"السعودية بحاجة إلى استقرار سوريا" ولكنها لا تجرؤ على انتقاد أميركا

الأحد ٠٤ أبريل ٢٠٢١ - ٠٤:١٧ بتوقيت غرينتش

"السعودية بحاجة إلى استقرار سوريا" هذه هي عبارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، خلال مقابلة اجراها مؤخرا مع شبكة "سي إن إن".  

العالم – كشكول

صحيح ان هذه العبارة لا تتناسب في مضمونها مع التصرفات السعودية على مدى سنوات الأزمة السورية، حيث ان دور السعودية مع انطلاق الأزمة السورية كان واضحا للجميع وقد استهدف توتير الأوضاع من خلال دعم مجموعات مسلحة مختلفة ضد الحكومة السورية، ولكن يمكن اعتبار هذه التصريحات بمثابة إعادة تصحيح للمسار فيما يتعلق بهذا الموضوع وهذا بالمجمل ليس امرا مرفوضا، ولكن الأمر المرفوض هو ان يكون هذا الموقف وهذه العبارة هي للاستخدام الإعلامي واظهار النظام السعودي على أنه حمامة السلام وهو ليس كذلك.

الوزير السعودي قال إن السعودية تأمل أن تتخذ حكومة الرئيس بشار الأسد الخطوات المناسبة لإيجاد حل سياسي وهو فعلا ما تسعى إليه الحكومة السورية منذ سنوات وقد خطت عدة خطوات في هذا المجال من خلال اجتماعات استانا وما تبعها ونتج عنها من تشكيل للجنة الدستورية ومتابعة عمل هذه اللجنة، ولكن في الحقيقة فإن المشكلة التي تواجهها الازمة السورية ليس هذه الخطوات وحسب وإنما المشكلة الأساسية هو ان المعارضات السورية الموجودة حاليا تحت مسميات متخلفة في معظمها لا تملك قررها وهي تتبع بصورة أو بأخرى لضغوط من قبل دول معينة لا ترغب في حلحلة هذه الأزمة إلا بتحقيق مصالح معينة.

واذا كانت السعودية فعلا جادة في هذا الموضوع فلماذا لا تقوم بخطوات عملية بهذا المجال ولماذا لا تستخدم نفوذها في الدفع لحلحلة هذه الازمة وهي كما يقول وزير خارجيتها تعتبر ان "الشيء المهم هو معالجة القضية الأساسية وهي إيجاد حل سياسي"؟!

وزير الخارجية السعودية وعلى الرغم من انه قال ان بلاده "حريصة على إيقاف النزيف في البلد الشقيق سوريا"، إلا انه لم يجرؤ على انتقاد قانون قيصر الأميركي الذي يستهدف الشعب السوري والذي زاد من معاناة هذا الشعب المتأثر اصلا بالأزمة التي تعرضت لها بلاده خلال السنوات الماضي واكتفى بالقول "قانون قيصر أمر اتخذته واشنطن فيما يتعلق بموقفها من سوريا".

كلمات دليلية :