الى عمرو موسى.. التاريخ لن ينسى دورك في تدمير ليبيا

الى عمرو موسى.. التاريخ لن ينسى دورك في تدمير ليبيا
الإثنين ٢٩ مارس ٢٠٢١ - ٠٦:١٥ بتوقيت غرينتش

في تصريح صادم، لقلبه الحقائق رأسا على عقب، برر الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى ، في كلمته التي ألقاها في مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية،  بمناسبة صدور كتابه "سنوات الجامعة العربية"، "الغطاء الشرعي، الذي وفرته الجامعة لغزو الناتو لليبيا، حيث قال، "ان "البعض يروج لأن الجامعة العربية جاءت بالناتو إلى ليبيا، وهذا غير صحيح، فالقذافي هو الذي قصف الشعب وقتل المدنيين وكان لا بد من إنقاذ الشعب، أما المطامع والأخطاء التي أعقبت ذلك فلا علاقة لها بالجامعة العربية".

العالم كشكول

كان من المفترض ان يكون موسى شاهدا على اصعب فترة مرت بها الدول العربية، بعد ان استغلت القوى الكبرى ، السخط الشعبي في بعض الدول العربية ضد الانظمة العربية الحاكمة، من خلال التدخل العسكري المباشر، او عبر المرتزقة، بوصفه كان يقود الجامعة العربية، الا ان الرجل أبى ان يترك الاسلوب الذي تعامل به مع اخطر القضايا التي مرت بها المجتمعات العربية، وفقا لأهواء الحكام الذين ماكانوا يتحركوا الا بضوء اخضر من القوى الكبرى، كما ظهر ذلك جليا في ليبيا ، وفيما بعد في سوريا وغيرها من الدول العربية الاخرى.

دفاع موسى الفاضح عن جرائم الناتو في ليبيا وتحميله مسؤولية ما جرى على عاتق العقيد القذافي وحده، بينما العالم اجمع كان شاهدا ان الدول الغربية وعلى راسها امريكا وبريطانيا وفرنسا، كانوا يصبون الزيت على نار الازمة في ليبيا، ومنعوا كل الجهود الدبلوماسية التي كانت في حال نجاحها، تُجنب ليبيا وشعبها مانزل بهما من مآسي، بهدف تقسيمها وسرقة ثرواتها ونشر الفتنة في ربوعها.

ما قاله عمرو موسى، عن ليبيا ودور الناتو ، كذّبه قبل ايام وزير الخارجية النرويجي السابق، جوناس ستور، في اللقاء الذي اجرته معه صحيفة "اندبندنت"البريطانية، الذي كشف عن أن محادثات سرية جرت عام 2011 بين نظام القذافي والمسلحين المدعومين من حلف شمال الأطلسي "الناتو" ، اقتربت من التوصل لحل ينهي "الحرب الأهلية" ويقنع الزعيم الليبي معمر القذافي بالتنحي عن السلطة، الا ان فرنسا وبريطانيا، عارضتا اي حل دبلوماسي للازمة.

ووفقا للصحيفة البريطانية، فقد اتفق طرفا الصراع الليبي آنذاك على مسودة تنص على تنحي القذافي، عن السلطة والإبقاء على مؤسسات الدولة قائمة، لكن الحوار انتهى بالفشل بسبب معارضة بريطانيا وفرنسا، اللتان اتهمها جوناس ستور، الذي توسط في التوصل للاتفاق، بمعارضة أي حل تفاوضي لإنهاء الصراع في ليبيا!!,.

وقال ستور في المقابلة التي أجرتها معه الصحيفة في الذكرى السنوية العاشرة لحملة القصف التي شنها "الناتو" ضد قوات النظام الليبي، "شعرت بأن العقلية السائدة في لندن وباريس لم توفر فرصا للتأمل حقا في الخيار الدبلوماسي".

وشكّك ستور في استعداد فرنسا وبريطانيا آنذاك للنظر في حلول للصراع أبعد من الحلول العسكرية، وقال إنه "لو كان هناك استعداد من المجتمع الدولي لمتابعة هذا المسار ببعض الجدية والتفاني، أعتقد أن فرصة كانت ستتوفر لتحقيق نتيجة أقل دراماتيكية وتجنب انهيار الدولة الليبية".

وفي تفاصيل ما جرى قال ستور، انه بعد نحو شهر من اندلاع الازمة الليبية، وجّه نجل قذافي الأكبر، سيف الإسلام القذافي، دعوة لمسؤولين نرويجيين كبار إلى طرابلس للتفاوض. حيث توجه اثنان من كبار المسؤولين النرويجيين، كانا في القصر الرئاسي بطرابلس مع سيف الإسلام عند صدور قرار الأمم المتحدة بنيويورك في 17 مارس/آذار 2011 القاضي بالتدخل العسكري، وتم إجلاؤهما على عجل عبر الحدود إلى تونس من أجل سلامتهما، مع اقتراب أولى الغارات الجوية التي شنها "الناتو" ضد نظام القذافي.

وبالرغم من مشاركة النرويج في حملة القصف التي شنها "الناتو" بليبيا، فإن ذلك لم يمنع رئيس وزرائها آنذاك، ينس ستولتنبرغ، الذي يشغل الآن منصب الأمين العام لـ"الناتو"، من إصدار تعليمات لوزير خارجيته ستور بمواصلة المحادثات السرية بين الأطراف الليبية، واستضافتها في النرويج.

وبعد أسابيع من المحادثات المباشرة، تمكن ستور من تنظيم أول اجتماع مباشر بين كبار مسؤولي النظام والمعارضة في أحد فنادق أوسلو يوم 27 أبريل/نيسان 2011.

ووفقا للصحيفة، فقد مثل محمد إسماعيل، اليد اليمنى لسيف الإسلام، نظام القذافي في تلك المفاوضات، في حين مثل علي زيدان، الشخصية البارزة في المجلس الوطني الانتقالي المعارض.

وبعد جولات من المفاوضات السرية، تمكّنت الأطراف المشاركة من وضع "خطة شاملة" لإنهاء الأزمة، جاء في السطر الأول منها، "قرر العقيد القذافي ترك السلطة والانسحاب وإنهاء المرحلة الأولى من الثورة".

وقال ستور إنه تحدث هاتفيا إلى سيف الإسلام للتأكد من نيل تلك الخطة الدعم من القيادة الليبية، وعرض الوسطاء النرويجيون الاتفاق الذي تم التوصل إليه في أوسلو على الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

ووفقا للصحيفة فقد أبدت وزيرة خارجية الولايات المتحدة آنذاك، هيلاري كلينتون، اهتماما بالاتفاق لكن وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا لم يبديا اهتماما به.

هذه هي الحقيقة الكاملة لما جرى والتي حاول عمرو موسى اخفاءها في كتابة، والذي كان يجب ان يكون شهادة محايدة، وهذه الحقيقة هي ان الغرب كان قد قرر تدمير ليبيا كدولة، وشرذمة الليبيين كشعب، وان كل الذي تحدث عنه موسى حول الدفاع عن الشعب الليبي، ونشر الديمقراطية في ليبيا، في كتابه تزوير في تزوير، من اجل التغطية على دوره ودور من كان يأمره من الحكام العرب، والذين مهدوا للناتو لغزو ليبيا، وكانوا شركاء في كل ما جرى فيما بعد في ليبيا من ويلات ومآسي.. "إن كنت ياعمرو موسى ناسي أفكرك".