خبير: الاردن رأى الفرصة مناسبة لوضع حد للاطماع السعودية والاماراتية بالتواطؤ مع نتنياهو

الثلاثاء ٠٦ أبريل ٢٠٢١ - ٠٧:٣٨ بتوقيت غرينتش

اعتبر رئيس منتدى الفكر الاشتراكي رسمي الجابري ان النظام الاردني رأى اليوم الفرصة سانحة لوضع حد للاطماع السعودية والاماراتية بالتواطؤ مع رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

العالم - خاص بالعالم

وقال الجابري في حوار مع قناة العالم خلال برنامج "مع الحدث" ان الاردن يتمتع بأهمية جيوسياسية في اطار الصراع مع العدو الصهيوني، الاردن بالاصل هو جزء من بلاد الشام ويكتسب اهميته من اهمية بلاد الشام عموما، ولكن اكتسب اهمية خاصة في اطار تطورات الصراع منذ بداية الهجمة الصهيونية على فلسطين قبل عام 48 وبعدها وبعد عام 67.

واضاف: واكتسب هذه الاهمية فيما عرف بالدور الوظيفي بمعنى استيعاب نتائج الغزو الصهيوني لفلسطين وتشكيل حلقة عازلة في مرحلة نشوء الكين وضعفه النسبي كسياج امني، ومن ثم بعد اوسلو وادي عربة تحول الى جسر وصل بإتجاه الشرق العربي والخليج الفارسي، ليفاجأ في إطار صفقة القرن وعهد محمد بن سلمان بأنه جرى القفز عنه كما جرى القفز عن السلطة الفلسطينية لصالح تهميش دوره، وبالتحديد فيما يخص الولاية الهاشمية على القدس.

وتابع الجابري: وايضا بسبب موقفه المتمسك نسبيا مع الطرف الفلسطيني فيما يخص استحقاقات اوسلو لجهة الدولة الفلسطينية بصرف النظر عن مضامينها وحدودها، هذا في مرحلة ترامب وصفقة القرن بات اشتراطا مبالغا فيه ومطلوب القفز عنه بحدود كبيرة والتماهي مع منطويات صفقة القرن من جهة.

واردف: والتطور الاهم هو الاطماع السعودية الممثلة بمحمد بن سلمان وعائلته في الولاية على القدس، ليحل محل الهاشميين في العلاقة مع القدس، هذه الخصوصية بالتحديد شكلت مصدر تهديد وقلق وحالة حصار شملت الثنائي الاردني الفلسطيني.

واوضح الجابري أن للأحداث الاخيرة ثلاثة ابعاد ولكل بعد خصوصيته واستقلاليته النسبية؛ البعد الاقتصادي والاجتماعي والازمة التي تعيشها البلاد هذه معطى، وتطلعات وطموحات ولي العهد الاردني السابق في احياء دوره السياسي ومحاولة استعادة دور يعتقد انه مفقود هذه ايضا قضية قائمة بذاتها، والاشكال الاردني السعودي الاماراتي نتنياهو المرتبط بصفقة القرن والولاية على القدس وتهميش الدور الاردني هذ ايضا ملف قائم بذاته.

وقال: الاردن كان يستشعر طوال فترة مرحلة ترامب بالخطر فيما يخص الولاية الهاشمية والتي شكلت خطا احمرا ومساسا بواحدة من مصادر شرعية القصر، الآن نحن نتحدث عن مرحلة ما بعد ترامب.. مرحلة بايدن، ومرحلة ما بعد المعاهدة الاردنية الاميركية التي جرى توثيقها في الجريدة الرسمية والتي حولت الاردن الى مجموعة قواعد عسكرية امريكية خارج اي مسؤولية قانونية وحتى بدون استحقاقات ولو في بعدها البراغماتي.

وتابع: قراءة هذا المشهد تجعلنا نقول ان النظام الرسمي في الاردن رأى ان هذه فرصة سانحة ومناسبة بعد ان استند الى الجدار الاميركي بهذه المعاهدة ومجيء بايدن، ان يُظهّر هذا الخلاف الذي كان مكتوما او كان حريصا على ان لا يفاقمه في المرحلة السابقة وان يضع حدا للاطماع السعودية والدور السعودي الاماراتي بالتواطؤ مع نتنياهو على الدور الاردني فيما يخص الولاية الهاشمية، هذا احد الابعاد التي تخص البعد الاقليمي فيما سمي انه مؤامرة والذي لم يرتق الى مستوى انقلاب او ابعاد اجرائية كما اعلن في البيان الرسمي الذي تحدثت فيه الاردن عن مخططات او نوايا ربما تصل الى توافقات على مواعيد، والرواية الرسمية فقيرة بالمعلومات التي تجعلنا نوصف ما حدث بأنه انقلاب.