تعثر المبادرة الفرنسية بين القوى السياسية في لبنان

تعثر المبادرة الفرنسية بين القوى السياسية في لبنان
الأربعاء ٠٧ أبريل ٢٠٢١ - ٠٥:٥٩ بتوقيت غرينتش

يشكك البعض في جدوى المبادرة الفرنسية الجديدة في لبنان وما اذا كانت ستثمر عن حل لازمة تشكيل الحكومة.

العالم - لبنان

وكتبت صحيفة الاخبار اللبنانية اليوم الاربعاء انه بعد أيام على الأجواء التفاؤلية التي سادت في عطلة الأعياد، يشكك المطلعون على أزمة تأليف الحكومة بشأن ما يمكن أن ينتج من المبادرة الفرنسية الجديدة. وهي إن كانت جدية، لكنها تتوقف على تعامل القوى السياسية معها، وخاصة طرفي الأزمة الرئيسيين: سعد الحريري وجبران باسيل. وعشية الحديث عن زيارة مفترضة للأخير إلى باريس، تتقاطع المواقف السياسية حول انتظار ما سيرشح عنها، وعلى ضوء التطورات سيظهر ما إذا كانت هناك إمكانية للإفراج عن الحكومة المعلقة منذ ٨ أشهر بحبل الشروط والشروط المضادة.

فهذه المبادرة، على الرغم من الضغوط الفرنسية على القوى السياسية، تواجه عراقيل ليست ببسيطة. أبرزها، أن في الداخل من رفض الكلام على لقاء ثنائي بين الحريري وباسيل في حضور ماكرون، وطرح فكرة توسيع اللقاء ليشمل باقي القوى، على أن يكون شبيها بلقاءات قصر الصنوبر التي ضمت ممثلين عن الأحزاب والتيارات، حين زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت بعد تفجير مرفأ بيروت في اب الماضي. وقالت أوساط على بينة من الاتصالات التي تتم بين مسؤولين لبنانيين وفرنسيين أن الرئيس المكلف سعد الحريري ليس متحمسا لهذا اللقاء، وهو كما رئيس مجلس النواب نبيه بري من مؤيدي فكرة اللقاء الموسع، أو فليستكمل التفاوض مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. بينما سمع الفرنسيون من شخصيات لبنانية نصائح بعدم تلبية هذه الرغبة، لأن المشكلة الأساسية محصورة بين باسيل والحريري، وأن المطلوب هو ردم الهوة بينهما، فيما لن ينفع وجود الاخرين في شيء.

غير أن الأهم من ذلك، أن رئيس تكتل لبنان القوي لم تحسم زيارته لفرنسا بعد، فلا مواعيد في الإليزيه وفق ما تقول مصادر مطلعة، وهو لم يذهب من دون تحديد جدول أعمال، مع التنبه إلى الجو الفرنسي اللبناني الذي يحاول تحميله والرئيس عون مسؤولية التعطيل.

وبانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة، طرأ أمس عامل جديد تمثل في تبلغ الرئيس الحريري أمس من سفير الكرسي الرسولي في لبنان المونسينيور جوزيف سبيتيري أن البابا فرنسيس سيستقبله في الفاتيكان في 22 نيسان الجاري. وكان الحريري قد تقدم بطلب اللقاء قبل نحو أسبوعين، وسيشمل برنامج زيارته لقاء أيضا مع وزير الدولة (رئيس الوزراء) في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين. وفيما تأتي هذه الدعوة تزامنا مع الحراك الفرنسي، قال مطلعون إنها لا شك ستتناول الأزمة الحكومية، ولا سيما أن الفاتيكان يولي اهتماما كبيرا بلبنان.

حصيلة الساعات الماضية تصب عند أن الملف الحكومي محكوم بالجمود، فلا شيء يوحي بأي تقدم، وكل الأمور متوقفة على نتائج الزيارات التي يحكى عنها». أما في بعبدا، فلا يزال الموقف ثابتا بأن تأليف الحكومة يجب أن يتبع الاليات الدستورية.