ما حجم المؤامرة التي تنفذها امريكا في سوريا؟

ما حجم المؤامرة التي تنفذها امريكا في سوريا؟
الأربعاء ٣١ مارس ٢٠٢١ - ٠٩:١٨ بتوقيت غرينتش

فيما ينتظر العالم إعلان الرئيس الامريكي "جو بايدن" عن مخططات بلاده في سوريا، خرج السيناتور الأمريكي السابق "ريتشارد بلاك" ليكشف عن حجم المؤامرة التي تنفذها واشنطن لتدمير سوريا من دعم المجموعات الارهابية وسرقة خيرات وثروات البلاد الى انزال اقصى العقوبات بحق شعبها وحرمانه من مقومات الحياة الأساسية.

العالم - يقال ان

وفي مؤتمر معهد شيللر العالمي في الولايات المتحدة حول (عدوانية أمريكا والحرب الإرهابية على سورية ودور الولايات المتحدة والناتو في ذلك) : قال بلاك في كلمة له "أشعر بالذهول من فاحشة العدوان الأمريكي على سورية" مشيراً إلى أنه "من المهم الاعتراف بعد عشر سنوات من الحرب أن الغرب يحب الإرهابيين الذين يمقتهم الشعب السوري"، موضحا ان واشنطن لا تخوض حربا على الإرهاب كما تدعي بل انها متحالفة بشكل وثيق مع الإرهابيين مثل تنظيم "القاعدة" لتنفيذ أجنداتها السياسية وتدمير الدول التي ترفض إملاءاتها.

وأشار بلاك إلى أن واشنطن وضعت منذ العام 2006 مخططات مفصلة لزعزعة الاستقرار في سوريا تم نشرها على نطاق واسع في البنتاغون وأرسلت إلى حلف الناتو مضيفاً إن "الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا هاجمت ليبيا في آذار 2011 ثم سلمت الولايات المتحدة السيطرة على مطار ليبي إلى الأتراك الذين استخدموه لنقل أسلحة متطورة نهبت من ليبيا لتزويد الإرهابيين الذين كانوا يجندونهم للقتال في سوريا"، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما أضفى عام 2013 الطابع الرسمي على الدعم الأمريكي طويل الأمد للإرهابيين من خلال التصريح سرا لوكالة المخابرات المركزية بتدريب وتسليح ودفع آلاف الإرهابيين للقتال ضد سوريا وقال: لقد "كانت تلك الجيوش الإرهابية تحت سيطرتنا تماماً".

أرهابيون عاثوا خرابا بسوريا دمروا ذبحوا هجروا تنفيذا للمخطط الامريكي ولتمتلئ جيوب تجار الأسلحة الأمريكيين بالملايين من خلال الصفقات الملطخة بالدم والتي ضرب بلاك مثلا عنها الصواريخ المضادة للدبابات التي زودت بها وكالة المخابرات المركزية التنظيمات الإرهابية لقتل السوريين الأبرياء في مدنهم وقراهم، السيناتور الامريكي السابق لم يغفل عن الحملات الدعائية الكاذبة التب كانت تشنها الولايات المتحدة والناتو ضد سوريا واتهاماتهم الباطلة للجيش العربي السوري باستخدام أسلحة كيميائية لإيجاد ذريعة للعدوان على سوريا لافتا إلى أنه وفي العام 2018 اعترف وزير الدفاع الأمريكي حينها جيمس ماتيس بأنه ليس لدى الولايات المتحدة دليل على هذه المزاعم.

لم تكتف واشنطن وتجار حروبها ببيع الاسلحة وتوريد الارهابيين فقد حط على الارض السورية في عام 2015 وعينها على النفط في الشمال وقامت بتفويض شركة نفط أمريكية لبناء مصفاة بتكلفة 150 مليون دولار والتنقيب عن مزيد من النفط على أرض سوريا ذات السيادة كما قال بلاك واضاف: "سرقت الولايات المتحدة ثروة هذا الشعب تاركة السوريين يتجمدون في الشتاء بينما نسرق وقودهم"، وايضا لم تكتف امريكا بذلك فوضعت يدها على سلة الخبز للشعب السوري واعطته للمجموعات الارهابية التي باعته الى التجار الاتراك "بينما يتضور السوريون جوعا" بحسب توصيف بلاك.

رغم ماسبق الا ان الشعب السوري صمد وابى ان يكون اداة في يد الامريكيان وغيرها ورهينة لسياسات الغرب، فقابلت الصمود بعقوبات تسببت في مضاعفة معاناة السوريين والتي قال عنها بلاك أن "العقوبات لا تفعل شيئاً سوى مهاجمة الأبرياء والفقراء والعاجزين.. إنها أكثر أنواع الحروب التي يمكننا شنها قسوة وهمجية.. نحن نسرق الطعام والوقود والأدوية من الفقراء.. نحظر الإمدادات اللازمة لإعادة الإعمار" بهدف إطالة أمد الحرب التي "ستستمر طالما نواصل تمويلها".

بعد كل ما تسببت به امريكا ودول الغرب تعتزم الأمم المتحدة حث المانحين الدوليين على التعهد بما يصل إلى 10 مليارات دولار لمساعدة السوريين في الداخل والمهجرين في خضم جائحة كوفيد-19 وقالت إن الحاجة إلى الدعم الإنساني لم تكن بهذا الحجم من قبل، وطلب الاتحاد 4.2 مليار دولار للأشخاص داخل سوريا و5.8 مليار دولار للاجئين والدول المضيفة في المؤتمر السنوي الخامس لوقاية اللاجئين السوريين من المجاعة، الذي استضافه الاتحاد، امس الثلاثاء.

وبكل وقاحة طالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ليلة امس الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي بـ"فتح المعبرين المغلقين في سوريا والسماح بوصول المساعدات" إلى المدنيين في البلاد، مؤكدا أنه "يجب عدم تسييس المسألة الإنسانية في سوريا. وقال إنه “ينبغي رفع العوائق عن وصول المساعدات إلى السوريين، خاصة في الظروف الحالية التي سببتها الجائحة”، مؤكدا أن “غلق المعابر الإنسانية واستهداف العاملين في مجال المساعدات يعقد إيصال الإغاثة لمحتاجيها"، مضيفا أن “نظام الأسد لن يلبي الاحتياجات الإنسانية للسوريين"، مطالبا المجتمع الدولي "بأن يقوم بذلك" وأن يجد "مزيدا من السبل لمساعدة السوريين".

الرد جاء سريعا من وزارة الخارجية والمغتربين في سوريا على تصريحات بلينكن في جلسة مجلس الأمن حول الشأن الإنساني في سورية، وقالت إن ما شهده مجلس الأمن هو بحق فورة من فورات النفاق الأمريكي والغربي غير المسبوق بحق سورية إذ اختزل وزير الخارجية الأمريكي مكنونات الحقد وعمى الألوان الذي تعاني منه الإدارة الأمريكية الحالية وما سبقها من إدارات وأكد أن سقف النفاق والتضليل والكذب في خطاب وزير خارجيتها لا حدود له وبمستويات لا تليق بسياسات دولة تطلق على نفسها صفة (الدولة العظمى) وتحظى بمقعد دائم في مجلس الأمن المعني أساساً بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين،

أن مقاربة ممثلي الدول الغربية وفي مقدمتهم وزير الخارجية الأمريكي كما اضافت الوزارة اتسمت بأنها غير انسانية وغير بناءة ومثيرة للشفقة الدبلوماسية حيث تحول الخطاب السياسي الغربي إلى خطاب أيديولوجي عفا عليه الزمان والمكان، خطاب يستوحي ادعاءاته واتهاماته وهذيانه من هلوسات مرضية تمثلت في تباكى الوزير الأمريكي على السوريين وأرقام اللاجئين والنازحين والمشردين والفقراء ممن يعانون (انعدام الأمن الغذائي) وشظف العيش متناسياً أن واشنطن هي السبب الرئيس في كل هذه المعاناة.

ونصحت وزارة الخارجية الوزير بلينكن في بداية عمله السياسي بأن يطالب نفسه وإدارته أولاً بعدم تسييس المساعدات الإنسانية لسورية وبالعمل فعلاً على مكافحة الإرهاب ودفع الحل السياسي السوري-السوري قدماً نحو الأمام.

من جانبه أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ أن بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن تتعمد تجاهل الآثار الكارثية للإجراءات القسرية غير الشرعية التي فرضتها على الشعب السوري ما يوضح أنها لا تتطلع إلى عمل إنساني في سورية بل إلى تحقيق أهداف سياسية من خلال توظيف واستغلال الوضع الإنساني فيها، وقال كان الأجدى بمجلس الأمن التحدث بصوت واحد ضد كل من يقوم بحرمان السوريين من الحصول على مقدراتهم الاقتصادية التي هم بحاجة ماسة لها ومطالبة الولايات المتحدة بإنهاء احتلالها الأراضي السورية ووقف دعمها الميليشيات الانفصالية ووقف عمليات نهبها الثروات السورية ومطالبة النظام التركي بسحب قواته من الأراضي السورية ووقف دعمه التنظيمات الإرهابية والكيانات المرتبطة بها".

بهدف اطالة امد الحرب في سوريا تسعى الولايات المتحدة ومعها الدول الغربية الى مواصلة دعم المجموعات الارهابية بشتى الطرق لايجاد الذرائع لبقائها غير الشرعي على الاراضي السورية ومواصلة سرقة مقدرات وخيرات وثروات البلاد، بغطاء اممي فاضح يدير الوجه عن حقيقة الازمة في البلاد ودور هذه الدول في معاناة الشعب السوري الذي يقاتل على ارضه بكل بساله في الداخل ويتوق الى العودة خارجها.. فمهما طال الزمن مصير الاحتلال الى زوال.