"داعش" يتغول على أهالي سيناء: 15 مخطوفاً وصمت أمني

السبت ٠٣ أبريل ٢٠٢١ - ١٢:٣٣ بتوقيت غرينتش

في وضح النهار، وبواسطة مركبات عدة، اقتحم مسلحو تنظيم "ولاية سيناء"، الموالي لـ"داعش" الارهابي، في 25 مارس/آذار الماضي، إلى قرية عمورية، شرقي مدينة بئر العبد في محافظة شمال سيناء، شرقي مصر، واختطفوا 15 مواطناً، بحجة تعاونهم مع الأمن والجيش، ثم انسحبوا من دون أن يتمكن الجيش من الإمساك بهم أو إنقاذ المختطفين من المصير المجهول الذي بات يواجههم.

العالم- مصر

وعلى الرغم من مرور أيام عدة على عملية الاختطاف، إلا أن أي معلومات لم ترشح عن المختطفين، وسط حالة من القلق تنتاب عوائلهم، وفي ظلّ صمت القوات الأمنية في المنطقة، التي يناشدها الأهالي للتدخل الفوري والبحث عن المختطفين وإعادتهم إلى منازلهم. من جهته، لم يصدر "داعش" أي بيان يتعلق بهذه المأساة.

وأكدت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد"، تمكن تنظيم "داعش" من اقتحام قرية عمورية، واختطاف 15 مواطناً بحجة تعاونهم مع قوات الجيش، موضحة أن جميع المختطفين هم من قبيلة الدواغرة، التي سبق أن سقط عدد من أبنائها ضحايا على يد التنظيم الإرهابي بالتهمة نفسها، أو تعرضوا للاختطاف على مدار السنوات الماضية.

والمختطفون هم: محمد مغنم حمدان، سليمان وموسى ويوسف محمد مغنم، غريقد غانم سالمان، سالم غريقد غانم، محمد غانم سالمان، خليل وسالم مغنم غوينم، محمود محمد سعادة، حامد أحمد غوينم، سعد صباح سعادة، حسين وإبراهيم سويلم فرحان، وفرحان جمعه أسليم. وتم اقتيادهم جميعهم من منازلهم بواسطة مركبات التنظيم إلى جهة مجهولة في الظهير الصحراوي لمدينة بئر العبد، وسط توقعات بأن يفرج التنظيم عن بعضهم، فيما تساور الأهالي مخاوف من تعرض البعض الآخر للأذى.

وتأتي هذه الجريمة الإرهابية، بعد أيام من إعلان اتحاد قبائل سيناء الذي يتزعمه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، المعروف بعلاقته الاقتصادية والأمنية مع محمود السيسي، نجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن قتل أحد عناصر "داعش"، ويدعى سليم الحمادين، بصفته قائداً عسكرياً بارزاً في التنظيم. لكن مصادر قبلية مطلعة، نفت أن يكون المقتول على يد القبائل وقوات الجيش في عملية مشتركة، هو أحد قادة التنظيم العسكريين.

وأصدر التنظيم في وقت لاحق خبراً نفى فيه أن يكون قد خسر أحد قادته العسكريين، مشيراً إلى أن سليم الحمادين هو عنصر في التنظيم، وقد تحفظ اتحاد القبائل وقوات الجيش على جثته في جهة مجهولة.

ولطالما تعرض المتعاونون مع قوات الجيش والشرطة المصريين في شمال سيناء للقتل والاختطاف على يد "ولاية سيناء"، من خلال حواجز ومداهمات للتنظيم، تستهدف مناطق انتشار المتعاونين، لا سيما المجموعات القبلية المنضوية تحت راية اتحاد قبائل سيناء. وكان لهذه المجموعات، وكذلك للمتعاونين مع الأمن، دور بارز في تحقيق نجاحات أمنية وعسكرية في شمال سيناء، لا سيما أن الطبيعة الجغرافية والتاريخية لهذه المنطقة، تحتم على أي قوة عسكرية تريد التدخل، الاستعانة بالمتعاون المحلي. لكن قوات الجيش عجزت في مواطن عدة، عن حماية هؤلاء، في ظلّ تمكن التنظيم من الوصول إليهم في كثير من المرّات على مدار سنوات الصراع.

وتعقيباً على ذلك، قال أحد مشايخ قرية عمورية، طالباً عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "ما جرى بحقّ أبنائنا يمثل مهزلة لا يمكن القبول بها بأي شكل من الأشكال، فالمختطفون هم مواطنون مصريون لهم حق الحماية من الدولة المصرية، في كل الأماكن والظروف، فكيف الحال وهم تعرضوا للأذى والاعتداء خلال تواجدهم في منازلهم، وفي وضح النهار، في حين أن قوات الجيش تنتشر في كافة مناطق شمال سيناء، لا سيما الطريق الدولي الرابط بين بئر العبد والعريش".

ولفت المصدر إلى أن حالة من الذعر والقلق تسود في أروقة القرية بعد اعتداء "داعش"، مذكراً أن هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه، ولن يكون الأخير، في ظلّ التهديدات المستمرة من التنظيم للقرية وسكّانها، بحجة التعاون مع قوات الجيش في مواجهة التنظيم في مناطق بئر العبد المختلفة.

ودعا الشيخ القبلي، الرئيس المصري ووزير دفاعه، محمد زكي، إلى ضرورة التحرك من أجل توفير الحماية للمدنيين في شمال سيناء، بأسرع وقت ممكن، وإعادة المختطفين إلى عائلاتهم، وتقديرهم وتقديم الدعم اللازم لهم، متحدثاً عن حالة مستغربة من التقصير والإهمال الحكومي بحق من يتعرضون للأذى على يد "داعش"، وخصوصا الاختطاف.

وأكد أن أي جهة حكومية لم تتواصل معهم لتقديم المساعدات لذوي المختطفين.

كما شدّد على أن هؤلاء "كانوا يسعون في الأرض لتوفير قوت عائلاتهم، وباتوا اليوم مغيبين عن منازلهم، ما يعرض أطفالهم ونساءهم وعوائلهم للفقر والاحتياج وعدم توافر مقومات الحياة، ما يستدعي اهتماما عاجلا من الجهات الحكومية والعسكرية بالمحافظة، بما يحقق الاكتفاء للمنازل التي تعرضت لأذى "داعش" أخيراً، وكذلك توفير الحماية اللازمة لسكان قرى بئر العبد تحسباً لأي اعتداء من قبل التنظيم خلال الفترة القريبة المقبلة.