هل يرتفع الدخان الابيض من قصر بعبدا اليوم؟

هل يرتفع الدخان الابيض من قصر بعبدا اليوم؟
الإثنين ٢٢ مارس ٢٠٢١ - ٠٢:٣٦ بتوقيت غرينتش

يقال ان رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري اعلن اليوم الاثنين، عن رفضه للتشكيلة الحكومية التي أرسلها له الرئيس اللبناني ميشال عون، مولوحا الى "مخالفتها للدستور" اللبناني.

العالم - يقال ان

الادلاء الذي صرح به الحريري اليوم سبق عودته المقررة إلى قصر بعبدا مجدداً، ما يشير الى صعوبة إحداث خرق في جدار الأزمة الحكومية المستمرة، وان الامور لا زالت تراوح في مكانها وعلى حالها، بعد تبادل الاتهامات الأسبوع الماضي بعرقلة تشكيل الحكومة المرتقبة التي كلف الحريري بتشكيلها في 22 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

لمح الحريري بالعودة الى المربع الأول مجددا لبحث الأسماء التي قدمها "قبل أسابيع" للحكومة، لكن "إذا لم يكن بمقدور عون الموافقة عليها فإنه عندئذ سيدعو لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة".

لا يخفى ان لقاء اليوم المرتقب يأتي بعد ان اتفق عون والحريري يوم الخميس الماضي على استكمال البحث في ملف الحكومة، للتوصل إلى اتفاق بينهما يذلل العقبات التي تحول دون تشكيلها، كما ياتي بعد طلب رئيس الجمهورية من رئيس الحكومة المكلف الإتيان بلائحة كاملة من الحقائب والأسماء، وأيضا يأتي اثر تجدد تظاهر الناشطين في بيروت أمس الأحد احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وارتفاع سعر صرف الدولار.

ولا ننسى التدخل الخارجي الضاغط الذي لوح اليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتهديده المبطن باللجوء إلى العقوبات وبانه يحمل في يده ورقة يمكن أن تحرّك ملف التأليف، متهما المسؤولين اللبنانيين بالفشل في تحمّل مسؤولياتهم، ورأى أن «وقت اختبار المسؤولية يقترب من الانتهاء وسنحتاج في الأسابيع المقبلة، بوضوح شديد، إلى تغيير مقاربتنا ونهجنا»، من دون أن يقدم تفاصيل أخرى.

كان اللقاء الاخير بين الرجلين (الحريري عون) ليوم الخميس الماضي قد خرج خالي الوفاض من اي اقتراحات أو أفكار جديدة كان المفترض ان يحملها الحريري للدفع في تحريك الملف الحكومي، ووعد في حينها بان لقاء اليوم الاثنين سيحمل بعض الأجوبة الإيجابية، في وقت هدد فيه الرئيس الفرنسي بمقاربة الملف اللبناني وفق نهج جديد.

غير ان الحريري اعلن اليوم وقبل لقاء قصر بعبدا رفضه ورقة الرئيس ميشال عون لأنها ضد الدستور قائلا ان "عون أرسل لي تشكيلة حكومية يحصل فيها فريقه السياسي على الثلث المعطل، وهذه مخالفة للدستور اللبناني"، مضيفا "تقدمت منذ 100 يوم بتشكيلة حكومية للرئيس عون، وسأوزع للإعلام الاسماء الواردة فيها".

فالى ماذا سيتمخض لقاء اليوم وما الجديد الذي من الممكن ان يطرأ عليه بعد توالي العثرات والاتهامات في الايام والاسابيع الماضية وبعد رفض الحريري ورقة عون وزعمه بمخالفتها للدستور؟

المتابع للشان اللبناني لا يرى حتى اللحظة اي جديد بين يدي الحريري يُمكّنه من تاليف الحكومة دون ضمان ظهره سعوديا، كما ان الرئيس عون لن يوافق على تقديم تنازلات.

الى ذلك تقول صحيفة الاخبار اللبنانية، سبق للحريري أن قدم التشكيلة وهو ينتظر ملاحظات رئيس الجمهورية عليها، انه يبدي استعداده لمناقشة الاسماء والحقائب لكنه لن يتراجع عن رفض حصول أي طرف على الثلث المعطل، ثم تشير الصحيفة الى انه "حتى الآن لا تظهر أي بوادر لحل الأزمة المستعصية، والتفاهم لا يبدو ممكنا من تدخل قوى دولية نافذة".

في خضم زحمة التصريحات والاتهامات المتبادلة وتجدد التظاهرات والتدرج المتسارع للباد الى منحدر الانهيار هل نرى اليوم حلم تصاعد الدخان الابيض من قصر بعبدا؟

المواطنون اللبنانيون يتمنون هذه اللحظات التي يسعى البعض الى جعلها عصية عن التحقق خدمة لاجندة خارجية.

لا يخفى ان توالي الاحباطات في تشكيل الحكومة اللبنانية لا ينصب الا في ريع المساعي الاسرائيلية الاميركية المبذولة اليوم في لبنان وفي عموم دول المنطقة لتركيعها بضرب ما تبقى من قدرة لدى اللبنانيين وغير اللبنانيين وعلى تخريب بلدانهم وبناهم التحتية وعملاتهم النقدية مقابل الدولار الاميركي كما نراه بالعين المجردة في العراق ايضا والسير بمواطني هذه الدول الى مرحلة الياس وفقدان الامل بحكوماتها ما يخدم بالدرجة الولى أجندة العدو الاسرائيلي الذي بات يتوسع أكثر على مستوى عموم المنطقة اقتصاديا وماليا.

السيد ابو ايمان