مواجهة شرسة بين الدول العظمى قد تخرج عن السيطرة

مواجهة شرسة بين الدول العظمى قد تخرج عن السيطرة
الخميس ٢٥ مارس ٢٠٢١ - ١٠:٣٩ بتوقيت غرينتش

خرجت التصريحات بين المعسكرين الشرقي والغربي في عهد الرئيس الامريكي جو بايدن عن الدبلوماسية التي كانت تكتفي بالتعليق على إجراءات الجانب المقابل بأنها "سلبية او غير مرضية" الى الاتهام المباشر والاهانة بعض الاحيان.

العالم – يقال ان

أمريكا فرضت عقوبات على روسيا اعقبتها بعقوبات على الصين وفي حين أهان بايدن الرئيس الروسي مباشرة بل وتوعده بـ"العقاب" حاولت روسيا التعامل بدبلوماسية مع الامر وطلب بوتين مناظرة علنية مع بايدن رفضها الاخير واعقبها بعقوبات على روسيا.

لكن الصين لم تصبر على العقوبات الامريكية والاوروبية بل ردت بالمثل وفرضت عقوبات على كيانات واشخاص أوروبيين، وعلى الرغم من ان الاتحاد الاوروبي استخدم حجج حقوق الانسان المتعلقة بالمسلمين الايغور فإن الامر مجرد حجة وقد اعتدنا على هذا، فأمريكا دمرت العراق الى ابد الابدين لأجل أسلحة تدمير شامل غير موجودة، ودمرت سوريا وحاصرت شعبها ايمانا منها بـ"الحل السياسي" المزعوم، وهكذا الحروب في الصومال والسودان وافغانستان وتدمير لبنان القائمة تطول.

اذا بقيت الامور بين هذين المعسكرين تتجه نحو التصعيد فإنها لن تنتهي على خير، فكل من هذه المعسكرات سيرى نفسه دون ان يعلم يحشد للمواجهة لقناعته بأن له الحق في الدفاع عن نفسه، وإن كانت الامور تبدأ بالعقوبات الاقتصادية فإنها لن تنتهي بهذا خاصة حين يتعلق الامر بدول عظمى، وتبقى دول الشرق الاوسط هي الضحية لهذا الجدل السياسي الاقتصادي بين الشرق والغرب، وهنا الدول المستقلة بسيادتها ستكون محلا للجذب من قبل الفريقين في حين ستكون الدول التابعة مجرد احجار دومينو تتحمل شعوبها تبعية الحكام.

تظهر الادارة الامريكية ازدراءها من دول في مجلس التعاون الخليجي لانها تعلم ان لا قرار مستقلا لها، في حين انها تؤكد على نيتها العودة الى الاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية في ايران، تطالب روسيا الاوروبيين والامريكيين بالالتزام بتعهداتهم في الاتفاق وتؤكد الصين ان العقوبات الامريكية على النفط الايراني لا تعنيها، ومن جهة أخرى في حين تتمسك امريكا ببقاء تركيا في الناتو تهدد فرنسا تركيا بالامتثال لطلباتها في المتوسط او العقوبات، وفي حين تقدم ايران يد السلام للدول الجارة تدير هذه الدول ظهرها لايران وتتذلل للغرب الذي يورطها في حرب تلو الاخرى، وتطبع مع الاحتلال الاسرائيلي ارضاءا لهم، وبين هذا وذلك ترى ان الدول العربية هي الخاسر الاكبر لأنها تعجز عن فهم محيطها العربي والاقليمي وتندفع نحو المظلة الغربية خدمة لشخص الحاكم الذي يهمه الكرسي لا الشعب ولا عزة الوطن.