يوم الأسير..عيون العوائل الفلسطينية تحدق لزيارة اعزائهم في شهر ضيافة الله

يوم الأسير..عيون العوائل الفلسطينية تحدق لزيارة اعزائهم في شهر ضيافة الله
السبت ١٧ أبريل ٢٠٢١ - ٠٩:١٥ بتوقيت غرينتش

جاء شهر رمضان، وجاء معه يوم الأسير الفلسطيني، الذي يذكرنا بالأسرى الغائبين عن موائد عائلاتهم في الإفطار، والذين بلغ عددهم 4500 أسير يقبعون في 23 سجنًا.

العالم - فلسطين

ومركزَ توقيف وتحقيق، بينهم 41 أسيرةً غالبيتهن في سجن الدامون، و140 طفلًا وقاصرًا، و543 أسيرًا صدرت بحقهم أحكامًا بالسجن المؤبد.

وتتذكر العائلات أفرادها الغائبين عنها في هذا اليوم، ويحزنها الفراغ الذي تركوه خلفهم وأماكنهم التي تشتاق إليهم.

وتقول شقيقة الأسير محمد ناصر، "جاء رمضان وأخي ما يزال في السجن، بعيدًا عنا ودون تهمة موجهة إليه".

يذكر أن الأسير محمد ناصر يتعرض لاعتقالات متواصلة، ويكاد لا يتنفس الهواء إلا وهو معتقل من جديد.

واعتقل محمد ناصر في التاسع من آذار من العام الماضي، هو وزملاءه من مكان سكنه القريب من جامعة بيرزيت، ومنذ ذلك الوقت يتم تأجيل محاكمته.

واعتقل ناصر للمرة الأولى وهو في سن التاسعة عشر، وقد كان في عامه الجامعي الأول، وأصبح عمره الآن 29 عامًا ولم ينهِ دراسته بسبب الاعتقالات المتكررة.

وتقول الأسيرة المحررة شذى ماجد حسن، "بدأ رمضان ومائدة الإفطار تنقص شخصين، هما شقيقاي، الأسيرين محمد وعبد المجيد حسن".

واعتقل محمد قبل عام، أما عبد المجيد قبل أسبوعين، ولم تتم محاكمته بعد.

وتروي شذى تجربتها الصعبة في السجن وكيف أمضت رمضان في سجن الدامون، واصفة تلك التجربة بالقاسية.

وتذكر شذى أن أصعب اللحظات التي عاشتها، هي تأثر والديها عند اعتقالها ورؤية دموعهما، خاصة أن الظروف التي تمر بها الفتيات داخل السجون صعبة جدًا وهي الأقسى، حيث يمنع الاحتلال الأسيرات من التواصل مع ذويهن.

وحول المعاملة والظروف العصيبة التي تواجهها الأسيرات في السجون، تقول شذى إنها سيئة جدًا، مضيفةً، "كانوا يجلسونا في أماكن مخصصة للكلاب، وطوال فترة الاعتقال كنا نتعرض لأبشع الشتائم، وكنا نجلس في غرفة لا تدخلها الشمس مطلقًا، حتى البعض منا كانت أقصى أمنياتهن رؤية الشمس".

وتشير إلى أنها سمعت عن الظروف الصعبة في السجن قبل أن تعتقل، ولكنها لم تكن تدرك أن تجربة الاعتقال قاسية لهذه الدرجة إلا عندما مرت بها، ولن يشعر بها إلا من عاشها، "نحن الأسيرات مهما تحدثنا عن معاناة السجن، لن يدركها إلا من جربها".

وتوضح أن أصعب أنواع الاعتقال تعانيها الأسيرات الأمهات، اللواتي حرمن من رؤية أبنائهن، والعديد القاصرات اللواتي لم تتجاوز أعمارهن الثامنة عشر.

وتعاني الكثير من الأسيرات من ظروف صحية صعبة، مثل الربو وأمراض الجهاز التنفسي.

وقال نادي الأسير بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني إن قرابة 550 أسيرًا يعانون من أمراض بدرجات مختلفة وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة، وعلى الأقل هناك عشرة أسرى مصابون بالسرطان وبأورام بدرجات متفاوتة، من بينهم الأسير فؤاد الشوبكي (82) عاماً، وهو أكبر الأسرى سنّا.

وأضاف أن عدد شهداء الحركة الأسيرة بلغ 226 شهيدًا، وذلك منذ عام 1967، بالإضافة إلى مئات من الأسرى اُستشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون، ومن بين الأسرى الشهداء (75) أسيرًا ارتقوا نتيجة للقتل العمد، و(73) اُستشهدوا جرّاء التعذيب، و(7) بعد إطلاق النار عليهم مباشرة، و(71) نتيجة لسياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء). وخلال العام المنصرم، ارتقى أربعة أسرى شهداء داخل السجون جرّاء الإهمال الطبي والتعذيب وهم: نور الدين البرغوثي، وسعدي الغرابلي، وداوود الخطيب وكمال أبو وعر.