مستشرق إسرائيلي: مؤامرات الانقلاب لا تهدد الأردن بل أمر أسوأ!

مستشرق إسرائيلي: مؤامرات الانقلاب لا تهدد الأردن بل أمر أسوأ!
الثلاثاء ٠٦ أبريل ٢٠٢١ - ٠٢:٠٧ بتوقيت غرينتش

قال المستشرق "الإسرائيلي" تسفي برئيل، إنّ مؤامرات الانقلاب، ليست التهديد الحقيقي لاستقرار الأردن، بل الأزمة الاقتصادية، وآلاف المصالح التي أغلقت ونسب البطالة التي ارتفعت إلى أكثر من 25 بالمائة.

العالم - الأردن

وأضاف في مقال له بصحيفة “هآرتس”، أنّ الملك الأردني نجح فقط في البقاء بالحكم، وجمْع تحالف عربي ودولي مؤيد، لكنه في الوقت ذاته مع نجاحه الشخصي، لم يجلب إنجازات كبيرة للمملكة، وحصل في آذار الماضي على ثناء متحفظ من صندوق النقد، بتوقع زيادة الناتج القومي لكن الزيادة ترجع إلى المساعدات الخارجية والهبات.

وتابع: “فبعد فترة قصيرة على تتويج الملك عبد الله في العام 1999، صرح أنّه لا ينوي تبنّي سياسة والده وتغيير الحكومات مثلما يغير الجوارب. هذا التصريح تم انتقاده بسرعة عندما بدأ بتعيين رؤساء حكومة ووزراء بوتيرة أسرع من والده الملك حسين. وقد مرت منذ ذلك الحين أكثر من 20 سنة”.

وشدد المُستشرِق، الذي تربطه علاقاتٍ وطيدةٍ مع المؤسسة الأمنيّة في "تل أبيب"، شدّدّ على “أن المخاوف من عمليات الانقلاب، أمر يميز معظم الممالك والإمارات في الشرق الأوسط. وتطهير الصفوف وعزل شخصيات رفيعة وإجراء تغييرات حكومية هي وسيلة روتينية حتى في دول استبدادية غير ملكية. على هذا الصعيد، فالسعودية تعتبر قدوة في كل ما يتعلق بالتطهير وإحباط المؤامرات العائلية. فمحمد بن سلمان لم يتردد في إدخال والدته إلى الإقامة الجبرية واعتقال أمراء وحكام مناطق وإقصاء “مشتبه فيهم” بالتآمر ضده”.

في المقابل تحدث الكاتب عن الشخصية الكبيرة التي تم اعتقالها، وهو باسم عوض الله، رئيس الديوان الملكي السابق، والذي قال إن علاقته بالملك عانت من التقلبات.

وقال إن “عوض الله الذي يحمل الجنسية السعودية إلى جانب الجنسية الأردنية، تقرّب كثيرًا من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأصبح المستشار الاقتصادي المقرب له، حتى أنّه شارك في تخطيط مدينة المستقبل نيوم. وفي نفس الوقت، قام بنسج علاقة وثيقة مع ولي عهد الإمارات، بل وتم تعيينه عضوًا في مجلس إدارة جامعة دبي. هذه العلاقة هي التي تثير الآن الشكوك في أن السعودية ودولة الإمارات متورطتان في المؤامرة. وهما، بالمناسبة، سارعتا إلى نشر بيان تأييد مؤثر للملك عبد الله والمملكة”.

وأشار إلى أنه “صحيح أن العلاقات بين الأردن والسعودية والإمارات ليست في ذروتها، لكن الأكثر من ذلك هو أن الملك عبد الله يشتبه بأن السعودية تريد أن تسلب منه السيطرة على الأماكن المقدسة في القدس، لا سيما في منطقة الحرم، التي فيها حسب اتفاق "السلام" مع الكيان الإسرائيلي توجد مكانة خاصة. والسعودية يوجد لها حساب مفتوح مع الملك عبد الله على عدم سماحه برحلات طيران هجومية تنطلق من المملكة ضد سوريا، وهي السياسة التي أدت إلى تجميد طويل للمساعدة السعودية للأردن”.

ولفت إلى أن “الإمارات اعتبرت حليفة مقربة من الأردن، والعلاقة بين عبد الله ومحمد بن زايد وثيقة. ولكن التوقيع على اتفاق تطبيع بين الإمارات والكيان الإسرائيلي والذي لم يكن الملك في دائرة المشاورات بخصوصه، قوض إستراتيجية الأردن التي تربط بين حل النزاع بين "إسرائيل" والفلسطينيين وبين توسيع دائرة التطبيع العربي مع "إسرائيل”.

وخلُص إلى القول: “وقضية زيارة نتنياهو لدولة الإمارات التي تم إلغاؤها في أعقاب رفض الأردن فتح سمائه أمام طائرة الإمارات التي كان من المفروض أنْ تنقل نتنياهو إلى أبو ظبي، خلقت توترًا بين الدولة الخليجية والأردن. ولكن في نهاية المطاف خدمت بشكل جيد حاكم أبو ظبي كمخرج للهرب من مناورة كان يمكن أنْ تورطه في الانتخابات الإسرائيلية”، كما أكّد المُستشرِق "الإسرائيليّ".