإعلان الإسرائيلي، الذي بدا “غبّ الطلب”. يتوافق تماماً مع مصلحة تل أبيب في مرحلة التطبيع بينها وبين العواصم العربية.

ووفق الصحيفة، ستكون تشغيل “القبّة الحديدية” في السعودية بيد إسرائيل، التي لا تتخلّى عن محظوراتها القاضية بمنع كشف أسرار المنظومة وعيوبها للآخرين. حتى وإن كان الجانب السعودي موثوقاً لديها.