خلفيات احداث الاردن ومصلحة من يقف وراءها

الثلاثاء ٠٦ أبريل ٢٠٢١ - ١٠:٢٢ بتوقيت غرينتش

ناقش برنامج "مع الحدث" خلفيات ما حدث في الأردن مع اتهام مسؤولين بالعمل على زعزعة الاستقرار والامن، ومن هي الجهات الخارجية التي دعمت الامير حمزة وباقي المتورطين، بالاضافة الى ما كان يُخَطّطُ للأردن وفيما اذا كانت الخطة تستهدف حكم الملك، وما المصلحة من الاضرار بإستقرار الاردن واضعاف نظامه في هذا التوقيت.

ضيف البرنامج الكاتب والباحث السياسي وليد محمد قال إن الاردن له اكبر جبهة مع فلسطين المحتلة ومعظم سكان الاردن هم من الفلسطينيين، الاردن تقع بين العراق وايران وفلسطين، الاردن لها حدود عريضة طويلة مع سوريا، الاردن عبر التاريخ منذ ان كانت نكبة فلسطين اُريدَ له ان يكون مكانا ليمتص نتائج تهويد فلسطين، بمعنى من يقتلع من فلسطين ويرحل منها يكون الاردن مكانا لاستيعابه ويصبح اردني له كامل الحقوق، وجزء كبير من رؤساء وزراء الاردن هم فلسطينيون وكان للفلسطينيين دورا اساسيا في الاقتصاد فصعب جدا فصل الاردن عن فلسطين.

وأضاف: والآن في ظل اجواء ما يسمى صفقة القرن والمصممة لتصفية القضية الفلسطينية بالتأكيد هناك دور يقع على عاتق الاردن وليس دورا يريده الاردن، دور يراد له ان يفرض على الاردن لتزداد اعباؤه بحجة حل اشكالية الديون المتراكمة التي تبلغ نحو 50 مليار دولار.

وقال محمد علي: الاردن لم يكن متجاوبا تماما مع صفقة القرن، الاردن لم يقبل ان يخضع لمتطلبات البعض وتحديدا لمحمد بن سلمان ويرسل جنودا للقتال في اليمن وهذا الامر ليس سهلا ان يتم تمريره من قبل من يمتلكون حقد الجمال.

فيما قال ضيف البرنامج رئيس منتدى الفكر الاشتراكي رسمي الجابري ان الاردن يتمتع بأهمية جيوسياسية في اطار الصراع مع العدو الصهيوني، والتطور الاهم هو الاطماع السعودية الممثلة بمحمد بن سلمان وعائلته في الولاية على القدس، ليحل محل الهاشميين في العلاقة مع القدس، هذه الخصوصية بالتحديد شكلت مصدر تهديد وقلق وحالة حصار شملت الثنائي الاردني الفلسطيني.

واوضح الجابري أن للأحداث الاخيرة ثلاثة ابعاد ولكل بعد خصوصيته واستقلاليته النسبية؛ البعد الاقتصادي والاجتماعي والازمة التي تعيشها البلاد هذه معطى، وتطلعات وطموحات ولي العهد الاردني السابق في احياء دوره السياسي ومحاولة استعادة دور يعتقد انه مفقود هذه ايضا قضية قائمة بذاتها، والاشكال الاردني السعودي الاماراتي نتنياهو المرتبط بصفقة القرن والولاية على القدس وتهميش الدور الاردني هذ ايضا ملف قائم بذاته.

وقال: الاردن كان يستشعر طوال فترة مرحلة ترامب بالخطر فيما يخص الولاية الهاشمية والتي شكلت خطا احمرا ومساسا بواحدة من مصادر شرعية القصر، الآن نحن نتحدث عن مرحلة ما بعد ترامب.. مرحلة بايدن، ومرحلة ما بعد المعاهدة الاردنية الاميركية التي جرى توثيقها في الجريدة الرسمية والتي حولت الاردن الى مجموعة قواعد عسكرية امريكية خارج اي مسؤولية قانونية وحتى بدون استحقاقات ولو في بعدها البراغماتي.

وتابع: قراءة هذا المشهد تجعلنا نقول ان النظام الرسمي في الاردن رأى ان هذه فرصة سانحة ومناسبة بعد ان استند الى الجدار الاميركي بهذه المعاهدة ومجيء بايدن، ان يُظهّر هذا الخلاف الذي كان مكتوما او كان حريصا على ان لا يفاقمه في المرحلة السابقة وان يضع حدا للاطماع السعودية والدور السعودي الاماراتي بالتواطؤ مع نتنياهو على الدور الاردني فيما يخص الولاية الهاشمية.

فيما اعتبرت الخبيرة والمتابعة للشأن الاسرائيلي آمال وهدان ان ما حدث في الاردن مجرد زعزعة لاستقراره للضغط عليه وفرض الشروط من اجل اجندات معينة، مشيرة الى ان القوى الكبرى لو كانت تريد اسقاط النظام في الاردن لاسقطته في فترة ما تسمى الربيع العربي.

وقالت وهدان ان الاردن بالنسبة للمشروع الصهيوني هام ليس فقط فيما يخص الوطن البديل للفلسطينيين، وانما في اطار المشروع الصهيوني الاكبر وهو من النيل الى الفرات، لذلك ما يحصل اليوم في الاردن هو تحت مراقبة ومتابعة حثيثة، وحتى من الداخل الاردني عبر هذه الخيوط للموساد وللحكومة الاسرائيلية.

واوضحت: لكن في سياق الموقف الاميركي الاردن هو مجرد منصة وتابع وله دور محدد وفق الاستراتيجية الاميركية والصهيوني في المنطقة، لو كان هناك مخططا من اجل تغيير هذا النظام لحصل ذلك خلال فترة ما سمي بالربيع العربي، لكن ليس المطلوب ان يكون تغيير للنظام الآن، كان مطلوبا ان يكون تحت الضغط ومطلوب ان تكون الاوضاع الاقتصادية بهذه الدرجة من السوء، وغير مطلوب لهذه الدولة ان تكون سيدة نفسها والملك لا يعاني من هذه الضغوط، لذلك سيبقى الاردن يقع تحت سطوة الاميركي من ناحية والصهيونية من ناحية اخرى.

واكدت وهدان ان هناك علاقة قوية بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس حكومة الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلة إن هذه العلاقة تفوق ما يرسمه السيد في البيت الابيض، قد يكون تجاوزوا الحدود، لكن مطلوب ان تحدث زعزعة للاستقرار في الاردن لتصويب العلاقة، واستراتيجيا مطلوب من الاردن ان ينفذ ما يراد منه.


يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/5522218