بايدن ينتزع صفة القاتل عن إبن سلمان ويلصقها ببوتين.. وبلينكن يقول إنها المصلحة!

بايدن ينتزع صفة القاتل عن إبن سلمان ويلصقها ببوتين.. وبلينكن يقول إنها المصلحة!
الإثنين ٢٩ مارس ٢٠٢١ - ١٢:١٠ بتوقيت غرينتش

في موقف يعكس نفاقا صارخا وفاضحا، لمن يرفعون كذبا ورياء، راية الديمقراطية وحقوق الانسان والكرامة الانسانية وحرية التعبير، رفض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بـ"القاتل"، على خلفية حادث قتل الصحفي جمال خاشقجي، خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الامريكية، وبرر رفضه هذا، بأنه يعزز "مصالح" و "قيم"!!، أمريكا.

العالم كشكول

رفض بلينكن، جاء ردا على سؤال لمحاورته، عما إذا كان يعتبر ولي العهد السعودي "قاتلا" في ضوء تقرير الاستخبارات الأمريكية الذي اعتبره المسؤول عن اغتيال الصحفي؟، ولفتت المحاورة بهذا الصدد إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي "لم يتردد بوصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه قاتل"، إلا انه لم يعاقب ابن سلمان مباشرة على جريمة قتل خاشقجي.

بلينكن، في رده الفاضح، قال ما نصه:"تمزيق العلاقة (مع الرياض) لن يساعدنا في الواقع على تعزيز مصالحنا أو قيمنا.. يتعين علينا، - ونقوم بذلك فعلا - أن نتعامل كل يوم في جميع أنحاء العالم مع قادة البلدان الذين يقومون بأشياء نجدها إما مرفوضة أو بغيضة. ولكن في ما يتعلق بتعزيز مصلحتنا فعليا والنهوض بقيمنا، من المهم التعامل معهم!!".

وذهب بلينكن في نفاقه الى ابعد من ذلك عندما أضاف: "من المرجح أن يكون ولي العهد هو قائد المملكة العربية السعودية في المستقبل البعيد. لدينا مصلحة قوية، على سبيل المثال، في العمل على إنهاء الحرب في اليمن، والتي ربما تكون أسوأ أزمة إنسانية في العالم، هذا سوف يتطلب مشاركة من السعوديين"!!.

قلنا ان ما قاله بلينكن يعتبر نفاقا فاحشا، ولكن ليس نفاقا في تعاملها مع السعودية وشخص ولي عهدها، فتعامل امريكا مع السعودية بعيد كل البعد عن النفاق ، فهي مبنية على أوامر تصدر من واشنطن، وطاعة كاملة تأتي من الرياض دون اي نقاش، بل نقصد في النفاق هنا، هو رفع امريكا شعارات حقوق الانسان، والتي تضخمها في دول تناصبها العداء، وتتجاهلها بالكامل مع دول تعتبرها حليفة او تابعة.

اللافت في تبرير بلينكن لعدم وصفه ابن سلمان بـ"القاتل"، وعدم فرض اي عقوبات عليه، بانه "يعزز مصالح وقيم امريكاَ"!!، هنا نتوقف امام "القيم" الامريكية بالتحديد، اما "المصلحة" ، فهي معروفة وليست بحاجة الى شرح، فمصلحة امريكا فوق مصالح جميع شعوب العالم، وفوق كل قضايا حقوق الانسان، وهي بالمناسبة مصالح غير شرعية عادة، ولكن كيف يعزز هذا الرفض من "قيم" امريكا!!.

من المؤكد ان "القيم" الامريكية التي يتحدث عنها بلينكن، ليست القيم التي تعرفها الانسانية، فـ"قيم" امريكا ، هي قيم "رجل الكابوي" ، االذي اسس الحضارة الامريكية، والتي نرى "تجلياتها" ، في الحروب التي تمتد على مدى 250 عاما، هو عمر امريكا، وهو عمر بدا بابادة سكنة امريكا الاصليين، ومر بالقاء القنابل النووية على مدن آهلة ومئات الحروب واخرها غزو افغانستان والعراق، وامام هذه "الحقيقة" سيكون بلينكن يبدو وكأنه يخون "قيم" امريكا، اذا ما وصف ابن سلمان بـ" القاتل"، فالقتل والقاتل ، هي من "قيم" امريكا التي لا يجب ان تمس.